لا تتخلى عنها المرأة العنابية في الأعراس

الخلخال والشوشنة والجاموس زينة الماضي والحاضر

الخلخال والشوشنة والجاموس زينة الماضي والحاضر
  • القراءات: 2651
سميرة عوام سميرة عوام

 

رغم غلاء المجوهرات والحلي، إلا أن المرأة العنابية لا تزال متشبثة بهذا النوع من الأكسسورات التي تعتبرها ضرورية للزينة والأناقة خلال الأعراس، لأنها مظهر من مظاهر الوجاهة، كما تعد رصيدا ماديا تدخره المرأة وتلجأ إليه عند الحاجة، وهناك من تجمع هذه الحلي لرهنها في وقت لاحق عندما تجد نفسها عاجزة على تلبية حاجيات أسرتها.

نجد أن الحلي في عنابة ممزوجة بالمعادن الثمينة والأحجار الكريمة، مثل الفضة والجواهر، المرجان وأخلاط المسك والعنبر، وتهتم المرأة بتزيين جسدها بها، حيث توجد حلي للرأس والأذنين وحلي الرقبة والصدر لتصل إلى الأرجل واليدين، هذه المجوهرات تكون متناسبة. إلى جانب القندورة المرصعة بالمجبود ذات اللون العنابي، والتي تكون هي الأخرى حاضرة بقوة خاصة بالنسبة للعروس خلال ليلة التصديرة،  حيث ترتدي القندورة العنابية التي تزين بمجوهرات مختلفة، وحلي الرأس غالبا ما تكون مصنوعة من الفضة ومرصعة بالأحجار العادية أو الكريمة. وبالنسبة لـ»شوشنة» التي توضع على الرأس فتتشكل من الجوهر وتتوسطها كريات ذهبية صغيرة،  تنتهي بهلاليات أو خامسات وتعلق على طرفي الرأس لتتدلى مع رقبة المرأة.

أما «الدلالة» فهي عبارة عن قطعة قماش من القطيفة، تخاط عليها قطع النقود الذهبية ويطلق عليها اسم السلطاني، الذي يعرف لدى العنابيين بالسلطاني الشريفي، وهو ذو حجم كبير. أما السلطاني البندقي فهو ذو حجم صغير. ومن بين الاهتمامات الأخرى التي تثير المرأة العنابية في الأعراس والحفلات؛ «الشاشية» وهي مخروط من الحرير أو القطيفة  ترصع بقطع السلطاني الذهبية والجوهر وتنتهي بقطعة مخروطة من الذهب تسمى القنبوعة، تلي هذه المجوهرات حلي الأذنين، وهي الأقراط التي تتنوع أسماؤها عند أهل المنطقة،  منها الفرود والمناقش المكونة هي الأخرى من الذهب والمرصعة بالجواهر أو الأحجار الكريمة. ومن حلي الرقبة والصدر يوجد السخاب، هذا الحلي الذي يعد من أهم الأكسسورات التي تعطي جمالا لعنق المرأة، يصنع من المسك والعنبر. أما المذبح فيكون من الذهب الخالص. ومن حلي الأيدي نذكر أساور الجاموس والأساور الذهبية أو الفضة المرصعة بالأحجار الكريمة.

ومن الحلي الذي يميز القعدة العنابية، ويصنع من الذهب الخالص، نجد الخلخال الذي يؤنس الأذن ويشكل نغما متمازجا مع الكعب العالي، كل هذه التشكيلة تعطي عبق المكان الذي تربطه بالحاضر وزمن الجدات اللواتي كن يتزين بهذه المجوهرات. وهناك من تدخرها لوقت الحاجة، لكن يبقى الخلخال والشوشنة والمقياس مفردات أساسية لصناعة طقوس وعادات بونة عاصمة أبو مروان الشريف.