يمينة فاسخ محامية لدى المجلس:

الحبس لا يحل مشكلة الإدمان وإنشاء مراكز للعلاج ضرورة

الحبس لا يحل مشكلة الإدمان وإنشاء مراكز للعلاج ضرورة
  • القراءات: 1567
 رشيدة بلال رشيدة بلال

قالت الأستاذة يمينة فاسخ، محامية لدى المجلس، بأن عقوبة الحبس لا تحل مطلقا مشكلة الإدمان على المخدرات لدى الشباب المدمن، بل ينبغي التأكيد على العلاج لتصفية جسم المدمن ومساعدته على الاندماج مجددا في المجتمع.

المحامية يمينة ولدى تدخلها في الندوة التحسيسية، تطرقت للحديث على الطريقة التي تناول فيها المشرع آفة المخدرات في مختلف القوانين، بدءا بالدستور، وصولا إلى قانون الجمارك والصحة والعقوبات المقررة لها، حيث اتجهت في بداية تدخلها إلى تعريف هذه الآفة بالقول بأنها «تلك المادة التي تحوي على عناصر مخدرة تذهب العقل، إن تم التعود عليها» ومنه راحت تميز بين نوعيين من العقوبات؛ الأولى تخص المتاجرين في هذه السموم وصناعها، حيث تتراوح العقوبات المقررة في التشريع الجزائري بين 10 إلى 20 سنة مرفقة بغرامات مرتفعة، بينما جعل من العقوبات المقررة للمستهلكين مخففة، على اعتبار أنهم ضحايا، حيث تتراوح عقوبتهم من شهريين إلى سنتين، حسب الكمية المستهلكة، مشيرة إلى أن هذا التخفيف وجد لحكمة تتمثل في منح فرصة للمتهم حتى ينتبه إلى فعله، وإن حدث وأعاد الكرة، فإن المشرع لم يتساهل مع الجناة وجعل عقوبة العود مشددة، لحماية المجتمع.

عددت المحامية بالنظر إلى حجم الدعاوى القضائية التي تقدم يوميا على المحاكم فيما يخص استهلاك وحيازة المخدرات، أسباب في غياب الوازع الديني بالدرجة الأولى، وغياب الوعي الكافي عند الأفراد بخطورة مثل هذه الآفات الاجتماعية، فضلا عن إصراف المال بدون رقيب ووقت الفراغ الذي يعتبر من أسباب ولوج عالم المخدرات.

اختارت المحامية بعض القضايا التي عرضت على المحكمة، والتي تعكس بشاعة الجرم المرتكب تحت تأثير المخدرات، حيث سردت قصة الشاب الذي أقدم بكل برودة أعصاب على قتل جدته، بهدف الحصول على مجوهراتها وبيعها، ليتسنى له شراء المخدرات، وبعد أن تم إلقاء القبض عليه وتمت مواجهته بالأدلة، اندهش لفعلته وراح يجزم بأنه ليس الفاعل، لأنه كان تحت تأثير المخدر.

قضية أخرى تتعلق بجريمة قتل، لكن هذه المرة ـ حسب المحامية ـ الضحية هي الأم والقاتل هو الابن الذي أذهبت المخدرات عقله،  فقتل والدته سعيا وراء المال، وغيرها كثير من القضايا التي تدمي القلوب، من أجل هذا، أكد ـ تقول ـ «في كل مرة تعرض علينا قضايا من هذا النوع، لذا من الضروري معالجة المدمنين، لأن أفعالهم ناتجة عن غياب الإدراك بسبب المخدرات، بالتالي لابد من التوجه إلى إنشاء مراكز أخرى للمعالجة».