الشروط تلتئم وبوادر النجاح تلوح
القمة العربية.. بداية العد التنازلي والعاصمة تتزين

- 833

بدأت الجزائر العاصمة مع بداية العد التنازلي لعقد القمة العربية في وضع آخر لمسات احتضان هذا الموعد الهام، حيث توشحت شوارع العاصمة بأعلام الدول المشاركة، بعد ضمان جاهزية كافة الوسائل اللوجيستية التي عكفت الجزائر على توفيرها منذ الاعلان عن تاريخ انعقادها من أجل توفير الظروف الملائمة لاستقبال ضيوفها، بما يتناسب ووزنها وتأثيرها السياسي في المنطقة العربية، بحكم أنها دولة مناصرة للقضايا العادلة.
في السياق أمر وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ابراهيم مراد خلال لقاء ترأسه مع ولاة الجمهورية يوم الاربعاء الماضي، والي الجزائر العاصمة ومن خلاله الولاة المنتدبين بالرفع إلى أقصى حد من وتيرة التكفل بمحور التهيئة الحضرية وإعطاء كل الأولوية للمظهر الجمالي للعاصمة تأهبا لاستقبال الوفود العربية المشاركة في مجلس جامعة الدول العربية.
يأتي ذلك في الوقت الذي أنهت فيه الجزائر تقريبا تسليم الدعوات للقادة العرب لحضور القمة، حيث كانت اليمن والصومال آخر من تسلمها، في الوقت الذي أكد فيه القادة والملوك العرب خلال استقبالهم لمبعوثي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، دعمهم لجهود الجزائر في الدفاع عن قضايا الأمة، والدفع بالعمل العربي المشترك وكذا مجابهة التحديات متعددة الأبعاد التي تواجهها الدول العربية.
وسبق لوفد من الجامعة العربية، برئاسة الأمين العام المساعد حسام زكي، أن أجرى زيارة تفقد إلى الجزائر، للتنسيق مع السلطات الجزائرية، بخصوص استكمال التحضيرات، مؤكدا في تصريحات صحافية على جاهزية ترتيبات القمة.
ويتطلع القادة العرب لأن تكون القمة القادمة محطة فاصلة في لم الشمل وتوحيد الرؤى بين الدول العربية في ظل الانقسامات التي يشهدها الواقع العربي، خاصة ما تعلق بالقضية الفلسطينية التي أثرت عليها تداعيات حملة التطبيع مع الكيان الصهيوني بشكل كبير، فضلا عن الانقسامات التي يشهدها الصف الفلسطيني.
ويتوخى في هذا السياق أن تفضي جهود الجزائر إلى تجسيد المصالحة بين الفصائل الفلسطينية (12 فصيلا)، وعلى رأسها حركة فتح، إضافة إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي، حيث ينتظر أن تلتقي في الجزائر يوم الثلاثاء القادم للاتفاق على رؤية لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
ويأتي الاجتماع بعد شهور من الجهود التي قامت بها الجزائر من أجل الوصول إلى رؤية جامعة توافقية تتفق عليها كافة هذه الأطراف، لتكون بمثابة أرضية صلبة للانطلاق نحو تحقيق الوحدة الوطنية.
وكان الرئيس عبد المجيد تبون قد أعلن في ديسمبر من العام الماضي عن اعتزام الجزائر استضافة مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية، لتستقبل لاحقا وفودا لهذه الفصائل مع الاستماع الى رؤيتها حول إنهاء الانقسام.
وتولي الجزائر أهمية كبيرة لاحتضان هذا الحدث الهام بعد سنوات من التأجيل بسبب الظروف السياسية التي مرت بها المنطقة العربية وكذا الظروف الصحية المنجرة عن وباء كوفيد 19، حيث سبق للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أن ثمّن حماس الجزائر "الشديد جدا" لاحتضان القمة العربية المقبلة، معربا عن أمله في أن تكون بادرة لـ"تأمين وحدة عمل عربي فعال" و"مواجهة التحديات".
وكان وزراء الخارجية العرب قد تبنوا شهر مارس الماضي بالقاهرة، قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بعقد القمة العربية المقبلة، في الفاتح والثاني من نوفمبر القادم تزامنا مع الذكرى 68 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة.
كما سبق لوزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أن أكد في كلمة له أمام مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، بأن الرئيس تبون "يسعى بالتنسيق التام مع أشقائه لضمان التحضير الجيد للقمة العربية، وهو على يقين أن رمزية هذا التاريخ وما تحمله من قيم النضال المشترك في سبيل التحرر وامتلاك مقومات تقرير مصيرنا المشترك، ستلهم قادتنا في اتخاذ القرارات اللازمة للارتقاء بالعمل العربي المشترك إلى مستوى التحديات المطروحة محليا، إقليميا ودوليا".