بعد أن رفض الامتثال لأوامر حزبه بالانسحاب طواعية

الرئيس زوما يضع جنوب إفريقيا في حالة ترقب

الرئيس زوما يضع جنوب إفريقيا في حالة ترقب
  • القراءات: 646
م . مرشدي م . مرشدي

أبقى الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما، حالة الترقب قائمة في بلاده بعد أن رفض الحسم في مستقبله السياسي إما بالانسحاب كما طالبته بذلك قيادة حزبه الحاكم أو رفض ذلك ومواصلة قبضته الحديدية معها.

وبقي الرئيس الجنوب ـ إفريقي الى غاية منتصف نهار أمس، متذبذبا بخصوص موقفه النهائي، حيث أكد في حديث أدلى به لإحدى القنوات الرسمية  تشبثه بموقفه المبدئي الرافض لتقديم استقالته من منصبه مع انتهاء المهلة التي منحها إياه المجلس التنفيذي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم أمس. وقال: «لم أفعل شيئا سيئا يستدعي ذلك وأنا اعترض على قرار حزب المؤتمر». ولكنه أبقى في سياق الحديث الذي دام قرابة ساعة كاملة على باب انسحابه مفتوحا عندما أكد انه في حالة ما إذا كان البرلمان لا يريد بقائي فإنني سأرحل. وفهم من خلال هذه الإشارة أنه فضّل الأخذ بالخيار الأقصى في هذه القبضة وهو ترك البرلمان يجتمع اليوم الخميس، لتمرير عريضة لسحب الثقة منه ليخرج حينها من الباب الضيق وقد ألصقت به تهم ثقيلة بتعاطي الرشوة وتبديد أموال عمومية. وحتى وان ترك الرئيس زوما، هذا الخيار قائما إلا أنه أعاب على حزبه المؤتمر الوطني الإفريقي مطالبته بالرحيل، لأنني لم ارتكب أي خطأ يدفعني إلى اتخاذ قرار في هذا الاتجاه وأنه من غير المنطقي أن يتم إثارة هذا الملف في كل مرة. وقال لمحاوره، متسائلا: «ماذا فعلت حتى أقدم على ذلك؟ كما أنه لا يوجد أي إجراء أو نص قانوني يدفعني إلى القيام بذلك». وجاءت توضيحات الرئيس زوما، بعد اجتماع حاسم عقده المجلس التنفيذي  لحزب الـ«أي.أن.سي» وهو أعلى هيئة لاتخاذ القرارات أول أمس، حيث منح رئيس البلاد مهلة انتهت منتصف أمس، لإعلان انسحابه الطوعي وتفادي الإبعاد من خلال تمرير مذكرة سحب الثقة عبر البرلمان كما طالبت بذلك أحزاب المعارضة التي كانت أول من أثار الفضائح المالية والجنسية التي تورط فيها الرئيس زوما، وطالبت برأسه قبل عام من انقضاء عهدته الرئاسية ربيع العام القادم.

وعرفت كواليس ودوائر صناعة القرار في بريتوريا خلال الأسابيع الأخيرة، تحركات مكثفة في الكواليس من أجل إيجاد مخرج لهذه القبضة وبكيفية تحفظ ماء وجه رئيس البلاد والمحافظة على صورة جنوب إفريقيا كأكبر الديمقراطيات في القارة الإفريقية.

ويبدو أن تمسك الرئيس جاكوب زوما،  بموقفه جعل حزبه الحاكم يلجأ الى خيار عرض هذه المشكلة على البرلمان لحسمها وطي ملف رئيس البلاد رغم أن خروجه عبر بوابة البرلمان سيشوه صورته وتاريخه على رأس إحدى اكبر دولة في القارة الإفريقية.

ويمكن القول أن حزب الـ«إي.أن.سي» الذي اقترن اسمه بزعيمه الراحل نليسون مانديلا، رمز مقاومة النظام العنصري وتحرير البلاد من كابوسه وجد نفسه مرغما على الأخذ بمثل هذا الخيار «المفروض» بعد أن انتهت كل المساعي والوساطات إلى طريق مسدود بعد أن تشبث زوما بقناعته «أنا لم أفعل شيئا يرغمني على التنحي». وكان لضغوط المعارضة التي وجدت في التهم الموجهة له فرصتها المواتية من أجل إحكام ضغطها على الحزب الحاكم واستغلال تدهور شعبيته المتواصلة بسبب فضائح الرشوة التي مسته في أعلى مستويات المسؤولية من اجل المطالبة بوضع حد لعهدته الرئاسية رافضة كل حل بالتراضي من أجل إتمامها.

وتكون قيادة حزب المؤتمر الوطني الافريقي قد استشعرت خطر بقاء الرئيس زوما إلى المواعيد الانتخابية القادمة ومنح نفسها فرصة لإعادة ترتيب البيت الداخلي لتفادي فقدان قيادة البلاد وخاصة في حال تحالفت أحزاب المعارضة فيما بينها من أجل الفوز بمقعد رئيس البلاد العام القادم.