تنتهي برفع تقارير تقييمية للوزارة لرصد نجاعة العملية

الشروع في المعالجة البيداغوجية لنتائج تقييم المكتسبات

الشروع في المعالجة البيداغوجية لنتائج تقييم المكتسبات
  • 131
ايمان بلعمري ايمان بلعمري

❊ مفتشو المواد لتكوين الأساتذة في كيفيات تحليل نتائج التقييم

❊ متابعة دورية لكيفيات تنفيذ العملية

❊ مستشارو التوجيه لتشخيص مكامن الصعوبة

انطلقت عملية المعالجة البيداغوجية لنتائج تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي، بهدف سد الثغرات لدى المتعلّمين وتجاوز الصعوبات المشخصة لديهم، بما يمكنهم من مواصلة بناء تعلماتهم بسهولة  .

جنّدت وزارة التربية مصالحها عبر الوطن، من أساتذة الطور المتوسط ومفتشي المواد ومديري المتوسطات ومستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، لإنجاح المعالجة البيداغوجية لنتائج تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي، وتحقيق الأهداف المتوخاة من هذا الاستحقاق الذي عوض امتحان مرحلة التعليم الابتدائي "السانكيام".

على هذا الأساس، تكون المعالجة البيداغوجية في مرحلة التعليم المتوسط باستثمار النتائج الواردة في دفاتر تقييم المكتسبات تلاميذ السنة الخامسة من التعليم الابتدائي المنتقلين إلى السنة الأولى من التعليم المتوسط من خلال مخرجات الشبكات التحليلية الخاصة بمواد التلاميذ المصنفين في التقديرين "ج" تحكم جزئي و«د" تحكم أدنى وذلك باستغلال الموارد الرقمية التي توفرها الأرضية الرقمية للوزارة .

وتتم المعالجة البيداغوجية بإجراء مدير المتوسطة قراءة دقيقة وشاملة لنتائج التلاميذ المنتقلين إلى السنة الأولى متوسط، انطلاقا من المعطيات التي توفرها الأرضية الرقمية للتعرف على البنية التنسيقية للكفاءات التي يمتلكها هؤلاء التلاميذ في كل مادة وحصر النقائص التي أفرزتها الشبكات التحليلية. وعلى ضوء ذلك تدرس مجالس التعليم، نتائج التلاميذ لوضع تصور لكيفيات معالجتها ضمن السيرورة التعلمية خلال السنة الدراسية.

واستنادا لما سبق، تنجز المعالجة البيداغوجية بصفة فردية أو في مجموعات صغيرة باعتماد طرائق البيداغوجيا التشاركية والتعاون بين الأقران على مرحلتين، حيث تشمل المرحلة الأولى الأسابيع الأولى من التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة، وتستهدف الذين يشتركون في الصعوبات المتعلقة ببعض المكتسبات الأساسية للمادة، أما المرحلة الثانية فتتم خلال السنة الدراسية، حيث تعالج وفق تسلسل التعلمات وعلاقتها بالتعلمات المستهدفة .

بناء على ذلك، يتكفل مفتشو المواد بتكوين الأساتذة في كيفية تحليل نتائج التقييم، وكيفية تشكيل مجموعات التلاميذ حسب نوع الصعوبات، مع بناء خطة للمعالجة باستثمار الشبكات التحليلية. كما يشرف المفتش على إنجاز نماذج من البطاقات العلاجية التي تحتوي على عناصر المعالجة، وطريقة المعالجة والمدة الزمنية لإجرائها. كما يحرص على متابعة الأساتذة، دوريا، في تنفيذ عمليات المعالجة والوقوف على نتائجها، فيما تنحصر مهام مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني في عمليات الإعلام والتحسيس لفائدة التلاميذ وأوليائهم، مع تشخيص الأسباب النفسية والاجتماعية التي قد تكون مصدرا للصعوبة. 

بهذا الخصوص، قال المستشار التربوي، يوسف رمضاني في اتصال مع "المساء"، إن هذه الخطوة تأتي لضمان انتقال فعّال ومنسجم لتلاميذ السنة الأولى متوسط مع السنة الدراسية، معتبرا عملية المعالجة البيداغوجية "محطة أساسية ضمن مخطط الدعم التربوي الموجه لتصحيح النقائص المسجلة لدى التلاميذ الجدد، خصوصا في معياري "ج" و«د" اللذين يمثلان مؤشرا واضحا على مستوى التحكم في الكفاءات الأساسية لمختلف المواد الدراسية".

وأوضح أن هذا الإجراء يهدف إلى تحقيق تكافؤ الفرص بين التلاميذ وضمان استيعاب جميع المتعلمين للمعارف والكفاءات الضرورية للمرحلة الجديدة، بما يسمح لهم بالتأقلم مع متطلبات التعليم المتوسط بكل سلاسة وثقة، خاصة وأن العملية تستند على مقاربة علمية دقيقة تعتمد على تحليل نتائج التقييمات التحصيلية في امتحان تقييم المكتسبات، عبر الشبكات التحليلية التي تعد مرجعا أساسيا لتحديد جوانب القوة والضعف لدى كل تلميذ. كما أشار رمضاني إلى أنه "بعد إتمام العملية، يقوم مدير المؤسسة بإعداد تقرير شامل يتضمن ما تم إنجازه من تدخلات بيداغوجية ونفسية وإرشادية، ومدى تحقق الأهداف المسطرة والعراقيل المسجلة ليرفعه إلى مديرية التربية".

وبناء على طلب منها، تقوم الهيئات الرقابية والتأطيرية بمتابعة تنفيذ العملية ميدانيا، لإعداد تقارير تقييمية دقيقة للوزارة، قصد رصد مدى نجاعة المعالجة البيداغوجية، واستثمار نتائجها في تحسين التخطيط البيداغوجي لبقية السنة الدراسية، يضيف محدثنا، الذي أكد أن هذا المسعى يعكس حرص الوزارة على ترسيخ ثقافة التقييم والمتابعة البيداغوجية المستمرة، باعتبارها أداة لتجويد التعليم.