55 سنة تمر على إقامة العلاقات الدبلوماسية الجزائرية ـ الأمريكية

السفير ديروشر: نتطلع للمزيد من التعاون في السنوات القادمة

السفير ديروشر: نتطلع للمزيد من التعاون في السنوات القادمة
  • 797
مليكة خلاف مليكة خلاف

احتفلت الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، يوم 29 سبتمبر الجاري، بمرور 55 سنة على إقامة علاقاتهما الدبلوماسية. واغتنم سفير واشنطن الجديد، جون ديروشر، المناسبة لتهنئة الشعبين الجزائري والأمريكي  عبر فيديو تم بثه مباشرة من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بحضور عقيلته وموظفي السفارة، مخاطبا الجزائريين بعد أيام قليلة من توليه المنصب «تهانينا على 55 سنة من التعاون، نتطلع للعديد من الإنجازات خلال السنوات القادمة».

الفيديو استعرض بالصور مختلف المحطات التاريخية التي عرفتها العلاقات الثنائية، بدءا باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية باستقلال الجزائر وتطور التعاون الذي ترجمته الزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين على أعلى مستوى، إذ كان سفير الجزائر بواشنطن، شريف قلال، أول سفير يعين في هذا البلد ويلتقي الرئيس جون كينيدي، الذي كانت له علاقات وطيدة مع بلادنا لدرجة إطلاق اسمه على ساحة بمنطقة الأبيار بالجزائر العاصمة.

كما تمت الإشارة إلى اللقاءات التي جمعت المسؤولين الجزائريين بنظرائهم الأمريكيين وفق التسلسل التاريخي  لمراحل هذه العلاقات،  إذ زار الرؤساء الجزائريون الولايات المتحدة سبع مرات، فالزيارة الأولى كانت خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 15 أكتوبر لعام 1962 عندما توقف الرئيس  احمد بن بلة في العاصمة واشنطن. كما زار الرئيس هواري بومدين واشنطن بشكل خاص، حيث التقى الرئيس نيكسون في 11 أفريل 1974. وكذلك الرئيس الشاذلي بن جديد الذي زار الولايات المتحدة من 16 إلى 22 أفريل 1985. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد زارها من 11 إلى 14 جويلية 2001 و5 نوفمبر 2001 ومن 9 إلى 10 جوان 2004. كما حضر رئيس الوزراء السابق عبد المالك سلال قمة القادة الأمريكيين-الأفارقة في 5 و6 أوت 2016.

الشريط توقف أيضا عند أبرز محطة عرفتها العلاقات الثنائية والمتعلقة بالدور الدبلوماسي المتميز للجزائر في حل أزمة الرهائن الأمريكيين المحتجزين بإيران ورسالة الشكر التي وجهتها واشنطن للجزائر بفضل مساعيها التي مكنت من تحرير الأمريكيين والعودة إلى ذويهم.

للإشارة، كانت زيارة الرئيس بوتفليقة في جويلية 2001 أول زيارة لرئيس جزائري للبيت الأبيض منذ عام 1985. ومنذ هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، تكثفت الاتصالات في مجال مكافحة الإرهاب. وكانت الجزائر من أولى الدول التي قدمت دعمها للولايات المتحدة. وهي تعمل منذ ذلك الحين بشكل وثيق مع الولايات المتحدة للقضاء على  هذه الآفة.

علاقات التعاون بين الجزائر والولايات المتحدة تتجلى في حجم وتسارع الزيارات الرفيعة المستوى التي يقوم بها المسؤولون المدنيون والعسكريون في كلا البلدين. كما تتميز العلاقات الوثيقة بين البلدين بقضايا إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك، أما فيما يتعلق بالتعاون في المجال الاقتصادى، فقد ارتفع عدد الشركات الأمريكية العاملة بالفعل أو التي تستكشف المشاريع التجارية في الجزائر بشكل ملحوظ على مدى السنوات القليلة الماضية، مما يعكس تزايد الثقة في السوق والمؤسسات الجزائرية.

في مجال التعاون العسكري، قام كبار ضباط الجيش الوطني الشعبي بزيارات رسمية إلى الولايات المتحدة، كما استضافت الجزائر زيارات للبحرية الأمريكية وخفر السواحل واشتركت مع الولايات المتحدة في المناورات البحرية المشتركة للناتو.

وأدى تزايد مستوى التعاون والتبادل بين الجزائر والولايات المتحدة إلى إبرام اتفاقات ثنائية في مجالات عديدة، منها الاتفاق المتعلق بالتعاون العلمي والتكنولوجي الذي تم التوقيع عليه في جانفي 2006. كما دخل اتفاق ينص على تمديد الصلاحية القصوى لعدة فئات من التأشيرات الممنوحة للمواطنين الجزائريين القادمين إلى الولايات المتحدة إلى 24 شهرا حيز التنفيذ في نوفمبر 2009.

تجاريا تنشط الشركات الأمريكية إلى جانب قطاع البترول والغاز في مجالات الخدمات المصرفية والمالية والخدمات والمستحضرات الصيدلانية والمرافق الطبية والاتصالات والطيران وتحلية مياه البحر وإنتاج الطاقة وقطاعات تكنولوجيا المعلومات. وتعد الجزائر ثالث أكبر سوق في الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

الجزائر والولايات المتحدة لديهما تاريخ طويل من العلاقات المتميزة، فأقدم مستوطنة دائمة أنشأها الأوروبيون في الولايات المتحدة (في فلوريدا التي تأسست في 1563)، سميت باسم شخصية في التاريخ الجزائري القديس أوغسطين،إذ سميت المدينة سانتا مونيكا وهي أم القديس أوغسطين. كذلك مدينة القادر في ولاية ايوا التي سميت باسم الأمير عبد القادر، علما أنها المدينة الوحيدة في الولايات المتحدة التي سميت بالعربية.

في 5 سبتمبر 1795 وقع البلدان معاهدة الصداقة والسلام، مع الإشارة إلى أن الجزائر كانت من بين أول البلدان التي اعترفت باستقلال الولايات المتحدة في 1783.

خلال الثورة التحريرية كان جون كينيدي الذي كان عضوا في مجلس الشيوخ، قد تحدث لصحيفة نيويورك تايمز في 2 جويلية 1957 عن تأييده لاستقلال الجزائر. وخلال فترة رئاسته هنأ كينيدي الجزائر بعد حصولها على الاستقلال عام 1962.