جرد الأراضي غير المستغلة الواقعة ضمن محيطه
السد الأخضر.. غرس 26 مليون شجيرة

- 448

❊ استغلال الأراضي الخصبة في التشجير وغرس الأشجار المثمرة
❊ برنامج جديد بمقاربة مدمجة تستجيب لتطلعات السكان
كشفت مديرة مكافحة التصحر والسد الأخضر بالمديرية العامة للغابات، صليحة فرطاس، عن غرس 26 مليون شجيرة في إطار البرنامج الأخضر لسنوات 2020-2023، مع شروع وزارة الداخلية، في تحقيق يتم من خلاله جرد جميع الأراضي غير المستغلة الواقعة ضمن محيط السد الأخضر، وذلك في إطار تثمين جميع مساحات السد الأخضر ومنها الأراضي التابعة للخواص.
وأكدت مديرة مكافحة التصحر في تصريح لوكالة الأنباء، أن هذا التحقيق سيمكن من تصنيف الأراضي حسب خصائصها وتحديد ملاكها من أجل تشجيعهم على استغلالها، مشيرة إلى أن الأراضي المصنّفة خصبة ستخصص للفلاحة والتشجير أو غرس الأشجار المثمرة أو للرعي، أما الأراضي غير الخصبة فيمكن استعمالها كعقار صناعي لإنجاز وحدات لتحويل المنتجات الفلاحية.
وأضافت أن السد الأخضر الذي يمتد على مساحة 4.7 مليون هكتار موزعة على 13 ولاية يتكون من 63 من المائة من المساحات الرعوية بمساحة تفوق 2.33 مليون هكتار تتكون من الحلفاء والعلف، موضحة أن المساحة الفلاحية قد قدرت بـ591 769 هكتار أي ما يعادل 16 من المائة من المساحة الإجمالية لهذا الانجاز الغابي.
وتابعت السيدة فرطاس، أنه تم غرس أكثر من 26 مليون شجيرة في مناطق السد الأخضر وذلك في إطار برنامج 2020-2023 الجاري، على مساحة تقدر بـ43558 هكتار، مشيرة إلى أن اختيار مناطق التشجير والأنواع الواجب غرسها يستجيب لمعايير بيئية، إلا أن هناك أيضا البعد الاقتصادي والاجتماعي اللذين يؤخذان بعين الاعتبار.
وعلاوة على الأهمية البيئية لهذا المشروع الغابي والمتمثلة في حماية مناطق الشمال من ظواهر التعرية وانجراف التربة، وتراكم الرمال بفعل العواصف الرملية، أكدت السيدة فرطاس، على الأهميته الاجتماعية والاقتصادية، مضيفة أن إعادة تأهيله وتوسيعه التي تم بعثها حاليا في إطار استراتيجية جديدة سيسهم أكثر في رفاه وازدهار السكان القاطنين على مستوى تلك المساحات.
وتابعت تقول إن الإحصائيات الرسمية لسنة 2008، أشارت إلى وجود 7 مليون نسمة على مستوى تلك المناطق، وأن هذا العدد قد يصل اليوم إلى 12 مليون، مؤكدة أن البرنامج الجديد للسد الأخضر يتبنّى مقاربة مدمجة تستجيب لاحتياجات وتطلعات السكان مع الأخذ بعين الاعتبار خصائص وإمكانيات تلك الفضاءات.
كما أكدت في هذا الصدد على المقاربة الجديدة المتعددة الأبعاد للسد الأخضر التي تتضمن غرس أنواع خلاقة للثروة ومقاومة للتصحر وحرائق الغابات، مضيفة أن من بين تلك الأنواع هناك الأشجار الريفية على غرار الزيتون وأشجار الفستق واللوز والخروب، مشيرة إلى شجرة التين الشوكي التي تشكل حاجزا طبيعيا أمام حرائق الغابات، فضلا عن فائدة أوراقها المستعملة كعلف للماشية.
في هذا الصدد أوضحت ذات المسؤولة، أن مصالح الغابات تشجع بشدة الفلاحين والنساء والشباب على المشاركة في هذا البرنامج الطموح، مشيرة إلى الدعم الذي تقدمه وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، لمساعدتهم سيما عبر الدورات التكوينية المجانية والتسهيلات الإدارية والمساعدات المالية التي يمنحها قرض رفيق، وكذا القروض التي تقدم للشباب من خلال جهاز الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية.