قال إنه جعلها خيارا استراتيجيا لتقوية الوحدة الوطنية..عصاد:
الرئيس تبون حرّر الأمازيغية من التوظيف السياسوي

- 248

أشاد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، أمس، بالرؤية المتبصرة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي فتح أمام المحافظة آفاقا جديدة لمواصلة الجهود الرامية إلى ترسيخ مكانة الأمازيغية في إطار هادئ وجامع ومتكامل ضمن منظومة الهوية الوطنية، مشيرا إلى أنّ السيد الرئيس حرّر الأمازيغية من منطق التوظيف السياسوي الذي طالما حصرت فيه، وجعلها خيارا استراتيجيا تتقاطع حوله الإرادات الوطنية ويرعى في كنف الوحدة ويسهم بفعالية في ترسيخ الأمن الثقافي والهوياتي للجزائر.
دعا عصاد خلال افتتاح أشغال ندوة "ترقية الأمازيغية في إطار الأمن الهوياتي في الجزائر: السياق، المفاهيم، والآثار السوسيومعرفية والمؤسّساتية" بنادي الجيش ببني مسوس، بالعاصمة، احتفالا بالذكرى 30 لتأسيس المحافظة، إلى ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية من خلال الالتفاف حول رموز السيادة الوطنية، وفي مقدمتها رئيس الجمهورية والجيش الوطني الشعبي الحارس الأمين لأمن البلاد واستقرارها مع بناء جبهة إعلامية وطنية قوية تكون في مستوى التحدّيات الراهنة، وقادرة على التصدي للهجمات السيبرانية الممنهجة التي تستهدف مقوّمات الهوية الوطنية وثوابت الأمة.
وأشار إلى أن إحياء هذه الذكرى يتم هذه السنة بمزيد من الثقة وبإيمان راسخ بأن الجزائر التي ننشدها هي جزائر جديدة آمنة وموحّدة ومنتصرة، تكرّس الانسجام الوطني وتصون هويتها من كل محاولات الطمس والتشويه، في كنف دينها الحنيف الإسلام، مبرزا التآلف الطبيعي والتكامل راسخا بين الأمازيغية والعربية في إطار وحدة وطنية تتقوى بتنوّعها وترفض كل أشكال الانقسام والتأويل الضيق. واستعرض السيد عصاد المكاسب المحقّقة والمنتظر تحقيقها من خلال تبني استراتيجية أكثر شمولا تعزّز مكانة الأمازيغية وإدماجها في السياسات العمومية بما يضمن حضورها اليومي الملموس.
وفي ندوة صحفية نشّطها على هامش الندوة، أعلن سي الهاشمي عصاد، بالمناسبة عن فتح مخبر بحث بأم البواقي يضاف لـ4 مخابر أخرى موجودة حاليا وذلك بالاتفاق مع وزارة التعليم العالي، منوّها بحضور الأمازيغية في المدرسة العليا للأساتذة، وأعرب عن أمله في أن يتسع انتشارها أكثر خاصة في المنظومة التربوية وفي التكوين المهني وفي مدارس أشبال الأمة، علما أن المحافظة كانت وراء اقتراح الكثير من المشاريع ولا تزال تقدّم اقتراحاتها للمؤسّسات. كما ثمّن دعم رئيس الجمهورية من خلال جائزة الإبداع في الأمازيغية، متمنيا أن ترى أكاديمية اللغة الأمازيغية النور قريبا . وتحدث عصاد أيضا عن برنامج "ترقية الأمازيغية في إطار الأمن الهوياتي في الجزائر" المتضمن 3 ورشات علمية تكلل أعمالها مساء اليوم في الجلسة الختامية بجملة من التوصيات.
للإشارة فإن المحاضرة الافتتاحية كانت بعنوان "من التنوّع إلى الأمن الهوياتي "نشطها البروفيسور فريد بن رمضان رئيس المجمّع الجزائري لأسماء الأعلام، لتعقد بعدها الجلسة العلمية الأولى برئاسة الدكتور يوسف نجيب عن "الهوية واللغة والذاكرة: مداخل لفهم الأمن الهوياتي". كما تضمن اللقاء عدة تدخلات منها مداخلة الدكتور عطية إدريس حول الأمازيغية كرافعة للأمن الهوياتي والتماسّك الوطني من الجذور الحضارية إلى الرهانات الجيوثقافية، وتدخل العقيد عبد الغني بشاينية الذي تحدّث عن دور الجيش الجزائري في الدفاع عن الهوية الوطنية، فيما تناول الدكتور لحسن زغيدي منسق اللجنة الجزائرية للتاريخ والذاكرة علاقة الذاكرة بالأمن الهوياتي من خلال المفاهيم والأبعاد التكاملية والتجاذبية. وتوقف العميد الأول اعمر لعروم من المديرية العامة للأمن الوطني عند الوقاية من تهديدات ومخاطر الاستغلال المغرض للأمازيغية.
تعودان إلى عهدي الملك ماسينيسا والأمير عبد القادر
إهداء رئيس الجمهورية مسكوكتين نقديتين
أهدى الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد أمس، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون نسخة من مسكوكتين نقديتين، الأولى تعود إلى عهد الملك النوميدي ماسينيسا، والثانية إلى فترة الأمير عبد القادر مع برنوس تسلمهما نيابة عن السيد الرئيس مستشاره المكلّف بالمنظمات الوطنية والدولية والمنظمات غير الحكومية، حميد لوناوسي، كما أهدى السيد عصاد نسخة أخرى لنفس المسكوكتين مع برنوس للفريق السعيد شنقريحة تسلّمها نيابة عنه ممثل وزيارة الدفاع الوطني، وجرى ذلك خلال افتتاح أشغال ندوة "ترقية الأمازيغية في إطار الأمن الهوياتي في الجزائر: السياق، المفاهيم، والآثار السوسيومعرفية والمؤسساتية" التي جرت فعالياتها بنادي الجيش ببني مسوس احتفالا بالذكرى 30 لتأسيس المحافظة.