رئيسة اللجنة القانونية بالمجلس الشعبي الوطني سعاد لخضاري لـ "المساء":
الجزائر ليست قاصرا حتى تتلقى الدروس

- 656

انتقدت رئيسة لجنة الشؤون القانونية والإدارية والحريات بالمجلس الشعبي الوطني سعاد لخضاري، في تصريح لـ«المساء" مضمون اللائحة التي أصدرها البرلمان الأوروبي بشأن الجزائر، واعتبرتها "سلبية وخطيرة وعاكسة لفكر استعماري"، مشيرة إلى أن الجزائر بلد كامل السيادة ولديه مؤسسات وليست قاصرا حتى تتلقى الدروس أو حتى التوصيات من البرلمان الأوروبي. كما توقعت من جهتها ردة فعل قوية من الشعب الجزائري "للمحاولة الفرنسية اليائسة" يوم 12 ديسمبر الجاري.
وقالت رئيسة اللجنة البرلمانية في هذا الخصوص "مخطئ من يعتقد أن الإمبريالية العالمية والهيمنة الاستعمارية قد زالت، بل تتجدد في كل حقبة بثوب جديد لتقويض استقرار الدول الوطنية التي تمثل رمزا للتحرر ورفض الهيمنة".
وضربت السيدة لخضاري، مثالا بعمليات التفكيك والتفتيت باسم الديمقراطية والأقليات التي تشهدها اليوم العديد من الدول العربية"، مؤكدة في سياق متصل أنه مهمها كان حجم الاختلافات بين الجزائريين إلا أنهم يرفضون "العميل والمرتزق، لأن ذلك يدخل في خانة الرذيلة". ووجهت رسالة لنواب البرلمان الأوروبي تدعوهم فيها بالنظر في مشاكل الأوروبيين وشؤونهم "لأن الجزائريين ليسوا قصرا والبرلمان الأوروبي ليس وصيا عليهم".
وساقت لخضاري، مثالا حيا عن الخروقات التي تقع باسم حقوق الإنسان في أوروبا بعينها وخاصة فرنسا، مشيرة إلى أنها وقفت كشاهد عيان على "التهجم والضرب الذي تعرض له المتظاهرون من أصحاب السترات الصفراء بقلب باريس، من قبل رجال الأمن وبأمر من الإليزيه، حيث تم اقتياد عدد منهم من الساحات إلى قاعات الإسعاف"، متسائلة في هذا الصدد "أين هي حقوق الإنسان هنا"، قبل أن تضيف بقولها، "نحن في الجزائر لم يتم تعنيف المتظاهرين في أية مناسبة"، لتستخلص في هذا الإطار إلى أنه "من الأجدر بفرنسا والدول التي تدعمها الالتفات إلى ما تقوم به اسرائيل بغزّة ضد الأبرياء بدلا من خلق افتراءات والأكاذيب ضد الجزائر".
واعتبرت محدثتنا أن "البلدان الأوروبية بصفة عامة وخاصة فرنسا ترفض وتمقت أن ترى الدول التي تحررت من الاستعمار مزدهرة ومتقدمة ومستقرة، لأنها تخاف على مستقبلها وبالتالي فهي تريد أن تكون دائما في ثوب الوصي، حتى تترك أبناءها يتقاتلون وتتفرغ لنهب الثروات والاستفادة من الخيرات ومقدرات هذه البلدان".
وبعد أن ذكرت بالمسار الديمقراطي الذي تتبعه الجزائر منذ بداية الحراك الشعبي المبارك في 22 فيفري الفارط، والمرافقة الكبيرة التي قامت بها مؤسسة الجيش حامية الحدود والوطن، أكدت البرلمانية أن الجزائريين قادرون اليوم ومثلما كانوا في الماضي على "التأسيس لديمقراطيتهم التي تنبني بسواعدهم"، مبرزة في هذا الإطار "الحكمة التي يتحلّى بها الشعب الجزائري الذي تصالح مع النفس في أحلك الظروف، وهو الذي طوى العشرية السوداء وأسس للأمن والاستقرار، وقدرته كبيرة على التعايش في كنف الاحترام تحت راية الوطن الواحدة".
وخلصت محدثتنا في الأخير إلى أن ما قام به البرلمان الأوروبي ومن ورائه الدول التي كانت السبب في تحركه المشين، يؤكد حقيقة ثابتة هي أن "العدو يبقى عدوا ولا يتحول إلى صديق مهما أكرمته وأجرته".