منتدى الشراكة الروسية-الإفريقية

الجزائر فاعل محوري في ترقية الشراكات الإفريقية-الدولية

الجزائر فاعل محوري في ترقية الشراكات الإفريقية-الدولية
  • 228
ي .س ي .س

عكس التلاقي بين مضامين البيان الختامي للمؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية-الإفريقية، المنعقد بالقاهرة يومي 19 و20 ديسمبر الجاري، وكلمة وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيد أحمد عطاف، تقاطعا عميقا في الرؤى والمقاربات يؤكد ثبات الموقف الجزائري إزاء القضايا الإفريقية والدولية ويكرّس مكانة الجزائر كفاعل محوري في ترقية الشراكات الإفريقية-الدولية.

ويبرز هذا التقاطع من خلال الانسجام الواضح بين دعوة البيان الختامي للمؤتمر إلى القضاء على الاستعمار والاستعمار الجديد والحفاظ على الذاكرة التاريخية، وضمان حق الشعوب في التعويضات وبين الموقف الجزائري الراسخ الذي شدّد عليه السيد عطاف، والقائم على تجريم الاستعمار باعتباره مدخلا أساسيا لتحقيق العدالة التاريخية، مذكرا بأن الجزائر التي احتضنت مطلع شهر ديسمبر الجاري مؤتمرا دوليا لتجريم الاستعمار تجريما قانونيا لا لبس فيه، تدعم بقوة فكرة تأسيس يوم دولي لمكافحة هذه الظاهرة المقيتة التي لا يليق بها أي مكان، لا في عالم اليوم ولا في عالم الغد.

وأشار البيان إلى أن شعار الاتحاد الإفريقي لعام 2025 "العدالة للأفارقة والمنحدرين من أصل إفريقي من خلال التعويضات"، يأتي في وقته ويتماشى مع روح العصر، مؤكدا على ضرورة مواصلة العمل المشترك من أجل الحفاظ على الذاكرة التاريخية لجرائم الحقبة الاستعمارية وتبعاتها وإنشاء آليات قانونية لتقييم الأضرار التي لحقت بالدول الإفريقية خلال فترة الاستعمار وتعويضها. كما كشف عن التشديد المشترك على مبادئ السيادة الوطنية ورفض التدخلات الخارجية، داعيا إلى الالتزام بالقانون الدولي ورفض أي مقاربات تهدد الاستقرار في إفريقيا. 

وأكد في ذات السياق، على أهمية احترام الحلول الإفريقية الشاملة مع دعم الشركاء عند الاقتضاء، وأدان تدخل الأطراف الخارجية في تغذية النزاعات في القارة، كما التزم بتعزيز حل النزاعات سلميا، بما في ذلك تيسير الحوار الشامل والتعاون في الوقاية من النزاعات، وهي ذات المقاربة التي شدد عليها السيد عطاف بقوله إن الشراكة الإفريقية-الروسية، يجب أن تضع نصب مآربها دعم القدرات الوطنية ونبذ التدخلات الخارجية وترقية المقاربات السياسية والحلول السلمية.

كما حيت الجزائر تجدّد الالتزام الإفريقي-الروسي بمبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية في خضم تفاقم الأخطار الإرهابية على الصعيد القاري وكذا تصاعد بؤر التوتر والتأزم والصراع. وفي مجال مكافحة الإرهاب، يبرز جليا التطابق بين البيان الختامي والمقاربة الجزائرية، لا سيما من خلال التركيز على آليات الحوار الدائم وتجفيف منابع تمويل الإرهاب واعتماد مبادئ الجزائر كمرجعية متكاملة تعالج الظاهرة في أبعادها الأمنية والفكرية والتنموية بدل الاكتفاء بالمعالجات الظرفية.