عملت خلال عهدتها الأممية على إعادتها إلى الواجهة الدولية

الجزائر.. ثبات على العهد مع القضية الفلسطينية

الجزائر.. ثبات على العهد مع القضية الفلسطينية
الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع
  • 189
مليكة. خ مليكة. خ

"هدفنا في الظرف الحالي هو وضع حد للإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشّعب الفلسطيني في قطاع غزّة خاصة الاّطفال والنّساء"بهذه الجملة استهل الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، كلمته مطلع عام 2024، خلال مراسم رفع أعلام الدول الخمس التي بدأت عضويتها في المجلس، من بينها الجزائر كأعضاء غير دائمين في هذه الهيئة الأممية.

أخذت القضية الفلسطينية حيّزا كبيرا من جدول أعمال عهدة الجزائر في مجلس الأمن، ونجحت في إعادتها إلى الواجهة بعد أن حاولت بعض القوى طمسها ومحاولة إفراغها من محتواها في ظل موجة التطبيع الصهيوني التي اجتاحت العديد من الدول العربية، حيث لم تدّخر الجزائر جهدا مع اندلاع طوفان الأقصى في كشف جرائم الاحتلال الصهيوني في حقّ الشّعب الفلسطيني والدعوة لإيقافها. ومع استمرار التوترات والانتهاكات التي يتعرض لها الشّعب الفلسطيني، برز دور الجزائر في المحافل الدولية كصوت ثابت يدافع عن الحقوق المشروعة للفلسطينيين، ترجمةً لإرث طويل من الدعم المبدئي وغير المشروط.

ويكفي أن نستشهد في هذا الصدد بتبنّي مجلس الأمن الأممي العام الماضي، قرارا بوقف إطلاق النار في غزّة رغم عدم تطبيقه فيما بعد من قبل الكيان الصهيوني، حيث لعبت الجزائر دورا مؤثرا  في اعتماد القرار رغم تعرضها لضغوط كبيرة، كما كان لها الجرأة في انتقاد عمل المجلس بسبب خضوعه لتأثيرات الدول الكبرى، إثر استخدام الولايات المتحدة حق "الفيتو" في وجه وقف إبادة جماعية هي الأخطر في تاريخ فلسطين المحتلّة.

وعليه فإن جهود الجزائر في هذه الهيئة الأممية ماهي إلا مرآة لمواقفها الثّابتة في الدفاع عن القضية الأم منذ عقود من الزمن، إذ يكفي أنها احتضنت دورة المجلس الوطني الفلسطيني الـ19 في 15 نوفمبر 1988 بالجزائر العاصمة، أسفرت عن الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية، وكانت الجزائر أول دولة تعترف بها، وحولت مكتب منظمة التحرير إلى سفارة لفلسطين منذ اللحظة الأولى، الأمر الذي فتح الباب أمام سلسلة اعترافات بلغ عددها اليوم أكثر من 160 دولة.

فقد اتسمت مواقف الجزائر بالدعم والثبات على العهد، ولم تحد يوما عن مبادئ عقيدتها الراسخة المستمدة من ثورة نوفمبر التي كانت ومازالت مصدر إلهام للثورة الفلسطينية، موازاة مع تركيز مساعيها الدبلوماسية لتحقيق انتصارات لصالح القضية العادلة وإعادة بعث العمل العربي المشترك وجعل القضية  الفلسطينية في مقدمة أجندة العمل العربي.

ويمكن أن نستدل في هذا الصدد بتصريح سفير فلسطين بالجزائر فايز أبو عيطة، أمس، الذي أشار إلى أن دبلوماسية الجزائر في مجلس الأمن ساهمت في وقف حرب الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، مثمّنا تصريحات وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية السيد أحمد عطاف، خلال الندوة الصحفية التي نشطها  أول أمس بمقر الوزارة بشأن "تأكيد الجزائر على التعامل والتنسيق مع دولة فلسطين عبر القنوات الفلسطينية الرسمية".

ولم يقتصر دور الجزائر على دعم القضية المركزية، بل أنها لطالما دعت إلى توحيد الصف الفلسطيني من خلال احتضانها لمسار المصالحة ولم الشمل، قبل انعقاد القمة العربية بالجزائر سنة 2022، ترسيخا لالتزامها التاريخي والأخلاقي تجاه الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل الحرية والاستقلال، واستلهاما من ثورة نوفمبر التي نجحت في تحرير البلاد بفضل التفاف مختلف  القوى الحية في المجتمع حولها.