رغم تداعيات التغيرات المناخية.. مشاركون في المنتدى يؤكدون:

الجزائر تمتلك مؤهلات الريادة في الاقتصاد المستدام

الجزائر تمتلك مؤهلات الريادة في الاقتصاد المستدام
  • 160
حنان. ح حنان. ح

❊ مواجهة الدولة لـ"كورونا" نموذج يحتذى به في تسيير الأزمات

 مخطط جديد لتطوير العاصمة وتحويلها إلى مدينة مستدامة

أكد مؤسس منتدى الاقتصاد المستدام، محمد إسكندر، أمس بالعاصمة، قدرة الجزائر على أن تكون "رائدة" إقليميا في مجال التنمية المستدامة، بفضل المؤهلات التي تملكها طبيعيا وتسمح لها بأن تبني اقتصادا يستجيب للالتزامات البيئية المستقبلية، لاسيما البصمة الكربونية. 

وقال المتحدث في افتتاح الطبعة الأولى من المنتدى، إن التهديدات البيئية  يمكنها أن تتحول إلى فرص لنمو اقتصادات جديدة منخفضة الكربون، وأن الجزائر بفضل طاقتها الشمسية الهائلة، يمكنها أن تصبح رائدة في هذا المجال، لاسيما بعد فرض الضريبة الكربونية من طرف الاتحاد الاوروبي، كما أشار إلى قدراتها الكبيرة في مجال الاقتصاد الدائري، والتي تسمح لها بتحقيق تنمية مستدامة لاسيما في قطاعي الفلاحة والسياحة، تضمن الرفاهية للسكان.

ويعد الوعي بالمخاطر البيئية القادمة ووضع نظام انذار استباقي وفعال، من  الشروط الواجب توفرها لتحقيق هذا "السيناريو المستقبلي"، وتجنّب مظاهر "سيناريو كارثي" قد تجره التغيرات المناخية مستقبلا على بلادنا، مثلما أوضحه الأستاذ الجامعي نزيم سيني الذي عرض نتائج دراسة أجراها حول هذا الموضوع

وحذّر المتحدث من تداعيات التغيرات المناخية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، لافتا إلى أن وزارتي الداخلية والسكن ستكونان في مواجهة تحد عمراني حقيقي بسبب كثافة النزوح من الجنوب إلى الشمال، كما ستتضاعف أسعار التأمين لاسيما على السكنات.

واعتبر المتحدث أن هذا السيناريو ليس ببعيد كما قد يعتقد البعض، مذكرا بتسجيل 150 حريق في 17 ولاية أدت إلى وفاة 45 شخصا خلال الصيف الماضي، الذي شهد ارتفاعا قياسيا للحرارة بالجزائر العاصمة، في سابقة قال إنها تؤكد الدخول في عصر "الانهيار المناخي"  وفقا لتعبير الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش.

السياسة الفعّالة في مواجهة كورونا نموذج يحتذى به

كما أشار المتحدث إلى أن هذه السيناريوهات الكارثية ليست حتمية، فرغم أن التغير المناخي حقيقة لا يمكن تفاديها، يمكن التخفيف من حدته، بشرط وجود "تفكير استباقي لتحليل عوامل الخطر ووضع نظام انذار مسبق وفعّال"، مبرزا في هذا السياق نجاح تجربة التعامل مع وباء "كوفيد -19"، حيث اعتبر أن السياسة التي وضعتها السلطات العمومية، كانت "فعالة" ويمكن أن تكون "مثالا يحتذى به"، داعيا إلى وضع نظام مماثل لإعلام المواطنين بتداعيات التغيرات المناخية وخطرها وكذلك تعزيز الوقاية والتحضير للكوارث الطبيعية من المدرسة، مشدّدا على ضرورة استهداف الاجيال المقبلة، قائلا "ربما يكون جيلنا آخر جيل يعيش في مناخ معتدل".

ولفت إلى أهمية فتح النقاش حول هذه المسائل، والاهتمام بالتشجير وتوسيع المساحات الخضراء والحفاظ عليها، مشيدا بما تقوم به ولاية الجزائر من مشاريع في هذا الاطار.

مخطط تطوير العاصمة لتتحوّل إلى مدينة مستدامة

وتم تقديم ولاية الجزائر كنموذج لمدينة مستقبلية مستدامة خلال المنتدى، حيث تحدث رئيس ديوان ولاية الجزائر محمد لامين هواري ممثلا لوالي الولاية،  عن مخطط تطوير ولاية الجزائر العاصمة الذي يقوم وفقا لتعبيره على مبدأ "مصالحة العاصميين مع البيئة"، من خلال إعادة تأهيل كل التراث المادي وخلق ظروف حركة تسهل حياة المواطنين بإسهام المواطن بطريقة تطوعية في هذه المساعي.

وتعرض مسؤولون بالولاية إلى أهم المشاريع التي تجري حاليا لتحسين البيئة المعيشية للمواطنين، من خلال توسيع وعصرنة شبكات الطرق وتطوير النقل الجماعي، حيث تتم دراسة فكرة "المونوراي"، وتكثيف وتوسيع المساحات الخضراء، بتوسيع فضاء "الصابلات" إلى غاية منطقة "قهوة الشرقي"، فضلا عن تأهيل فضاء الراحة والاستجمام بباب الوادي، كما تم الكشف عن تحويل حديقة الوئام المدني إلى "حديقة سفاري" تعيش فيها الحيوانات طليقة مع اعادة تأهيل سكتها الحديدية.