انضمت إلى الجمعية البرلمانية الدولية لرابطة دول جنوب شرق آسيا
الجزائر تعزّز مكانتها في التكتلات الإقليمية والدولية

- 157

❊الجزائر فاعل محوري في الربط بين آسيا وإفريقيا والعالم العربي
انضمت الجزائر أمس، رسميا إلى الجمعية البرلمانية الدولية (آيبا) كعضو ملاحظ وحيد، وهو إنجاز كبير للدبلوماسية البرلمانية يواكب الديناميكية التي تشهدها الدبلوماسية الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية، السيّد عبد المجيد تبون، حسب ما أفاد به بيان للمجلس الشعبي الوطني.
أوضح ذات المصدر، أن مراسم الانضمام الرسمي للمجلس الشعبي الوطني كعضو ملاحظ وحيد داخل هذه المنظمة البرلمانية الوازنة، جرت بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، على هامش الدورة الحالية للمنظمة، بمشاركة وفد المجلس الشعبي الوطني برئاسة نائب رئيس المجلس منذر بودن، ممثلا لرئيس المجلس، وحضور سفير الجزائر بماليزيا، عبد الحفيظ بونور، حيث تم رفع العلم الوطني في لحظة رمزية جسّدت الحضور الرسمي للجزائر داخل هذا الفضاء البرلماني الدولي". وبالمناسبة منح رئيس الـ"آيبا" والأمينة العامة للجمعية، القرار الرسمي الخاص بعضوية الجزائر بصفة عضو ملاحظ وحيد للسيّد منذر بودن، والسفير الجزائري تأكيدا للمصادقة بالإجماع على انضمام الجزائر.
وأكد بيان المجلس، أن "هذا المكسب الجديد يضاف إلى الإنجازات التي حققتها الدبلوماسية البرلمانية الجزائرية في ظرف زمني قصير، بعد قبول انضمام المجلس الشعبي الوطني السنة الماضية، كعضو ملاحظ في برلمان عموم أمريكا اللاتينية والكاريبي (البرلاتينو)".
وتضم الجمعية البرلمانية الدولية لرابطة دول جنوب شرق آسيا التي تأسست في 1977، بالعاصمة الفلبينية مانيلا، 10 دول أعضاء دائمين في مقدمتها إندونيسيا، ماليزيا، تايلندا، الفلبين، وفيتنام، إضافة إلى 25 عضوا ملاحظا من بينهم قوى كبرى كالصين، روسيا، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتشكل "آيبا" منصة للحوار البرلماني حول القضايا السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية، فضلا عن دورها المحوري في تعزيز السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي.
واعتبر بيان المجلس، انضمام الجزائر إلى الـ"آيبا" بصفة ملاحظ وحيد "إضافة نوعية للدبلوماسية الجزائرية تعكس "التزام المجلس الشعبي الوطني بالمساهمة الفعلية في أشغال المنظمة، وتوظيف عضويته لخدمة القضايا العادلة وتعزيز التعاون البرلماني الدولي". ويحمل هذا التطور أكثر من دلالة ـ حسب البيان ـ إذ أنه "يعكس سياسيا، الاعتراف المتزايد بمكانة الجزائر ودورها الإقليمي والدولي، ويعزّز موقعها في الدفاع عن القضايا العادلة، واقتصاديا يفتح آفاقا واسعة للتقارب مع اقتصادات صاعدة في جنوب شرق آسيا، بما يدعم مساعي تنويع الشركاء واستقطاب الاستثمارات. أما من الجانب البرلماني فهو يشكل "منصة لتعزيز العلاقات بين أعضاء البرلمان الجزائري ونظرائهم في آسيا، بما يسمح بتبادل الخبرات وتوسيع مجالات التعاون التشريعي".
وشدّد المجلس، في بيانه على أن انضمام الجزائر إلى الـ"آيبا" لا يقتصر على كونه حدثا بروتوكوليا، بل يعد مؤشرا على فعالية الدبلوماسية البرلمانية الجزائرية وقدرتها على التموقع في فضاءات جديدة، بما ينسجم مع التوجهات الكبرى للدولة الجزائرية في بناء نظام دولي أكثر عدلا وتوازنا"، ليخلص إلى أن هذا الانضمام "يرسّخ مكانة الجزائر كفاعل محوري في الربط بين آسيا، إفريقيا والعالم العربي، خاصة مع استمرار رئاسة الجزائر للاتحاد البرلماني العربي للسنة الثانية على التوالي".
بودن يستقبل من قبل الأمين العام الجديد لـ"آيبا"
استقبل نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، منذر بودن، أمس، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، من قبل الأمين العام الجديد للجمعية البرلمانية الدولية للآسيان "آيبا"، الكمبودي السيّد شيم ويديا، الذي تم تعيينه خلال الجلسة الختامية للجمعية العامة 46 للجمعية البرلمانية الدولية للآسيان، لتولي مهامه فعليا ابتداء من شهر جانفي 2026.
وأوضح بيان للمجلس الشعبي الوطني، أن السيّد بودن، وبعد تهنئته للأمين العام الجديد أكد تطلع الجزائر إلى إقامة شراكة وتعاون متميّزين مع (الآيبا) من جهة ومع رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) من جهة أخرى، خاصة وأن الجزائر انضمت في جويلية 2025، إلى معاهدة الصداقة والتعاون لرابطة دول جنوب شرق آسيا، التي تربطها علاقات متميّزة مع أعضائها العشرة الدائمين.
ونوّه بودن، بالتعاون الاقتصادي الواعد القائم مع غالبية بلدان الآسيان في عدة مجالات، لا سيما في التكنولوجيات الحديثة والطاقات المتجددة، معبّرا عن الإرادة القوية للمجلس الشعبي الوطني في تطوير العلاقات البرلمانية مع (الآيبا) في ظل الدور المتزايد لأهمية الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز العلاقات الدولية.
من جانبه أعرب شيم ويديا، عن سعادته الكبيرة بهذا اللقاء الثنائي نظرا للمكانة الخاصة التي تحتلها الجزائر في قلبه، إذ عاش فيها خلال الفترة من 1970 إلى 1975 حين كان والده سفيرا لكمبوديا في الجزائر. وأشاد بالعلاقات التاريخية التي تربط كمبوديا بالجزائر منذ الاستقلال، مثمّنا "الدور الريادي الذي لعبته الجزائر ولا تزال تلعبه في حركة عدم الانحياز ومناصرة الشعوب المستعمرة ودعم حركات التحرر عبر العالم خصوصا في إفريقيا".
في ختام اللقاء أكد شيم ويديا، عزمه التام على العمل من أجل توطيد العلاقات الثنائية بين (الآيبا) والجزائر التي قال إنها "تزخر بطاقات وإمكانات هائلة على مختلف المستويات"، مبرزا حرصه على تعزيز التعاون المشترك لمواجهة التحدّيات الراهنة.