وزير الخارجية اليمني يثني على الموقف الداعم لبلده ويؤكد:

الجزائر تسعى لتحقيق السلام وتدعم جهود المبعوث الأممي

الجزائر تسعى لتحقيق السلام وتدعم جهود المبعوث الأممي
  • 438
  مليكة. خ مليكة. خ

  أثنى نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الخارجية  اليمني عبد الملك المخلافي أمس بالجزائر العاصمة، على موقف الجزائر «الداعم لبلده وقيادته الشرعية» من أجل إحلال السلام، مضيفا أن زيارته للجزائر التي تندرج في إطار التشاور المستمر بين البلدين، تهدف إلى «بحث الأوضاع السياسية والإقليمية والقضايا المتعلقة بالوضع العربي والإرهاب بشكل عام».

المخلافي قال في تصريح للصحافة عقب استقباله بمطار هواري بومدين الدولي من قبل وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، إن الجزائر بلد مهم عربيا. مشيرا إلى أن زيارته لبلادنا والتي تدوم إلى غاية 17 جويلية تعد فرصة  «لاطلاع الأشقاء الجزائريين حول ما يدور في اليمن التي تعاني من أثار حرب مدمرة وهي تسعى لتحقيق السلام وتدعم جهود المبعوث الأممي».

بعد أن وصف العلاقات الثنائية الجزائرية -اليمنية  بـ»الأخوية والعريقة»، أعرب السيد المخلافي عن رغبته في «توطيد» هذه العلاقات في مختلف المجالات، مشيرا إلى «التواجد الكبير» للطلبة اليمنيين بالجزائر بفضل التسهيلات التي تقدمها الجزائر لهم».

زيارة المخلافي للجزائر تعد الأولى من نوعها لمسؤول يمني منذ اندلاع الأحداث في هذا البلد اثر موجة ثورات الربيع العربي  التي مست دولا عربية، غير أن الأزمة في اليمن أخذت أبعادا جديدة على ضوء التعقيدات التي حالت دون التوصل إلى حل نهائي.

وبما أن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول تعد من المبادئ الثابتة في سياسة الجزائر التي تدعو دوما إلى ترقية الحوار السياسي في اليمن، فقد عارضت عمليات «عاصفة الحزم» العسكرية الجوية ضد معاقل جماعة الحوثي، كونها تعتبر هذه الأخيرة طرفا أساسيا في المعادلة السياسية اليمنية.

كما دعت الجزائر مرارا كافة الفرقاء اليمنيين إلى التحلي بالحكمة وتغليب لغة العقل والحوار وفق مرجعياته والجهود الأممية، والتي تبقى السبيل الوحيد لإيجاد حل سياسي توافقي يمكن من تحقيق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب اليمني الواحد ويحفظ وحدته وسيادته وسلامة أراضيه ويعزز من تماسك نسيجه المجتمعي.

الجزائر ناشدت في هذا الصدد كافة الأطراف الفاعلة في هذا البلد للاحتكام إلى إرادة الشعب اليمني مع احترام الشرعية المؤسساتية اليمنية والشرعية الدولية.

وترفض الجزائر مشاركة وحدات من جيشها الوطني الشعبي في مهام قتالية خارج حدودها، داعية إلى الاستفادة من التجربة الإفريقية في التعاطي مع مقومات الأمن الجماعي، مع تبني إجراءات وقائية يجب أن تتخذ في كل بلد عربي لبناء مجتمع متسامح ومتكامل تسوده العدالة الاجتماعية لمختلف فئات المجتمع .

كما يندرج موقف الجزائر الرافض للمشاركة خارج الحدود  في إطار احترامها لمبدئها الدستوري الذي ينص على عدم تدخل الجيش الجزائري خارج أراضيه، ولا حتى تقديم الدعم اللوجيستي لأي تدخل كان.

من هذا المنطلق يرى متتبعون أنه من الصعب إقناع الجزائر بحرب غير محسوبة العواقب، كون تداعياتها  ستظهر جليا على المنطقة العربية آجلا أو عاجلا، وهي التي لعبت أدوارا كثيرة في إطار الوساطة بين الأطراف المتنازعة خدمة للدول والشعوب، مثلما فعلت في لبنان، فلسطين، وما تفعله مؤخرا في مالي وليبيا.