شدد على إمكانية استرجاع قيمة الدينار

الجزائر تسعى باستمرار لجذب الاستثمارات الأجنبية

الجزائر تسعى باستمرار لجذب الاستثمارات الأجنبية
رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون
  • القراءات: 436
ق. س ق. س

أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، سعي الجزائر المستمر لجذب الاستثمارات الأجنبية بالنظر إلى الفرص المتوفرة عبر كافة التراب الوطني، مضيفا أن الجزائر تسعى إلى جذب الاستثمارات من الدول الشقيقة والصديقة كقطر وتركيا والمملكة العربية السعودية وتلك التي تعد حليفا استراتيجيا كإيطاليا وغيرها. وأوضح الرئيس تبون في لقائه الدوري مع الصحافة الوطنية، الذي بث مساء أول أمس، أن تركيا تعد أكبر مستثمر أجنبي في الجزائر من خلال عدة مشاريع، على غرار مركب الحديد والصلب في وهران الذي تضاعف إنتاجه وأصبح يصدّر للخارج، بالإضافة الى الاستثمار في الملابس والنسيج وفي الصناعات الخفيفة والمتوسطة.

وقال إن الجزائر تربطها "علاقة تاريخية بتركيا، دون وجود أي إشكاليات"، ما يشجع على" السعي لجذب المزيد من الاستثمارات". وتطرق رئيس الجمهورية في معرض حديثه، إلى مستثمرين من دول أخرى، تسعى الجزائر لاستقطابهم، منها قطر والمملكة العربية السعودية، في حين وصف إيطاليا بـ "الحليف ذو البعد الاستراتيجي" باعتبارها الدولة الأولى في أوروبا بالنسبة للعلاقات الاقتصادية مع الجزائر. وتابع أنه "منذ بداية حرب التحرير لم نسجل أي مشكل أو نزاع أو سوء تفاهم مع ايطاليا وكلما مرت الجزائر بظروف صعبة لم تجد سندا قويا إلا ايطاليا في كل الظروف حتى في المأساة الوطنية".

وأشار رئيس الجمهورية إلى أن "المستثمرين الايطاليين تتوفر فيهم النية الحسنة وهم يعملون في صمت"، مؤكدا وجود مئات الشركات الايطالية التي تشتغل في الجزائر. وأضاف أن العمل جار على تقوية هذه العلاقة من خلال الدخول في مرحلة الانتاج المشترك، مشيرا إلى السعي لإنشاء شراكات جزائرية ــ إيطالية في عدة مجالات منها الميكانيك والسيارات والبواخر والمطاحن وقطاع الدفاع الوطني من خلال مشاريع في مجال تركيب التجهيزات. كما أكد أن الإمكانيات الاقتصادية الحالية للجزائر تمكنها "في المدى المتوسط من استرجاع قيمة الدينار"، مضيفا أن كل هذه الإجراءات "ينبغي أن تكون دقيقة حتى لا تتسبب في خلق تضخم".

الجزائر تسعى للظفر بحصتها في فضائها الإفريقي

من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية سعي الجزائر للظفر بحصتها في فضائها الإفريقي، خاصة من خلال مراجعة بعض النقائص وإطلاق العديد من مشاريع التكامل الافريقي الهامة، حتى لا تبقى منعزلة عن القارة. وقال إن "الجزائر مصيرها إفريقي وامتدادها إفريقي" و"أن لم شمل إفريقيا لا يكون إلا بمساعي الدول الافريقية". وتطرق رئيس الجمهورية إلى عدد من المشاريع المشتركة مع الدول الافريقية، مثل أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي سينقل الغاز النيجيري إلى أوروبا، مرورا بالجزائر والنيجر والذي اعتبره "عملا افريقيا عملاقا".

وأضاف الرئيس تبون، أن الجزائر تتطلع إلى تموين إفريقيا بالكهرباء وإقامة مشاريع سكك حديدية تربط الدول الإفريقية التي ليس لديها سواحل بالحوض المتوسط، كما تعمل على تدارك التأخر المسجل في خطوط النقل بالدول الإفريقية. وأشار على سبيل المثال إلى أهمية الخط البحري نحو السنغال والذي لم تقدم الجزائر على فتحه إلا بعد ستين سنة من استقلالها، مثمّنا في هذا السياق بتوجه رجال الأعمال الجزائريين نحو إفريقيا من منطلق أن "الاقتصاد هو المتحكم اليوم". وأوضح بخصوص الطاقة والاستكشافات النفطية أن بعض الحقول النفطية، كانت تشهد مستويات إنتاج ضعيفة بالرغم من قدراتها الكبيرة، ما يشير إلى "عدم وجود الرغبة في التنقيب أو وجود رغبة في دفع الجزائر إلى التقهقر"، مضيفا أنه "من الممكن أن تكون هذه الأمور مدبرة".

وأضاف رئيس الجمهورية "اليوم وبفضل الروح الوطنية العالية وإرادة عمال سوناطراك الذين أحييهم من الإطارات إلى أبسط عامل على ما يقومون به، استرجعت الجزائر قدراتها الطاقوية"، مردفا أن هناك "اكتشافات كبرى قادمة بما في ذلك بمنطقة خنشلة وفي عرض البحر الذي لم يشرع في استغلاله أصلا". وأكد فيما يتعلق بالفلاحة أن "القطاع يشهد حاليا إعادة هيكلة، حيث تحسنت الأمور هذه السنة نوعا ما ب7  إلى 10  من المائة ونتمنى ان نصل السنة المقبلة إلى تحسن ب50  إلى 60 من المائة، مقارنة بالضعف المسجل اليوم". وأضاف رئيس الجمهورية، أن الشروط الضرورية لتحقيق هذا الهدف موجودة من وفرة أراضي ومياه "ولا يتبقى سوى العمل".

ويرى الرئيس تبون، أن الجزائر قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي أنه بإمكانها تحقيق ذلك في بعض المواد على غرار القمح الصلب والشعير، مبرزا أنه لا توجد أي دولة في العالم حققت اكتفاء ذاتيا كليا. ولفت إلى وجود عاملين رئيسين حالا دون نهضة قطاع الفلاحة في البلاد وهما نظرة المجتمع للفلاحة كمهنة اجتماعية وليست كنشاط منتج وفعال في الاقتصاد، إضافة إلى التأخر المسجل من الناحية التقنية بسبب الاعتماد على الممارسات التقليدية وبعض الاساليب السلبية في الإنتاج. وأوضح الرئيس تبون، أن القطاع شرع في عملية إعادة النظر في تسييره ، حيث تم الشروع "في إعادة الهيكلة بالنظر إلى الظروف الحالية التي حتمت علينا مراجعة أنفسنا، خاصة وأن القمح أصبح اليوم سلاحا فتاكا".