دشّن نصبا تذكاريا لمهندسي نزع الألغام السوفييت في الطارف.. سعيود:

الجزائر ترسم آفاقها بخطوات ثابتة

الجزائر ترسم آفاقها بخطوات ثابتة
وزير الداخلية والجماعات المحلية والنّقل، سعيد سعيود
  • 189
الطارف: زين الدين زديغة الطارف: زين الدين زديغة

❊ جهود إزالة الألغام ساهمت في ترسيخ أسس الحرية والتنمية

❊ اللواء سابع: مجاهدونا لم توقفهم فرنسا الاستعمارية عن تحقيق الاستقلال

❊ السفير الروسي: العلاقات بين روسيا والجزائر تتوطد من يوم لآخر

❊ العقيد بافلينكو: أنحني أمام الرجولة.. والشّعب الجزائري ناضل من أجل الحرية

أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والنّقل، سعيد سعيود، أمس، عمق الروابط التي تجمع الجزائر وروسيا، وأشار إلى أن “السوفييت” تقاسموا غداة  الاستقلال مع أصدقائهم الجزائريين لحظات خالدة امتزج فيها دعم جهود نزع مخلّفات الاستعمار الغاشم مع معاني الصداقة والاحترام الذي يميّز علاقات الشّعبين، مبرزا أن تضافر جهود إزالة الألغام في مرحلة مفصلية من تاريخ البلاد بعد الاستقلال، ساهم في ترسيخ أسس الحرية والتنمية والازدهار.

أكد سعيود، لدى إشرافه على تدشين النّصب التذكاري لمهندسي الألغام السوفييت ببلدية العيون بدائرة القالة في ولاية الطارف الحدودية، بتكليف من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بحضور مدير الإعلام والاتصال لأركان الجيش الوطني الشعبي، اللواء مبروك سابع، سفير روسيا الاتحادية لدى الجزائر، ألكسي سولوماتين، والعقيد الروسي المتقاعد أندريه بافلينكو، أحد المشاركين في عملية نزع الألغام عقب الاستقلال، أن هذه الولاية مثّلت إحدى محطات التاريخ المشترك الذي يجمع بلدين صديقين، مخاطبا العقيد الروسي المتعاقد أندري بافلينكو “على  تراب هذه الولاية المجاهدة تقاسمتم سيادة العقيد مع أصدقائكم الجزائريين غداة استقلال الجزائر لحظات خالدة، امتزج فيها الدعم الذي أوليتموه لبلادنا لجهودها في نزع مخلّفات الاستعمار الغاشم، مع معاني الصداقة والاحترام الذي يميّز علاقات شعبينا”.

وعبّر الوزير، عن تقدير الجزائر العميق لإسهامات أصدقائها على غرار أندري بافلينكو، مشيدا بمعاني الصداقة الجزائرية الروسية، مؤكدا تقدير واعتراف الجزائر بهذه المساهمة التي تخصّها الجزائر ببالغ الاعتراف من أعلى هرم الدولة إلى عامة المواطنين الذين يشهدون بوضع خبرة الأصدقاء السوفييت في إزالة الألغام خدمة للعمليات الوطنية التي باشرتها الجزائر على طول خطي شال وموريس.

وبعد أن ذكر بأن العقيد بافلينكو، تم توشيحه سابقا من طرف رئيس الجمهورية، بوسام الاستحقاق الوطني من مصف “عشير”، تعبيرا عن التقدير والامتنان الذي تكنّه له الجزائر دولة وشعبا، قال سعيود، للعقيد بافلينكو، “نحضر اليوم معا متشرّفين بتقاسمكم هذه المناسبة المتميّزة التي تجسد رمزية أخرى لمكانة شخصكم بالنسبة لساكنة ولاية الطارف ومن خلالها كافة الشّعب الجزائري، والتي أردنا تخليدها من خلال هذا النّصب التذكاري الذي سيبقى شاهدا للأجيال المتعاقبة على نبل الإنسان الذي تمثّلونه وعمق الروابط المشتركة بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وجمهورية روسيا الفيدرالية”. وختم قائلا إن الجزائر ترسم آفاقها بعد دحر المستعمر الغاشم وافتكاك استقلالها، لتخطو بخطوات ثابتة وواعدة نحو تشييد حاضرها الموسوم بالحرية والتنمية والازدهار.

من جانبه أكد العقيد الروسي المتقاعد، أندريه بافلينكو، إن الشّعب الجزائري ناضل من أجل الحرية، وقال “أنا أنحني أمام الرجولة والنّضال”، معبّرا عن سعادته لاستقباله من طرف رئيس الجمهورية.

بدوره ثمّن اللواء مبروك سابع، مشاركة الوفد الروسي في تدشين هذا النّصب التذكاري، مستحضرا بالمناسبة بطولات من شاركوا في نزع الألغام التي خلّفتها فرنسا الاستعمارية، والتي واجهها المجاهدون بكل شجاعة وبسالة، وأكد بالقول “إن شهداءنا الأبرار والمجاهدين الأخيار واجهوا نير الاستعمار الغاشم بكل عزم، وقدموا أرواحهم فداء للوطن، وحاربوا الأساليب الهمجية للاحتلال الفرنسي من قتل فردي وجماعي وإقامة أسلاك شائكة ومكهربة وزرع ملايين الألغام التي عوّل عليها لمحاصرة لهيب الثّورة والقضاء عليها، فكان تصميم مجاهدينا أكبر من أن يوقفه هذا الأسلوب أو غيره عن تحقيق هدفه وهو استقلال الجزائر”.

ومن جهته أكد قائد النّاحية العسكرية الخامسة، اللواء نور الدين حمبلي، أن زيارة الوفد الروسي للمنطقة تجسد عمق علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين الجزائر وروسيا، في ظل الاحتفالات بالذكرى الـ71 لاندلاع الثّورة التحريرية، مشيرا إلى أن أشكال التعاون الثنائي تعددت عبر عقود، لاسيما في المجال الأمني والعسكري بين البلدين. واعتبر النّصب التذكاري المخلّد لدعم النّقابيين السوفييت دليلا على تلك الصداقة الوطيدة والمتينة، ومن جانبه اعتبر سفير روسيا بالجزائر، ألكسي سولوماتين، تخليد ذكرى الجنود والضباط الروس الذين ساعدوا الشّعب الجزائري الصديق في إزالة الألغام حدثا هاما ونبيلا، مؤكدا أن الصداقة الجزائرية الروسية خالدة وقديمة والعلاقات بين البلدين تتوطد من يوم إلى آخر.