اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي ببروكسل
الجزائر ترافع لشراكة فاعلة تنصف إفريقيا

- 124

❊ 3 عوامل خطيرة تشكّل معالم المشهد الإفريقي في السلم والأمن
❊ تاريخ إفريقيا المعاصر لم يعرف هذا العدد الكبير من بؤر التوتر
❊ الإرهاب بات التهديد الأول للسلم والأمن في القارة
❊الساحل تحوّل بشكل مأساوي إلى بؤرة الإرهاب العالمية
❊ جهود الوساطة ومسارات السلام لم تواكب تفاقم الأوضاع
❊ شراكتنا تعيد للدبلوماسية مكانتها المحورية لمواجهة بؤر التوتر
❊ لا سبيل لتحقيق سلم مستدام في إفريقيا والعالم إلا بالتنمية
أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية أحمد عطاف، أمس، ببروكسل على أهمية إقامة شراكة فاعلة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، تقوم على مبدأ "الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية"، مع دعم الشركاء الملتزمين بمرافقة القارة في مواجهة التحدّيات الراهنة.
استحضر عطاف في مداخلته خلال حلقة النقاش المتعلق بـ"السلم، الأمن والحوكمة" ضمن أشغال الاجتماع الثالث لوزراء خارجية الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، "ثلاثة عوامل خطيرة أضحت تشكّل اليوم معالم المشهد الإفريقي في مجالي السلم والأمن"، حيث أبرز أن إفريقيا "لم تعرف في تاريخها المعاصر مثل هذا العدد الكبير من بؤر التوتر، الأزمات والنزاعات في وقت واحد. فمن منطقة الساحل إلى القرن الإفريقي ومن البحيرات العظمى إلى أجزاء من شمال إفريقيا، تتسارع وتيرة عدم الاستقرار، مهدّدة حياة الملايين ومعرضة مستقبل القارة بأسرها للخطر".
وأضاف عطاف أن "الأخطر من ذلك، أن الإرهاب بات التهديد الأول للسلم والأمن في إفريقيا. إذ تسجل القارة اليوم أكثر من نصف الوفيات المرتبطة بالإرهاب على مستوى العالم، فيما تحوّلت منطقة الساحل بشكل مأساوي إلى بؤرة الإرهاب العالمية". وتابع قائلا "وفي وقت تتزايد فيه هذه التحدّيات وتتّسع، ضعف أداء دبلوماسيتنا الجماعية. إذ لم تواكب جهود الوساطة ومسارات السلام تفاقم الأوضاع، ما ترك فراغا واسعا سمح لقوى عدم الاستقرار بالتمدّد والانتشار أكثر فأكثر".
وأشار إلى أنه من شأن هذه الشراكة أن "تعيد أولا للدبلوماسية مكانتها المحورية في صلب تحركاتنا الجماعية لمواجهة بؤر التوتر في إفريقيا ومنع ظهور أخرى جديدة"، مبرزا أنها تعزّز "بشكل أفضل وبنهج مستدام عمليات دعم السلام التابعة للاتحاد الإفريقي، بما يمكّنها من التصدي للإرهاب وسائر التهديدات المستجدة والمتنامية الأخرى. وتستثمر بشكل أكبر في ترسيخ الاستقرار من خلال التنمية، باعتبارها السبيل الأمثل والأنجع لتحقيق سلم دائم ومستدام ليس في إفريقيا فحسب، بل عبر العالم بأسره".
للإشارة، تضمن برنامج الأشغال تنظيم حلقات نقاش حول أربعة مواضيع رئيسية تتمثل في: "السلم، الأمن والحوكمة"، "تعددية الأطراف"، "تحقيق الازدهار" وكذا "الشعوب، الهجرة وحركة الأشخاص". وذلك بغية بحث السبل الكفيلة بتوطيد الشراكة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي في هذه الميادين.
مراجعة اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي بما يكفل التوازن الاقتصادي
وعلى هامش مشاركته في أشغال الاجتماع الثالث لوزراء خارجية الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، أجرى عطاف مباحثات مع الممثلة السامية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، سمحت باستعراض مختلف محاور علاقات التعاون والتنسيق التي تجمع بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، وذلك في أفق إعادة تفعيل وتنشيط الآليات المؤسّساتية التي تؤطر الشراكة الجزائرية-الأوروبية.
كما تطرّق الطرفان إلى مسألة مراجعة اتفاق الشراكة الذي يربط الجزائر بالاتحاد الأوروبي بما يكفل إضفاء التوازن المنشود على هذه الشراكة، لا سيما في شقها الاقتصادي. كما تبادل الطرفان الرؤى والتحاليل بخصوص عدد من القضايا الراهنة وعلى رأسها التطوّرات التي تشهدها ليبيا الشقيقة بصفة خاصة والتوترات المشهودة في منطقة الساحل الصحراوي بصفة عامة.
كما تحادث عطاف مع نظيره الألماني يوهان فاديفول، حيث جدّد له تهانيه بمناسبة تعيينه وزيرا لخارجية بلاده واستعرض معه مختلف أبعاد علاقات التعاون والصداقة التي تجمع بين الجزائر وألمانيا في سياق التحضير للاستحقاقات الثنائية المقبلة. كما ناقش الوزيران جملة من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.