السفارة الأمريكية في تصريح حصري لـ "المساء":
الجزائر بلد آمن للدبلوماسيين والمستثمرين والرعايا الأمريكيين

- 722

أفادت مصادر من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لـ "المساء" أن كتابة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية بواشنطن بعثت بمذكرة إلى دبلوماسييها والرعايا الأمريكيين بالجزائر، تطمئنهم فيها بإمكانية مزاولة نشاطهم في ظروف ملائمة، وذلك بعد أن صنف أحدث تقرير لها بلادنا ضمن الدول الآمنة. بناء على هذه المذكرة فإنه تم إلغاء منحة الخطر عن الدبلوماسيين والرعايا الأمريكيين الذين يتواجدون بالجزائر في إطار الاتفاقات الثنائية وعقود العمل، مقابل تعويضها بمنحة الدوام الإضافي.
بمقتضى هذه المذكرة يتم إلغاء جميع القيود على حرية تنقل الدبلوماسيين والرعايا الأمريكيين الذين بإمكانهم مواصلة مشاريعهم الاستثمارية في ظروف آمنة، بعد أن كانت الإدارة الأمريكية ملزمة بدفع حقوق تأمين مرتفعة للعاملين في الجزائر، معتبرة أن بلادنا لم تعد ضمن مناطق بؤر التوتر التي تصنفها دوريا كتابة الدولة الأمريكية. يأتي تقرير كتابة الدولة الذي يصدر كل 6 أشهر بناء على معطيات تستند إليها ميدانيا، ويرى أن الجزائر لم تسجل حوادث إرهابية خطيرة يتم بموجبها تقييم درجة الخطر. للتذكير، أشار سبر للآراء نشرته منذ بضعة أشهر اليومية الأمريكية "يو اس أي توداي" إلى أن الشعب الأمريكي يعتبر الجزائر بلدا صديقا ولا يشكل تهديدا على مصالح وأمن الولايات المتحدة الأمريكية إلى حد ما مقارنة مع العديد من دول الشرق الأوسط.
حسب الاستطلاع ذاته، فإن الأمريكيين يفضلون نظام الحكم في الجزائر على بعض الأنظمة العربية الأخرى. من جهة أخرى، يقر المسؤولون الأمريكيون بأن الجزائر تعد شريكا استراتيجيا في التعاون الأمني وأن البلدين يعملان في إطار تنسيق متين سواء على الصعيد الثنائي أو المتعدد الأطراف. العلاقات الجزائرية - الأمريكية شهدت في المدة الأخيرة ديناميكية لاسيما بعد إطلاق الحوار الاستراتيجي والتنسيق حول مجموعة من المسائل، لاسيما السياسية والأمنية والمتعلقة بمكافحة الإرهاب وكذا الاقتصاد وترقية المجتمع المدني. للإشارة، تم الشروع في الحوار الاستراتيجي الجزائري - الأمريكي سنة 2012 في إطار الإرادة المشتركة في إيجاد فرص لتعزيز التعاون بين البلدين وكذا البحث عن طرق جديدة للتعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتربوية والثقافية.
الحوار الاستراتيجي مع الجزائر تركز على الالتزام المتخذ خلال اجتماع واشنطن سنة 2012 بغية بحث الأعمال الجارية وتحديد مبادرات جديدة مشتركة من شأنها تحقيق تقدم للأولويات المشتركة من أجل أن تكون منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط منطقة مستقرة ومزدهرة. كما ترى واشنطن الجزائر شريكا أساسيا في مكافحة التهديدات الإرهابية كونها لعبت دورا أساسيا ضمن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب (المبادر به في نيويورك سنة 2011) لتوحيد وجهة نظر البلدين المتشابهة في مجال إعداد استراتيجيات فعالة ضد عمليات الاختطاف مقابل الفدية التي تشكل مصدر تمويل معتبر للجماعات المتطرفة في شمال إفريقيا.