دعا إلى التصدي لمحاولات الاستهداف العدائية.. الرئيس تبون:
الجزائر بخطى ثابتة نحو بناء اقتصاد قوي ومتنوع
- 456
مليكة. خ
❊ الحفاظ على وحدة الصف للتصدي لمحاولات الاستهداف العدائية
❊ الإصلاحات وضعت منظومة تكفل حرية المبادرة وتشجع الاستثمار وتكرّس الشفافية والمساواة
❊ تكريس ثقافة الحوار مع الشركاء الاجتماعيين
❊ الجزائر عازمة على رفع قدراتها الإنتاجية من المحروقات بخطة استثمارية طموحة
❊ زيادة الإنتاج الأولي للمحروقات بنسبة 2 بالمائة سنويا ما بين 2023 و2027
❊ مراجعة القانون المنجمي قريبا
❊ مواصلة الاستثمار في اكتشاف حقول جديدة وتحسين إنتاج الحقول القائمة
❊ تسريع تنفيذ برنامج تثمين المحروقات لإضفاء ديناميكية جديدة في البتروكيمياء
❊ نتطلع بثقة إلى التئام قمّة الغاز من أجل تعميق الحوار
أكد رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، أمس، أن الجزائر تعيش تحولا عميقا على كافة الأصعدة، وتنتقل بخطى ثابتة نحو بناء اقتصاد قوي ومتنوع بعد عملية الإصلاح الشاملة، التي سمحت بوضع منظومة جديدة تكفل حرية المبادرة وتهيئ أحسن الظروف للاستثمار وتكرّس مبادئ الشفافية والمساواة بين المتعاملين الاقتصاديين.
شدّد رئيس الجمهورية، في كلمة له بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات قرأها نيابة عنه الوزير الأول نذير العرباوي، خلال إشرافه على هذه الاحتفالات بتيميمون، على ضرورة الحفاظ على وحدة الصف في عالم مضطرب ومتقلب إقليميا ودوليا، للتصدي لمحاولات الاستهداف العدائية ومواصلة العمل من أجل المحافظة على الروح النضالية والحس الوطني العالي للعمال الجزائريين.
كما شدّد الرئيس تبون، على ضرورة توفير أفضل الظروف لتأدية العمال لواجباتهم المهنية وتحسين أوضاعهم الاجتماعية، مضيفا أن هذا الالتزام سبق وأن أولاه أهمية خاصة عبر مواصلة التأكيد على تكريس الطابع الاجتماعي للدولة، والتمسك بتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال رفع مستوى وحجم التحويلات الاجتماعية وإصلاح النظام الجبائي لتجسيد مبادئ الإنصاف والعدالة. وقال إن ذلك تم عبر توسيع الإعفاءات والتخفيضات الضريبية لصالح ضعفاء ومتوسطي الدخل، والرفع التدريجي للأجور من أجل الحفاظ على القدرة الشرائية لأزيد من مليونين و800 ألف موظف ومتعاقد، فضلا عن تثمين منح ومعاشات التقاعد واستكمال إدماج أزيد من نصف مليون مستفيد من أجهزة الإدماج المهني والاجتماعي في مناصب عمل دائمة.
وإذ أعرب عن قناعته بالدور الحيوي للشركاء الاجتماعيين في ترقية الحوكمة، أكد رئيس الجمهورية، أنه حرص على التأكيد باستمرار على ضرورة تكريس ثقافة الحوار باعتباره الأسلوب الأفضل لضمان معالجة شاملة وعقلانية لمختلف الانشغالات والتطلعات، وتحقيق الطموح الجماعي لبلوغ أعلى مستويات التنمية والازدهار، مضيفا أن مشاركة التنظيمات النقابية في الحوار الاجتماعي أضحت مكسبا ديمقراطيا وسندا أساسيا لدعم النمو والاستقرار الاجتماعي على جميع المستويات.
واغتنم رئيس الجمهورية، المناسبة للتأكيد على الالتزام رقم 21، الذي ينص على تشجيع إنتاج الطاقة وتصديرها عبر تكثيف جهود إنتاج الطاقات الأحفورية، حيث ذكّر بإنجاز أكثر من 140 بئر استكشافي وتطويري، مكّن من تحقيق أكثر من 25 اكتشافا. وقال في هذا الصدد “من محاسن الصدف، أن نلتقي اليوم هنا في تيميمون، العاصمة التاريخية لقورارة، التي تحتل مكانة هامة ضمن الاستراتيجية الشاملة المشار إليها، لا سيما فيما يتعلق بتعزيز المنبع النّفطي لإنتاج الغاز الطبيعي، من خلال احتضانها ثلاثة مشاريع غازية هامة في الجنوب الغربي للبلاد، متمثلة في تطوير حقول حاسي باحمو وحاسي تيجران وتينركوك بطاقة إنتاجية تقدر بـ14 مليون متر مكعب في اليوم”.
وأبرز رئيس الجمهورية، عزم الجزائر مواصلة جهودها لزيادة قدراتها الإنتاجية من المحروقات من خلال خطة استثمارية طموحة، ستسمح بزيادة الإنتاج الأولي للمحروقات في الجزائر بنسبة 2 بالمائة سنوياً خلال الفترة الممتدة من عام 2023 إلى عام 2027، لتصل إلى حوالي 209 مليون طن مكافئ بحلول عام 2027. كما أكد مواصلة الاستثمار في اكتشاف حقول جديدة وتحسين إنتاج الحقول القائمة، فضلا عن تكثيف الجهود لتسريع وتيرة تنفيذ برنامج تثمين المحروقات الذي يهدف إلى إضفاء ديناميكية جديدة في مجال البتروكيمياء.
وأوضح السيّد الرئيس، أنه تم إطلاق برنامج ضخم لتثمين وتطوير القدرات المنجمية للبلاد، من خلال المشاريع الثلاثة المهيكلة لهذا القطاع، المتمثلة في استغلال منجم غارا جبيلات للحديد والمشروع المدمج للفوسفات ببلاد الهدبة، ومشروع الزنك والرصاص بوادي أميزور، مضيفا أنه “فضلا عن مساهمتها في تنويع الاقتصاد الوطني، ستشكل قاطرة لتحريك التنمية في المناطق التي تحتضنها عبر خلق مناصب الشغل وتطوير البنية التحتية على غرار شبكة السكك الحديدية”.
وبعد أن أبرز تطلعه بثقة إلى تعزيز الديناميكية التي يعرفها هذا القطاع، كشف رئيس الجمهورية، عن مراجعة القانون المنجمي خلال الفترة القادمة، لتكييفه مع المستجدات التي يشهدها هذا النشاط وزيادة جاذبيته للمستثمرين مع المحافظة على المصالح الوطنية.
من جهة أخرى أكد الرئيس تبون، التزام الجزائر برفع تحديات التنمية المستدامة، من خلال وضع استراتيجية طاقوية جديدة تقوم على رؤية لتطوير اقتصادها على المدى المتوسط والطويل، وترافق مسار تحقيق انتقال طاقوي ناجح. وأشار إلى أن هذه المرافقة تتم عبر إطلاق مشاريع جديدة في مجال الطاقات المتجددة، والتموقع كفاعل أساسي في إنتاج الكهرباء بالاعتماد على الطاقة الشمسية وإدماج الهيدروجين، فضلا عن الجهد المبذول لتعزيز المحافظة على الأنظمة البيئية الطبيعية، ودعم إعادة التشجير وحماية التنوع البيولوجي والحفاظ على مواردها الطبيعية من أجل مستقبل مستدام.
وأوضح أن هذا الاتجاه يسلّط الضوء على القدرة الكامنة للغاز للمساهمة بشكل إيجابي في الانتقال الطاقوي، كونه يعد بمثابة الوقود المفضّل لتلبية الطلب الطاقوي المتزايد، مع التقليل في نفس الوقت من التلوث الجوي والحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، فضلا عن كونه متاحا وذا تكلفة معقولة ومن أكثر أنواع الوقود الأحفوري نظافة.
في هذا الإطار، أكد رئيس الجمهورية، تطلعه بثقة إلى التئام القمة السابعة لمنتدى الدول المصدّرة للغاز التي تستضيفها الجزائر، في الفترة من 29 فيفري إلى 2 مارس القادم، من أجل تعميق الحوار حول مكانة الغاز في مسار الانتقال الطاقوي، وسبل تعزيز التعاون والشراكة لتطوير استغلال هذا المورد على الوجه الأمثل.
من جانب آخر أوضح الرئيس تبون، أن تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين في 24 فيفري 1956، شكّل محطة حاسمة في تاريخ نضال الشعب الجزائري والتفافه الجماعي حول أهداف الثورة التحريرية المجيدة، من أجل استعادة حريته كونها أبرزت أيضا “العبقرية الاستثنائية التي ميزت رواد جيل الثورة التحريرية المجيدة، ووجاهة نظرتهم العميقة وقدرتهم على التعبئة من أجل نصرة القضية الوطنية”.