عبد القادر صيد حول قصة محمد الكامل بن زيد

ضباب يخفي أسرارا كثيرة

ضباب يخفي أسرارا كثيرة
  • القراءات: 901
 نور الدين العابد نور الدين العابد

قال الكاتب والناقد عبد القادر صيد لـ«المساء"، أن القصة القصيرة جدا لمحمد الكامل بن زيد، الموسومة بـ«ق.ق.ج"(ضباب)، تأخذ القارئ إلى سفرية يكتشف عبرها الأسرار التي تحرّك أحداثها، كما أن أسلوب الكاتب سلس بعيد عن كلّ تعقيد ومبالغة، ليعود ويقول "احذر عندما تقرأ لبن زيد، ففي نيته أن يراوغك بحرفه، أن لا يفشي لك سره من القراءة الأولى، إنّه كحصان طروادة، تتسلّل إليك مضامينه عندما يراك بدأت تتخفّف من سلاح الانتباه"، مضيفا أنّ بن زيد يتبنى دائما طرحا يربك القارئ، بل يستفزه، فهو لا يقنع بدور المتلقي، وإنّما يريد من القارئ أن يكون مشاركا في القصة.

وأشار صيد إلى أن "الضباب" يعني به الكاتب، "ضعف بصر الشيخ" في القصة التي تدور حول الأب، الذي يبدو في موقف البطل، خاصة بتعلّقه ببندقية قديمة، لكن ما يكاد يمر وقت قصير حتى يزاحمه البطولة ابنه، إن لم نقل يرث بطولته حيا، مضيفا أنّها مرارة أن يعيش الابن أفول أبيه، أو يضطر إلى أن يوقع على هذا الأفول هو بنفسه في عبارة (سحبه من يده)، لكن يخفّف منها محاولة إخفاء الابن هذه الحقيقة بتدليس بريء، عادة ما تكون هذه الوضعية مصاحبة لمكابرة الأب وتعنّته في قبول مرحلة عمرية معينة أو سيرورة حتمية، تماما كما نرفض التفاوض مع مرض مزمن بغيض.

واسترسل قائلا "يبدو الطفل يائسا، فهو لا يأخذ بنصائح والده، كما لم يسلم الطفل- حسب محدثنا- من صفة الدكتاتورية، حين "سحب" أباه، ولم يطلب منه بأدب الرجوع إلى المنزل، لعلّها وراثة، أو ردة فعل طبيعية.

لابدّ أن نستشعر المأساة بكلّ أبعادها، فالأب عاجز عن مجرد معرفة صوت السرب العابر الذي يمكن إصابة عدد كاف منه ببساطة، مما يثبت تضرر حاسة السمع أيضا، وهو ما يؤكده الحوار الأحادي، والذي يظهر فيه الابن بمظهر "الأكثر تعقّلا".