مهرجان "زوق مكايل" في لبنان

سعاد ماسي تفتتح التظاهرة ببصمتها الخاصة

سعاد ماسي تفتتح التظاهرة ببصمتها الخاصة
  • القراءات: 890
❊ د.م/ وكالات ❊ د.م/ وكالات

قدمت النجمة الجزائرية سعاد ماسي في ليلة طربية بامتياز، باقة شاملة من الأغاني الموقعة بأنغام شرقية وغربية، في افتتاح مهرجان "زوق مكايل" بجبل لبنان، أول أمس الإثنين. تدفق صوت ماسي الشجي وسط الليل الهادئ، ليتحول إلى طاقة إيجابية تلهب الجمهور اللبناني الكبير الذي ملأ المدرجات.

قالت ماسي (46 عاما) بعد الحفل "المسرح يعطيني أملا ويمدني فرحة لا تضاهى، وعندما أشرع في الغناء، أعيش الحكاية التي حصلت معي عندما كتبت الأغنية". وأضافت "أختار موسيقيين أصدقاء ونصبح عائلة واحدة، لأننا نعمل سويا لساعات طويلة، لذا يشعر الحاضر للحفلة أننا نرتجل الأغاني على المسرح مباشرة، نظرا لانسجامنا التام".

هذه المرة الثالثة التي تحيي فيها المغنية الجزائرية حفلا في لبنان، لكنها كانت الأجمل، في رأي بعض من تابع الحفلات السابقة، ومنهم روان (40 سنة) التي قالت "في كل مرة أسمع سعاد وأشاهدها على المسرح أتفاجأ بكمية الطاقة التي تبرزها وهي تؤدي أغانيها على الخشبة".

أضافت "هذه أجمل حفلة لها في لبنان، نظرا للطقس هنا، والتنظيم في المهرجان، والإضاءة الجميلة والهندسة الصوتية عالية الجودة، كل العناصر اُعدت لأن تكون حفلة تاريخية".

غنّت ابنة مدينة باب الوادي بالجزائر من ألبوماتها القديمة والجديدة على حد سواء، بنبرات ملؤها الحنين والشجن والحب والفرح، وصوت قوي جهور خصوصا عندما أدت بالعربية الفصحى قصيدة أحمد مطر (زار الرئيس المؤتمن) التي وجهت عبرها تحية إلى كل من يحارب الديكتاتورية.

بما أن صاحبة ألبومات (راوي) و(المتكلمون) و(حرية) تعتبر نفسها جزائرية أمازيغية، تنتمي إلى الثقافة العربية، فكان لا بد من أغان بلهجة البلاد مثل (دار جدي) و(طليت على البير) و(يا ولدي) و(خلوني) وغيرها من الأغاني التي يظهر أن الجمهور يحفظها عن ظهر قلب.

كان مسك الختام مع الأغنية الرومانسية (غير أنت)، التي اضطرت ماسي أن تعيدها ثلاث مرات، نزولا عند رغبة الجمهور الذي ترك كراسيه ونزل إلى الرقص على إيقاعات الموسيقى النابعة من القلب.

رغم تمكنها من الغناء بالفرنسية والإنجليزية، فإن المغنية العالمية تفضل الغناء بالأمازيغية "لأنها هويتي وأصلي"، كما تقول.

تضيف "أما العربية فهي عشقي الأبدي الذي أرتحل عبرها إلى العصر الجاهلي، وقصائد زهير بن أبي سلمى، وصولا إلى العصر العباسي مع أبي الطيب المتنبي، ثم إلى الشعر المعاصر مع إيليا أبو ماضي وأبو القاسم الشابي".

غنت ماسي قصائد بالعربية الفصحى لهؤلاء الشعراء العمالقة الذين لا يغامر أحد بتلحين قصائدهم وكلماتهم، لكن ماسي تجرأت أن تؤدي قصائد من الجاهلية على إيقاع الروك والفولك والجاز، ونجحت في وضع صوتها القوي في خدمة الشعر العربي، وأعطت للكلمات مساحة ومعنى أكثر مما تركت للحن.

تشرح بأن ذلك كان مقصودا "لأنني تغلغلت في صورهم الشعرية وكلماتهم التي أصبحت نادرة، وأسلفتهم صوتي لأبرز وقع العبارات والمعاني الرائعة".

 

د.م/ وكالات