الدكتورة وهيبة قطوش تكتب عن «فكر امرأة»

إبراز «أفراد وأفكار» يصنعون عالما جديدا

إبراز «أفراد وأفكار» يصنعون عالما جديدا
  • القراءات: 1913
❊أحلام محي الدين ❊أحلام محي الدين

أشارت الدكتورة قطوش إلى أنّ سبب كتابتها عن «فكر امرأة» يعود إلى أنّ الاهتمام بالأفكار هو من المواضيع العميقة، لأنّ الأفكار تعكس شخصية الفرد وأهدافه وطاقاته، وتمكنّنا من معرفته ولو على مسافة محدودة، قائلة «ما أحوج عالمنا الإسلامي اليوم إلى «أفراد» يصنعون «الأفكار»، وإلى «أفكار» تصنع «الأفراد»، وإلى «أفراد وأفكار» يصنعون «عالما جديدا» يحمل «فكر التعايش والسلم والأمان»، حيث تذوب كل الصراعات.. الحضارية والنزاعات المذهبية والعرقية وكل ما يقهر راحة البشرية ويعكر صفو حياتها.

أشارت الكاتبة وهيبة قطوش في هذا السياق إلى أن فكرة سلسلة «فكر امرأة»، لم تكن وليدة اليوم، وإنما تعود إلى سنوات سابقة، عندما شدّها الاهتمام القوّي بالجانب الفكري، آملة وطموحة في أن تكون أحد روافده وأقلامه، تقول «لعلّ ميلي الكبير إلى فكر مالك بن نبي، جعلني أتتّبع الأفكار القريبة إلى فكري وإلى قناعاتي أينما تكون، وأبحث فيها عن التميّز الذي يجعلها أيقونة جديدة في عالم «البناء الفكري»، وبهذا تولّدت في نفسي رغبة جميلة وقوية في أن أقوم بدراسات وبحوث فكرية، وأستثمر فيما لدي من ميول ورغبة لأخوض في مجال فكر «المرأة».

واختارت الدكتورة وهيبة قطوش المختصة في التاريخ أن تفتتح سلسلتها الفكرية «فكر امرأة» الصادر عن دار الخلدونية للنشر والتوزيع طبعة 2017 بمسيرة نضال سيدات استطعن أن يتركن بصماتهن السياسية في بلدانهن ويؤثرن خارجها، كمهتمة بعالم الفكر الذي تنتجه المرأة الرائدة، وانطلقت من السيدة أمينة أردوغان غوبران، حرم الرئيس التركي، قائلة في حديثها لـ»المساء» أنّها تعتبر السيدة أردوغان من تلك النماذج، كما أنها  فخر لكل امرأة مسلمة تهدف إلى الجمع بين الأصالة والمعاصرة في حياتها.

وعن سر اختيارها للكتابة عن بعض ملامح فكر السيدة أردوغان، قالت  «هو راجع إلى أسباب عديدة وعميقة - على الأقل بالنسبة لي كمهتمة بعالم الفكر الذي تنتجه المرأة الرائدة - وأنا اعتبر السيدة أمينة من تلك النماذج، وشخصيا رأيت أنه من المهم التعرّف على فكرهّا ولو بملامح معينة، فهي بالنسبة لي تحمل توجّها إنسانيا كبيرا، استطعت أن ألتمسه من خلال خطاباتها المفعمة بروح الإنسانية والرقي الحضاري، كما أنّ اختياري أن تكون سيدة تركيا الأولى فاتحة هذا العمل لم يكن تلقائيا أبدا، وإنما كان مقصودا، فقد وجدت فيها كيانا يحمل نقطة اختلاف أساسية وعميقة يختلف عما رأيته في نساء السياسة والسلطة القوّيات اللواتي نقشن أسماءهن في تاريخ دولهن والعالم بأسره».

ترى الكاتبة عقيلة الرئيس التركي تجسيدا لنموذج المرأة المناضلة التي تؤمن بالفكرة وبالهدف وتشدّ عليهما شدا قويا، وتأخذ لهما نفسا عميقا وتبذل الكثير لأجل تحقيقهما، وهي النموذج الجميل للزوجة الداعمة لزوجها المساندة له المحيطة به كيفما كانت الأحوال، وتضيف المتحدثة «لقد تناولت في هذا الكتاب المتواضع المكون من 195 صفحة ملامح عن فكر السيدة أمينة أردوغان في التربية والتعليم، المرأة، صناعة الأجيال، الصحة، البيئة، البناء الحضاري، الوطن، الوحدة، الأمة والإنسانية، وحاولت إسقاط بعض أفكارها على واقع اليوم في كل من هذه المجالات».