الباحث في تاريخ الحركة الوطنية عامر رخيلة لـ"المساء":
التجارب النّووية الفرنسية في الجزائر تاريخ معتّم

- 157

❊ على فرنسا أن تدرك بأن القيادة السياسية في الجزائر حريصة على حماية الذاكرة
❊ الاستجابة لطي ملف التجارب النّووية من شأنه وضع حد لاستمرار جريمة دولة
❊ مطلب الرئيس تبون لتنظيف المخلّفات النّووية يعبّر عن إرادة الشعب الجزائري
أكد الباحث في تاريخ الحركة الوطنية، عامر رخيلة، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أعطى أولوية لملف التجارب النّووية من خلال دعوته فرنسا إلى ضرورة المساهمة في تنظيف مخلّفات جرائمها في الصحراء الجزائرية، غير أنه يبدو أن باريس لم تدرك ما يمثله ملف الذاكرة بمكوناته بالنسبة للسلطات الجزائرية والشعب الجزائري، وانعكاسات عدم تجاوبها مع هذا الملف الحسّاس لدى الرأي العام الوطني.
أوضح الباحث رخيلة، في حديث لـ«المساء" بمناسبة استحضار الجزائر لذكرى التجارب النّووية في جنوب البلاد التي تصادف 13 فيفري من كل عام، أن مطلب رئيس الجمهورية، يعبّر عن إرادة الشعب الجزائري من أجل طي هذا الملف الهام، فضلا عن كونه مطلب مشروع طبقا لقواعد القانون الدولي الإنساني، كما أن الاستجابة له من شأنها وضع حد لاستمرار جريمة دولة.وأشار إلى أنه على السلطات الفرنسية أن تدرك بأن في الجزائر قيادة سياسية حريصة على حماية الذاكرة الوطنية، وفي الوقت ذاته تعمل على احترام العلاقات الثنائية وفق مبدأ الاحترام المتبادل.
وقال في هذا الصدد إنه ليس من مصلحة فرنسا وصورتها في العالم أن تستمر في تعنّتها بعدم التجاوب الإيجابي مع مسعى الجزائر في هذا الملف، مضيفا أنه على فرنسا إذا أرادت أن تبدي حسن نيّتها أن تتخذ خطوات إيجابية في معالجة مخلّفات جرائمها النّووية في حق الإنسان الجزائري، وتضع بذلك حدا لجريمة دولة أشرفت على فصولها مؤسسات الدولة الفرنسية، تموينا وتنظيما ورعاية لتحقيق أهدافها.
وأضاف أن الجزائر بمؤسساتها وفعالياتها الثقافية والتاريخية ومؤسساتها الإعلامية والتربوية تستعد لاستحضار ذكرى 13 فيفري 1960، يوم إقدام السلطات الاستعمارية الفرنسية على اقتراف جرم إبادة من خلال تفجيرات نووية في الجنوب الجزائري وبالتحديد رقان في المكان المسمى حمودية.
ولدى تطرقه لآثار هذه التجارب على الإنسان والطبيعة أوضح رخيلة، أن خطورة هذه التفجيرات تكمن في أنها سطحية، حيث غطّت المنطقة والبلدان المجاورة بسحابة نووية خطيرة لم تثن فرنسا على الاستمرار في القيام بسلسلة من التفجيرات السطحية والباطنية، مازالت آثارها وتداعياتها على الإنسان والحيوان والنّبات قائمة رغم مرور أزيد من ستة عقود ونيّف من الزمن.
وأشار إلى أن الجزائر تستعد لتذكر هذه الجريمة المأساوية وهي تتلقى من يوم لآخر خبر ميلاد طفل مشوه، وانتشار السرطانات المختلفة كنتيجة مباشرة لمخلّفات الإشعاعات النّووية في العديد من مناطق الجنوب، مؤكدا أنها جريمة استعمارية مستمرة بعد عقود من دحر القوات الاستعمارية واسترجاع الاستقلال.
وإذ أبرز خطورة الجرم النّووي على الزرع والضرع وانتشار أوبئة عديدة، فقد اشار إلى أن السلطات الجزائرية، ما فتئت تطلب من السلطات الفرنسية القيام بما يجب من أجل تنظيف الأماكن التي مسها أو تأثرت بالأشعة النّووية الناجمة عن التفجيرات التي أجرتها فرنسا في صحراء الجزائر.