فايد يؤكد قطع الجزائر أشواطا كبيرة من الإصلاح
البنك العالمي يشيد باستقرار النمو بالجزائر رغم الأزمات العالمية
- القراءات: 205
❊ بإمكان الجزائر مشاطرة تجربتها الناجحة في تسيير الأزمات
❊ إصلاحات الجزائر منسجمة تماما مع رؤية البنك العالمي
جدّد وزير المالية، لعزيز فايد، التزام الجزائر الثابت ببرنامج الإصلاحات الاقتصادية الطموحة، الذي يهدف، حسبه، بشكل أساسي إلى ترقية تنمية اقتصادية مستدامة وشاملة، تتمحور حول التنمية البشرية.
أوضح فايد أن استقباله، أول أمس، للمدير الممثل للدائرة التي تنتمي إليها الجزائر على مستوى مجلس إدارة مجموعة البنك العالمي، طوكير حسين شاه، يندرج في إطار سعي هذا الأخير، لفهم معمّق للسياق الاقتصادي والاجتماعي للجزائر والتحديات التي تواجهها بلدان المنطقة. وأشار إلى أن الإصلاحات التي بادرت بها الجزائر ترتكز على عديد المحاور الاستراتيجية، وتهدف إلى إطلاق وتجسيد مبادرات ترمي بشكل أساسي إلى "تحسين الحكامة الاقتصادية وتعزيز أسس نمو اقتصادي قوي ومستدام وشامل".
وأكد الوزير في هذا الشأن، تخطي الجزائر لمراحل هامة في مسار إصلاحاتها، عبر إصدارها في الأشهر الأخيرة، قوانين جوهرية حول المالية العمومية والاستثمار والنقد والبنوك والصفقات العمومية وكذا المحاسبة العمومية. وأوضح أن هذه النصوص الإصلاحية، "تنم عن التزام الجزائر بخلق مناخ اقتصادي مناسب للنمو والاستثمار المنتج مع تعزيز الشفافية والاستقرار المالي". كما أبرز فايد، الأهمية التي توليها الجزائر لتسيير الأخطار المناخية، عبر مقاومة جيدة وتبني استراتيجيات ملائمة، لاسيما في قطاعي الفلاحة والمياه، وذلك ما انعكس عبر برنامج استثماري هام من تخفيف الصعوبات المترتبة عن شحّ المياه، لاسيما عبر إنجاز محطات جديدة لتحلية مياه البحر.
كما التزمت الجزائر، يضيف الوزير، بالانتقال نحو الطاقات المتجدّدة، ما ساهم في مواجهة التغيرات المناخية، مع التأكيد على تمسكها الثابت بتنمية مستدامة ومحترمة للبيئة. أما على المستوى الإقليمي، أشار فايد، إلى أن الجزائر تولي أهمية كبيرة للتحديات التي تواجهها بلدان القارة الإفريقية، لا سيما دول الساحل، مبرزا بأنه علاوة على عمليات متكرّرة في إطار تضامني مع تلك البلدان، فإن الجزائر تعمل من أجل ترقية عديد المشاريع الإقليمية المدمجة وذات تأثير كبير على التنمية (الطريق العابر للصحراء وخط الألياف البصرية وأنبوب الغاز والطرق البرية..).
وحث فايد، بالمناسبة، محدثه على أن يتمكن البنك العالمي، على غرار بنوك تنمية أخرى متعدّدة الأطراف، من تكثيف تعاونه مع بلدان القارة.
من جانبه، هنّأ السيد شاه الجزائر عن رؤيتها وأدائها واستجابتها التي سمحت لها بالحفاظ على وتيرة نمو مستقرة وذلك رغم الاثار الناجمة عن عديد الأزمات التي شهدها العالم، سيما مع ظهور وباء "كوفيد 19". وأشار إلى أن الجزائر التي يمكنها مشاطرة "تجربتها الناجحة" في مجال تسيير الأزمات، "مدعوة إلى المشاركة كرائدة خلال الاجتماع المقبل للمجمّع الإفريقي، بما أن مجموع إصلاحاتها منسجمة تماما مع رؤية البنك العالمي". أما فيما يخص التعاون، فقد سجل شاه الاحتياجات التي عبّر عنها وزير المالية من أجل تعاون معزز، لاسيما في مجالات تقاسم المعارف وتعزيز القدرات والدعم التقني.