واصلت خلية الأزمة المنصبة أمس على مستوى وزارة النقل، المفاوضات مع عمال السكك الحديدية المضربين عن العمل منذ يوم الأربعاء الفارط لساعات متأخرة من المساء حول جملة المطالب المرفوعة، بالمقابل قررت إدارة الشركة ضمان  الحد الأدني من الخدمات لنهار اليوم الذي يتصادف مع عودة التلاميذ والطلبة إلى مقاعد الدراسة بعد انتهاء عطلة الشتاء.  

وأكد المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، السيد ياسين بن جاب الله أمس في اتصال هاتفي مع "المساء" أن الإدارة حرصت في كل مرة على فتح باب الحوار مع عمال الشركة، وتعهدت بتلبية طلبات العمال المرفوعة من طرف الفدرالية الوطنية للسكك الحديدية من خلال تنظيم لقاء مع وزير النقل السيد، بوجمعة طلعي منتصف شهر ديسمبر الفارط لطرح كل الانشغالات واقتراح الحلول للنهوض بقطاع النقل عبر السكك الحديدية.

وعن سبب دخول العمال في إضراب مفتوح من دون إعلام الإدارة، أشار بن جاب الله إلى أن الأمر يتعلق بسائقي القطارات الذين يريدون تنصيب نقابة مستقلة لهم، وذلك بالنظر إلى الأخطار التي يقولون إنهم يتعرضون لها خلال عملهم خاصة فيما يتعلق بحوادث المرور التي تقع بنقاط التقاطع بين خطوط السكك الحديدية والطرق الحضرية. ونظرا لتوقف عمل السائقين فإن باقي العمال تحججوا بالإضراب حتى لا يلتحقوا هم كذلك بمناصب عملهم.

وقال بن جاب الله الإضراب "غير شرعي" بالنسبة للإدارة من منطلق أن مطالب العمال تم التكفل بها خلال اللقاء الفارط مع الوزير الذي تعهد بالمحافظة على كل مناصب الشغل الحالية، مع إمكانية فتح باب التوظيف على المدى القصير، تزامنا مع مشروع تمديد شبكة السكك الحديدية. وقد حاولنا الاتصال بممثلي الفدرالية الوطنية لعمال السكك الحديدية غير أن الاجتماع الطارئ الذي جمعهم بوزير القطاع مساء أمس بمقر الوزارة حال دون الحصول على معلومات أكثر حول  القضية، خاصة وأنه بقي مستمرا إلى غاية كتابة هذه السطور. ويذكر أن الإضراب دخل أمس يومه الرابع، وهو ما خلف استياء كبيرا وسط المسافرين مع خلو المحطة وغلق شبابيك أغلب محطات المسافرين بضواحي العاصمة.