وزارتا الصحة والتربية تسطّران برنامجا مكثفا للتكفل بهم
اضطرابات نفسية يعاني منها التلاميذ

- 1390

❊ جلسات علاج نفسي لمدة 30 دقيقة في المؤسسات المدرسية والصحية
❊ إلزامية حضور الولي خلال جلسات العلاج الأولى
❊ جائحة كورونا والكوارث الطبيعية انعكست سلبا على الحالة النفسية للتلاميذ
وضعت وزارتا الصحة والتربية، برنامجا مكثفا لضمان تكفل نفساني بالتلاميذ الذين يعانون من تسعة اضطرابات نفسية، تعود بالدرجة الأولى إلى التنمر.
أكد مختصون بالمعهد الوطني للصحة العمومية، خلال ورشة خاصة بالصحة المدرسية، معاناة التلاميذ نفسيا بسبب جائحة كورونا والكوارث الطبيعية التي عايشوا أطوارها في السنوات الأخيرة بالإضافة إلى التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية التي عرفها المجتمع الجزائري دون نسيان الإصلاحات التربوية والعوامل البيئية، التي زادت من معاناة التلاميذ نفسيا، ما استدعى توسيع نشاطات الصحة المدرسية بهدف تحديد الاضطرابات التي يعاني منها التلاميذ.
وحسب المختصين فقد تأكد بعد الكشف المتخصص الذي خضع له التلاميذ، معاناتهم من اضطرابات التحصيل المعرفي واضطرابات التواصل الشفهي وصعوبات مدرسية بالإضافة إلى مشكلات التغيب عن الدراسة ووصولهم المتأخر إلى أقسامهم، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الرسوب والتسرب والهروب من المدرسة والتسكع في فناء المدرسة والغش أثناء الامتحانات ورفض القيام بالواجبات المدرسية، وعدم إحضار الوسائل والأدوات المدرسية.
كما لاحظ الأخصائيون النفسانيون لدى التلاميذ مظاهر السلوك المنحرف المنافي للآداب العامة والقيم الأخلاقية والمعايير الاجتماعية ومنها تعمّد الكذب والسرقة والتدخين والوصول إلى حد تحطيم وسائل المؤسسة ورفض الالتزام بالقانون الداخلي للمؤسسة، وبالهندام الرسمي.
وعدد المختصون النفسانيون من جهة أخرى، من بين مشكلات الدراسة، ضغط وكثافة البرنامج الدراسي والتوزيع الزمني للحصص الدراسية والتوقيت الأسبوعي وضعف التواصل مع الأساتذة، وعدم فهم واستيعاب الدروس والمقررات.
كما سجل لدى شريحة من التلاميذ شعورهم بالخوف والتوتر من الامتحانات والقلق وفقدان الثقة بالنفس والنسيان والإحباط والاكتئاب والخجل والانطواء وعدم القدرة على التكيف مع البيئة المدرسية وضعف التواصل مع التلاميذ داخل الصف.
وعلى ضوء نتائج هذا التشريح الميداني، سيتولى النفسانيون العياديون، التكفل بالتلاميذ الموجهين من قبل أطباء الصحة المدرسية والأساتذة والمراقبين والمساعدين الاجتماعيين والأولياء، بإخضاعهم لتقييم بسيكولوجي بعد جلسة أولى، يتم خلالها وضعهم تحت اختبارات متخصّصة.
وتهدف جلسات التقييم النفسي إلى حماية التلاميذ من المشكلات الدراسية والانفعالية والحيلولة دون الفشل أو التسرب المدرسي، وتمكينهم من تحصيل دراسي مقبول بعد تحديد طبيعة مشكلاتهم ومساعدتهم على حلّها.
وتسعى وزارتا الصحة والتربية، من خلال هذه الدراسة المتعمّقة والمتخصصة إلى وضع تقييم علمي شامل يتم عبره تحديد الوضعية النفسية للتلاميذ انطلاقا من وضعيتهم الاجتماعية والتربوية، بما يساعد على متابعتهم ومرافقتهم للنجاح في مسارهم الدراسي والمهني، الوقوف على الحالات المرضية للتلاميذ المحتاجين إلى المتابعة والرعاية الخاصة، وتحديد التلاميذ المتفوقين دراسيا والعمل على رعايتهم وتشجيعهم والتقديم التحفيز اللازم لهم. وسيعكف النفسانيون التربويون خلال هذه التجربة الميدانية على اكتشاف التلاميذ الذين يعانون في استيعاب دروسهم، قصد مساعدتهم على تجاوز مشكلاتهم لتحسين مستواهم الدراسي، وتوثيق الروابط بين الوسطين المدرسي والأسري من خلال إطلاع الأولياء على المسار الدراسي والمشكلات التي يعاني منها أبناؤهم في محيطهم المدرسي وخارجه ووضعهم في الصورة التي تمكنهم من متابعة أطفالهم، وتوفير الجو الأسري المناسب لهم.
وتمكن هذه الدراسة الإكلينيكية، الأساتذة والمعلمين من تكوين خلفية تقريبية حول أوضاع التلاميذ، لضمان حسن التواصل مع التلاميذ داخل الفصول بشكل سليم. وسيتم خلال متابعة مسار التلاميذ، استدعاء أوليائهم، لحضور أول جلسة معهم وفتح ملف يتضمن كل المعلومات الخاصة بالتلميذ على أن تكون المتابعة بمعدل مرة كل أسبوع أو مرة كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، على مستوى وحدات الصحة المدرسية ومراكز الصحة الجوارية. وتدوم مدة كل جلسة استماع نحو 30 دقيقة، فيما تحدّد فترة المتابعة بناء على الملاحظات التي ينتهي إليها المختصون انطلاقا من حديثهم مع التلاميذ وأوليائهم. يذكر أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي “كناس”، سبق وأن أحصى مليون تلميذ ممن أعادوا سنتهم الدراسية خلال الموسم الدراسي 2021 2022، من بينهم 330 ألف متمدرس في الطور الابتدائي و540 ألف في الطور المتوسط و252 ألف في الطور الثانوي .