جمعيات ومنظمات وفاعلين في المجتمع يطالبون بصوت واحد
استراتيجية وطنية موحدة لاستئصال ورم المخدرات

- 383

❊ الشباب الجزائري مستهدف بالمخدرات لإضعافه واستنزاف قواه
دعت جمعيات ومنظمات ناشطة في مجال التوعية بمخاطر المخدرات، إلى ضرورة وضع استراتيجية وطنية موحدة بإشراك جميع الفاعلين لمكافحة هذه الآفة والتصدي لها.
في هذا الإطار أكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي البروفسور مصطفى خياطي، على ضرورة إنشاء مرصد لمتابعة استهلاك المخدرات خصوصا مع تحويل استعمال بعض الأدوية في السنوات الأخيرة من العلاج، إلى الإدمان والترويج للمهلوسات المصنعة في مخابر غير شرعية بمكونات مجهولة، مبرزا أهمية القيام بدراسات من أجل الوصول إلى العدد الحقيقي للمدمنين على المخدرات والبحث عن الأسباب التي أدت بهم إلى التورط في هذه الآفة الخطيرة، داعيا الى الفصل بين الجاني والضحية، من أجل حماية الشباب والمراهقين وإعطائهم فرصة ثانية للاندماج في المجتمع والعيش حياة عادية بعد تلقي العلاج اللازم.
وبخصوص التوعية والتحسيس بخطورة المخدرات أكد البروفيسور خياطي، على أهمية تبنّي استراتيجية وطنية بإشراك جميع الفاعلين، بمن فيهم جمعيات الأحياء، للقيام بالعمل الجواري وتحسيس الشباب بخطورة هذه الآفة، إلى جانب توفير الأدوات اللازمة والكفيلة بتحقيق الغرض.
وبهدف وضع حد لتفاقم هذه الآفة الخطيرة، أكد مدير الدراسات والتحليل والتقييم بالديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها سفيان حنيفي، على ضرورة تجند جميع القطاعات من أجل تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والقيام بالتوعية والتحسيس بخطورة استهلاكها، لافتا إلى وجود لجنة متابعة وتقييم على مستوى الديوان، تضم عدة قطاعات وزارية وهيئات أمنية تعقد اجتماعاتها كل ثلاثة أشهر للنقاش والتشاور والوقوف على ما تم تنفيذه في إطار تنفيذ هذه الاستراتيجية.
من جانبه أشار رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني نور الدين بن براهم، إلى أن الشباب الجزائري أصبح مستهدفا بشكل واضح من قبل منتجي ومروجي المخدرات، ما يشكل ـ حسبه ـ وعيا لدى المجتمع المدني بأن المسألة ليست عابرة ولا استثنائية، وإنما هي استهداف للمورد البشري للبلاد في محاولة لإضعافه واستنزاف قواه. وأبرز أهمية الاستثمار في شبكات التواصل الاجتماعي بالتعاون مع المؤثرين والفنانين والرياضيين ومن يملكون حسابات واسعة، وكذا من خلال توظيف الأدوات المناسبة لتوفير بدائل للشباب لإخراجهم من حالة الفراغ التي يعيشونها.
أما رئيس جمعية “صوت الشباب” رشيد ضيف الله، فقال إن جمعيته تسعى ضمن مشروع الوقاية من تعاطي المخدرات بين الشباب إلى الاعتماد على أطباء مختصين في معالجة الإدمان لمرافقة الشباب وإعطائهم نصائح عبر جلسات علاج نفسية. وكشف عن التفكير في وضع منصة رقمية لهذا الغرض تمكن الشباب من الولوج إلى كل ما يهمهم بخصوص هذه الآفة.