تعتمد على تشجيع النّشر في المجلات المفهرسة دوليا.. حريك:

استراتيجية وطنية لتطوير تصنيف الجامعات الجزائرية

استراتيجية وطنية لتطوير تصنيف الجامعات الجزائرية
  • 146
كريمة. ع كريمة. ع

❊ دعم البحث الموجّه نحو حل مشكلات التنمية المستدامة

كشف رئيس اللجنة الوطنية لترقية مرئية وتصنيف مؤسسات التعليم العالي، البروفيسور حكيم حريك، أمس، عن استراتيجية وطنية لتحسين تموقع الجامعات الجزائرية في التصنيفات العالمية، تعتمد على تشجيع النّشر في المجلات المفهرسة دوليا، تعزيز التعاون الدولي، دعم الرقمنة وتطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم والبحث.

عبّر رئيس اللجنة الوطنية لترقية مرئية وتصنيف مؤسسات التعليم العالي، البروفيسور حكيم حريك، لدى استضافته أمس، في برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى، عن اعتزازه الكبير بإدراج وتصنيف ست مؤسسات جامعية جزائرية ضمن قائمة أفضل الجامعات العالمية في تصنيف US News Best Global Universitie، باعتباره من بين أبرز التصنيفات الأكاديمية على مستوى العالم.

ويرى أن هذا الإنجاز واعد ويعكس ثمرة الإصلاحات وجهود التطوير التي يقودها قطاع التعليم العالي، بإشراف مباشر من السلطات العليا في البلاد، والذي يركز على دعم البحث العلمي، وتحفيز الابتكار، وتحسين جودة التكوين مما يساهم في الانتقال نحو اقتصاد المعرفة.

وأضاف بالقول "هذا التقدم في تصنيف الجامعات الجزائرية ليس سوى خطوة أولى نحو مستقبل أكاديمي أكثر إشراقًا، والمطلوب الآن هو الحفاظ على هذا الزخم والعمل باستمرار على تحسين الأداء الأكاديمي والعلمي، بما يجعل الجامعة الجزائرية قادرة على المنافسة عالميًا، وتؤدي دورها كمحرك للتنمية الوطنية وقيادة الثورة التكنولوجية وثقافة الإبداع والابتكار داخل المؤسسات والمجتمعات".

ويرى البوفيسور حريك، أن التصنيفات العالمية لا تقتصر أهميتها على التقدير المعنوي، بل تمثل أداة فعّالة لصانع القرار في الجزائر، وخاصة قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، في مجال تطوير السياسات التعليمية، ورفع كفاءة الجامعات من حيث كونها "تسهم في تعزيز سمعتها ورفع مرئيتها على المستوى الوطني والاقليمي والدولي، وتمكنها أيضا من جذب شراكات وتمويلات إضافية، كما تساعد على استقطاب طلبة وباحثين من داخل وخارج الوطن، وتساهم في تحسين جودة التعليم والبرامج الأكاديمية."

وفي هذا السياق أشار البروفيسور حريك، إلى جامعة سيدي بلعباس التي نجحت في الخروج من الظل بفضل هذا التصنيف واحتلت الصدارة على المستوى الوطني والمغاربي، وبحلولها في المرتبة 760 عالميًا من بين أكثر من 2200 جامعة دولية مصنّفة، مبرزا أن هذا التصنيف اعتمد على عدد من المعايير وفي مقدمتها "السمعة الأكاديمية والإنتاج العلمي وتأثير البحوث والتعاون الدولي."

ويعكس هذا التصنيف ـ حسب حريك ـ تحوّلًا حقيقيًا في المنظومة الجامعية الجزائرية، ويؤكد وجود إرادة واضحة لجعل مؤسسات التعليم العالي تتماشى مع المعايير العالمية، ويظهر بروز جامعات كانت في السابق بعيدة عن الأضواء مثل تلمسان، سوق أهراس وعنابة، التي بدأت تدخل التصنيفات العالمية بفضل مجهوداتها في البحث والتكوين".

خارطة طريق لتحسين التصنيف

وشدّد البروفيسور، على أهمية تصنيف المجلات العلمية في قواعد البيانات الدولية مثل SCOPUS وERIH PLUS، موضحًا أن وجود المجلات الجزائرية في هذه القواعد يعزّز من حضور البحوث الوطنية عالميًا ويمنحها مصداقية أوسع، مشدّدا على ضرورة اتخاذ إجراءات عملية لتحسين هذا التصنيف خاصة عبر النّشر في مجلاّت محكمة وذات جودة عالية.

وعن التحديات والمستقبل أوضح ذات المسؤول، وجود صعوبات يتعين التعامل معها بجدية وبرؤية متبصّرة ومنها ضرورة زيادة الارتباط بين الجامعة والمحيط الاقتصادي، والحاجة إلى مزيد من الانفتاح على البيئة الدولية وهو ما تسعى إليه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، من خلال دعم البحث الموجه نحو حل مشكلات التنمية المستدامة وتطوير الحاضنات والمراكز البحثية وخاصة في مجالات مثل الطاقات المتجددة، البيئة والذكاء الاصطناعي.