بقيمة مقدّرة بـ107 مليار دينار في 2025.. جرود:

ارتفاع بـ300% في تموين المستشفيات بالأدوية المحلية

ارتفاع بـ300% في تموين المستشفيات بالأدوية المحلية
المدير العام للصيدلية المركزية للمستشفيات، صبري جرود
  • 207
كريمة. ت كريمة. ت

❊ ارتفاع الغلاف المالي الموجّه لعلاج أمراض السرطان بـ400 من المائة

❊ 40 مليار دينار للأمراض النادرة وتحديث قائمة الأدوية والبروتوكولات العلاجية

❊ ارتفاع المخزون المركزي للأدوية بـ44 من المائة مع نهاية السنة الجارية

❊ التغطية الوطنية بالأدوية تفوق 90 من المائة والضغوطات الظرفية لا تصل إلى الندرة 

ارتفعت نسبة تموين المستشفيات بالإنتاج المحلي من الأدوية، خلال الخمس سنوات الأخيرة، بـ300 من المائة، ما يمثل تحوّلا استراتيجيا في مسار الأمن الصحي بالجزائر، حسبما أفاد به المدير العام للصيدلية المركزية للمستشفيات، صبري جرود.

أوضح جرود في تصريح لوكالة الأنباء أن تموين المستشفيات بالجزائر بالإنتاج المحلي من الأدوية، عرف قفزة نوعية خلال السنوات الخمس الأخيرة، بفضل سياسة الدولة الرامية إلى تشجيع المنتوج المحلي، ما يؤكده انتقال القيمة الإجمالية لهذه الأدوية من 31 مليار دينار سنة 2020 إلى 107 مليار دينار سنة 2025، ما يمثل نسبة نمو تفوق 300 من المائة. وأشار إلى أن الجزائر تشهد تحوّلا استراتيجيا في مسار الأمن الصحي، مضيفا أن هذا التوجّه لم يساهم فقط في تخفيض فاتورة الاستيراد، بل سمح أيضا بضمان وفرة أدوية ذات جودة عالية تصل المستشفيات في وقت قياسي وبأسعار منخفضة، فضلا عن تقليص التحويلات المكلفة للمرضى نحو الخارج.

ولفت، في هذا الصدد، إلى أن الإنتاج المحلي في هذا المجال توسع ليشمل أصنافا حساسة، على غرار بعض أدوية السرطان، الأدوية المبتكرة (المناعية والهرمونية والأدوية الخاصة بالأمراض النادرة.). ففيما يتعلق بعلاج السرطان، ذكر ذات المسؤول بأن عدد الأدوية المتوفرة محليا ارتفع من 33 دواء سنة 2023 إلى 52 دواء سنة 2025، ما يشكّل دعما كبيرا للغلاف المالي الموجّه لهذه الفئة، علما أن الأدوية المبتكرة تحوز على 66 من المائة من الميزانية الكلية المخصّصة لعلاج أمراض السرطان.

كما ارتفع الغلاف المالي الموجّه لعلاج أمراض السرطان بنسبة 400 من المائة، خلال نفس الفترة، ما يعكس التزام الدولة بتوفير العلاج العصري لهؤلاء المرضى، يتابع المدير العام للصيدلية المركزية. أما فيما يتعلق بالأمراض النادرة، فقد كشف جرود عن تخصيص أكبر ميزانية في تاريخ الصيدلية المركزية، بلغت 40 مليار دينار، مع الشروع في تحديث قائمة الأدوية والبروتوكولات العلاجية، لضمان علاجات فعالة وسريعة لهذه الفئة.

كما يساهم توفير الأدوية المبتكرة في تقليص مدة الاستشفاء وتقليل المضاعفات الصحية والرفع من فرص العلاج. بالمناسبة، طمأن جرود المرضى بخصوص وفرة الأدوية، مؤكدا أن نسبة التغطية تبقى دوما فوق 90 من المائة، حتى في حال تسجيل ضغوطات ظرفية، فهي لا تصل إلى مستوى الندرة، وأضاف بأن التنسيق مع الفاعلين في سوق الأدوية سمح برفع وتيرة التوزيع بـ39 من المائة في 12 شهرا الماضية.

ومن المتوقع أن يرتفع المخزون المركزي بـ44 من المائة مع نهاية السنة الجارية بالموازاة مع توسيع البنية التحتية للتخزين التي ستنتقل مساحتها من 55 ألف متر مربع إلى 78 ألف متر مربع. وفي إطار محاربة البيروقراطية وتسريع الاستجابة، ذكر المسؤول ذاته بإطلاق المنصّة الوطنية  الخاصة باليقظة والإنذار، والتي تمكن من معالجة 85 من المائة من البلاغات في أقل من 24 ساعة، يضاف إلى ذلك اعتماد سند الطلبية الإلكتروني الذي يعد طفرة في تسيير العلاقة مع المؤسّسات الصحية.

وتوقف جرود عند انفتاح الصيدلية المركزية على المؤسّسات الناشئة الجزائرية، خصوصا في مجالات الرقمنة والذكاء الاصطناعي، مبرزا أن هذا التوجه تعزز من خلال المشاركة في معرض التجارة البينية الإفريقية، بالجزائر العاصمة. وأشاد، في هذا السياق، بالحلول المبتكرة التي طوّرتها بعض هذه المؤسّسات والتي من شأنها أن تعزز كفاءة التسيير، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على مواصلة الحوار معها مع إمكانية توقيع اتفاقيات مستقبلية. ولدى تطرّقه للآفاق المستقبلية للصيدلية المركزية للمستشفيات، أكد مديرها العام أنها تتجه لتصبح فاعلا في مجال التصدير، بعدما وصلت بعض الأدوية والمستلزمات الطبية إلى حدّ التشبع في السوق الوطنية، ما يجعل التصدير خيارا استراتيجيا في المستقبل القريب.