اهتمام بقطاعات الفلاحة والتعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا
اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتعاون على أعلى المستويات

- 298

❊ بحث التعاون السياسي والأمني والثقافي وآليات ترقية المبادلات
❊ الرئيس كاغامي يزور المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي
أشرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون رفقة نظيره الرواندي السيد بول كاغامي أمس، على مراسم التوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم تشمل مجالات التعاون في قطاعات المواصلات السلكية واللاسلكية، ريادة الأعمال والابتكار والاتصال الرقمي، ترقية الاستثمار، الصناعة الصيدلانية، التكوين المهني والاتصال.
شملت الاتفاقيات الموقعة بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الرواندي إلى الجزائر قطاعات الفلاحة وتربية المواشي، التعليم العالي والبحث العلمي وتطوير تكنولوجيا الابتكار، الى جانب خدمات النقل الجوي والتعاون القضائي والشرطة وكذا الإعفاء من التأشيرة لحاملي جواز السفر الدبلوماسي وجواز لمهمة.
وقبل ذلك، أجرى رئيس الجمهورية بمقر الرئاسة محادثات على انفراد مع نظيره الرواندي، لتتوسع فيما بعد لتشمل أعضاء وفدي البلدين. وفي تصريح صحفي مشترك مع رئيس جمهورية رواندا عقب هذه المحادثات أكد الرئيس تبون، أنه أجرى محادثات ثرية مع نظيره الرواندي حول عدة مجالات تخص "التعاون السياسي والأمني والثقافي وآليات ترقية المبادلات التجارية بين البلدين".
وزار ضيف الجزائر المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي، حيث استمع إلى عرض تفصيلي شامل حول المدرسة وأنشطتها البيداغوجية والأكاديمية ومشاريعها البحثية والعلمية، بالإضافة إلى شراكاتها المحلية والدولية في مجال الذكاء الاصطناعي والتعليم العالي. وتوقّف الرئيس الرواندي عند غرفة البيانات الخاصة بمجمّع سوناطراك، باعتبارها إحدى المؤسّسات الوطنية الحاضنة لطلبة الذكاء الاصطناعي. كما زار معرضا لمراكز بحث جزائرية واطلع على أهم مشاريع واختراعات الطلبة.
وكان الرئيس الرواندي قد توجّه في مستهل زيارته إلى مقام الشهيد، حيث ترحّم على أرواح شهداء الثورة التحريرية، بالوقوف دقيقة صمت ووضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري المخلّد للشهداء.
وخصّ رئيس الجمهورية نظيره الرواندي باستقبال رسمي، بحضور كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء من الحكومة. واستمع الرئيسان إلى النشيدين الوطنيين للبلدين قبل أن يستعرضا تشكيلات من مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي أدت لهما التحية الشرفية. كما صافح رئيس الجمهورية رفقة الرئيس الرواندي أعضاء وفدي البلدين.
الجزائر ورواندا تتطلعان إلى تعزيز تعاونهما الاقتصادي
علاقات قوية ومواقف مشتركة في الدفاع عن إفريقيا
تجمع الجزائر ورواندا علاقات تاريخية قوية أساسها الاحترام المتبادل والتنسيق في المواقف والتضامن والدفاع المشترك عن القضايا الإفريقية، حيث شهدت خلال السنوات الأخيرة ديناميكية متصاعدة في ظل الإرادة القوية والعزيمة المشتركة التي تحدو قائدي البلدين، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ونظيره الرواندي بول كاغامي، من أجل الدفع بها قدما نحو آفاق أرحب.
تعد الزيارة الرسمية التي شرع فيها أمس، رئيس جمهورية رواند إلى الجزائر، بدعوة من رئيس الجمهورية، فرصة لتعزيز التعاون على جميع الأصعدة وتعميق التشاور السياسي حول القضايا الإقليمية والقارية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في الوقت الذي تعرف فيه العلاقات الثنائية تطورا متواصلا ترجمته اللقاءات المكثفة والزيارات المتبادلة بين المسؤولين الجزائريين والروانديين، خاصة بعد قرار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، فتح سفارة للجزائر بالعاصمة كيغالي سنة 2021 .
ضمن هذه المساعي المشتركة للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، التقى رئيس الجمهورية بنظيره الرواندي في ديسمبر المنصرم بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، على هامش مشاركته في المؤتمر القاري حول التعليم والشباب وقابلية التوظيف، كما بعث له قبل ذلك برسالة تضامن بمناسبة إحياء بلاده للذكرى الثلاثين للإبادة الجماعية التي تعرضت لها في 1994.
وبصفته ممثلا شخصيا لرئيس الجمهورية، شارك وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، في مراسم إحياء هذه المحطة الأليمة من تاريخ رواندا، حيث أجرى عدة لقاءات مع مسؤولين روانديين.
وفي أكتوبر 2021 وبمناسبة احتضان رواندا للطبعة الثانية للاجتماع الوزاري المشترك بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، بعث رئيس الجمهورية برسالة إلى نظيره الرواندي الذي عبر بدوره عن رغبته في تعزيز التنسيق مع الجزائر، كما شارك رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، شهر أوت الماضي ممثلا لرئيس الجمهورية، في مراسم تنصيب رئيس جمهورية رواندا.
وفي سياق تعزيز العلاقات التي تجمع بين البلدين، قام الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة بزيارة رسمية إلى رواندا في فيفري 2024، في خطوة اعتبرها "مؤشرا جليا على طموح السلطات العليا للبلدين من أجل بعث ديناميكية جديدة لآلية التعاون العسكري بين الجيشين، بما يسمح بمواجهة التحديات الأمنية التي تعرقها القارة الإفريقية".
بدوره، قام رئيس أركان الدفاع لجمهورية رواندا، الفريق أول مبارك موغانغا بزيارة عمل إلى الجزائر على رأس وفد عسكري رفيع المستوى في أفريل الماضي، استعرض خلالها رفقة الفريق أول السعيد شنقريحة فرص التعاون العسكري الثنائي وسبل تطوير وتعزيز التنسيق في المسائل ذات الاهتمام المشترك، كما تناولا التحديات الأمنية التي يعرفها العالم عموما والقارة الإفريقية على وجه الخصوص.
وفي هذا الشأن، أكد الفريق أول السعيد شنقريحة أن العلاقات الجزائرية-الرواندية تعد منذ استقلال البلدين، "نموذجا للتضامن بين أبناء القارة ومثالا للتنسيق السياسي في المحافل الدولية للدفاع عن إفريقيا وقضاياها الأساسية".