أكد المدير المركزي للعصرنة وأنظمة الإعلام بالصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، أمس، رسول يحيى أن الرقمنة تمثل خيارا استراتيجيا وأولوية قصوى بالنسبة للوزارة وقطاع الضمان الاجتماعي، انسجاما مع توجيهات السلطات العليا في البلاد، المتعلقة بعصرنة المرفق العمومي والتخلي النهائي عن أساليب الإدارة التقليدية.

وأوضح رسول يحيى، لدى استضافته بالقناة الإذاعية الأولى، أن وزارة العمل شرعت فعليا في رقمنة خدماتها عبر تبسيط الإجراءات الإدارية، من خلال تحويل عشرات الخدمات من الصيغة الورقية إلى الصيغة الرقمية، بما يسهم في تقليص آجال الحصول على الخدمات وتحسين نوعيتها. وكشف المتحدث أنه تم، منذ بداية شهر ديسمبر الجاري، إلغاء 27 وثيقة ورقية كان المواطن مطالبا باستخراجها سابقا للاستفادة من الخدمات، حيث أصبحت هذه الوثائق تتداول إلكترونيا بين مختلف الهيئات التابعة للوزارة الوصية.

وأشار المسؤول ذاته إلى أن عملية الرقمنة متواصلة بوتيرة متسارعة وفق خارطة الطريق المدرجة ضمن استراتيجية القطاع، والتي تهدف إلى تعزيز التكامل وتبادل المعلومات بين الهيئات والمؤسسات التابعة للوزارة، من خلال اعتماد أنظمة إعلام مترابطة تتيح التداول الآني للبيانات والوثائق الإدارية، بما يكرس فعليا مبدأ الإدارة في خدمة المواطن.

ولفت ممثل وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، إلى أن الوزارة تحرص على تعميم الخدمات عن بعد والقضاء على ظاهرة الطوابير والشبابيك التقليدية، تنفيذا لتوجيهات وزير القطاع، وذلك بالتوازي مع إعادة تأهيل الموارد البشرية وتكوين الأعوان لترسيخ ثقافة رقمية تتماشى مع تطلعات المواطن.

وأكد المتحدث أن المواطن بات يشعر براحة أكبر عند الاستفادة من مختلف الخدمات التي تقدمها 13 هيئة تابعة لقطاع العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، لاسيما شهادة الانتساب التي يطلبها تقليديا ملايين العمال، والتي أصبحت متاحة للتداول بين الهيئات وعبر المنصات الرقمية، مشيرا الى ان القطاع يضم حاليا 30 منصة رقمية توفر أكثر من 100 خدمة إلكترونية، ما ساهم بشكل واضح في تسهيل الإجراءات وتقليص المدة و الإعفاء من التنقلات.

وفيما يتعلق بالخدمات المستحدثة، أوضح رسول يحيى أن الوزارة أطلقت خدمة الاقتطاع الآلي للاشتراكات الخاصة بأرباب العمل، حيث تمكنهم من تسديد الاشتراكات مباشرة بعد التصريح بوعاء الاشتراكات، دون اللجوء إلى  التسديد بواسطة الشيكات، مطمئنا بأن العملية تتم بطريقة آمنة ودون تأخير أو غرامات مالية إضافية على أرباي العمل. وأشار في نفس السياق إلى أنه أصبح بإمكان المواطنين طلب بطاقة الشفاء إلكترونيا مقابل دفع 400 دينار، باستخدام البطاقة البنكية أو بطاقة "الذهبية" عن بعد.

أما بخصوص عدد مستخدمي تطبيق “الهناء” للضمان الاجتماعي تجاوز أكد إنه تجاوز حاليا 3 ملايين و500 ألف حساب، لافتا إلى تسجيل أكثر من 65 ألف طلب تعويض عن عطلة الأمومة عبر منصة "الهناء"، وذلك بعد التعديلات الأخيرة. كما أبرز ان عدد الصيدليات المتعاقدة مع الصندوق بلغ 12 ألف صيدلية، حيث تم تسجيل نحو 3 ملايين عملية تحيين لبطاقات الشفاء عن بعد خلال الأشهر الستة الأخيرة، وهو ما يعادل اقتصاد 3 ملايين تنقل، خاصة لفائدة سكان ولايات الجنوب.