ذكرى استشهاد جيلالي بونعامة
إقرار بدور الرجل في إيصال صدى الثورة إلى الخارج

- 1360

وصف ضابط جيش التحرير الوطني في منطقة البليدة امعمر جقاقن، الشهيد البطل، الجيلالي بونعامة بالقائد الحقيقي نظير نباهته وقدراته القيادية وحسه السياسي وأخلاقه .
وكتب جقاقن، في كتاب أصدره سنة 2019 حول الشهيد الجيلالي بونعامة، بمناسبة مرور ذكرى استشهاده الستين خلال معركة بطولية بولاية البليدة، أن قائد الناحية التاريخية الرابعة، الذي كان رجلا شجاعا باسلا وحسن المعاشرة و منفتحا على الحوار، سقط في ساحة الوغى خلاله معركة اندلعت بين كتيبة، كان يقودها وكومندوس فرنسي من القوات الخاصة جيء به من جزيرة كورسيكا، إبان خلالها مجاهدو جيش التحرير الوطني شجاعة واستماتة كبيرتين، بمشاركة شهداء آخرين من بينهم خالد عيسى الباي وعبد القادر وادفل ومصطفى نعيمي والمرحومين محمد تقية وبن يوسف بومهدي.
وأضاف جقاقن، أن البطل تقلد زمام الولاية الرابعة، في ظروف صعبة وأنه بمجرد تعيينه، قرر القيام بزيارات تفقدية لكل نواحي الولاية الرابعة ومناطقها، وقرر على إثرها تحويل منطقة البليدة إلى منطقة مستقلة تابعة مباشرة لمركز قيادة الولاية.
وإدراكا منه لمشكلة نقص التسليح الذي عانى منه مجاهدو الولاية الرابعة فقد ارتأى الشهيد وضع مخطط لضمان قنوات الاتصال بين الولاية والخارج، سواء تعلق الأمر بالحكومة المؤقتة في تونس أو بممثلي الثورة في أوروبا، علما أن كميات كبيرة من السلاح كانت تأتي من بعض دول أوروبا الشرقية لتمر عبر سويسرا و فرنسا.
وأضاف جقاقن في مؤلفه الذي يروي شهادته للأحداث التي عايشها خلال ثورة التحرير الوطني في الولاية الرابعة وبالتحديد بمنطقة البليدة، أن سي محمد ”طلب منا تكوين أفراد قادرين على القيام بمهام في الخارج وبعد شهر بدأ رجالنا في إرسال الأسلحة من رشاشات و مسدسات من ألمانيا وإيطاليا وتشيكوسلوفاكيا. وقال انه كان صاحب فكرة بعث المراسلات جوا عوض بدلا من إرسالها برا، لتفادى مخاطر الجوسسة من طرف العدو”.
وأشرف الجيلالي بونعامة على مراقبة وتنظيم مظاهرات 1 جويلية 1960 بمدينة البليدة وضواحيها والتي خلفت سقوط عشرة شهداء وعشرات الجرحى، مما دفع بالسلطات الاستعمارية إلى فرض حظر التجوال في المدينة، من منتصف الليل إلى الساعة السادسة صباحا.
وخطط كذلك لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 بالجزائر التي كانت تابعة للولاية الرابعة، مع مجموعة من المجاهدين الذين تم تعيينهم لمراقبة العملية في عين المكان والتي كان لها صدى كبيرا على المستويين الوطني والدولي و الأثر المباشر في تسريع انطلاق المفاوضات المباشرة مع الحكومة الفرنسية.
وكان الشهيد الجيلالي بونعامة، المولود يوم 6 أفريل 1926 يكن كل الاحترام والتقدير للمثقفين، الذين كان يستعين بهم من أجل تدوين المناشير وصياغة الإعلانات والرسائل الموجهة للرأي العام.
وأكد جقاقن، أن البطل سي محمد، لعب دورا لا يستهان به في إيصال صوت الجزائر إلى الخارج من خلال اتصالاته بالصحفيين الأجانب.