استعرض آخر المعطيات في قطاع المحروقات أمام اللجنة البرلمانية.. عرقاب:
إطلاق مناقصة جديدة لتقديم عروض الاستكشاف مطلع 2026
- 201
ق. إ
❊ توقع ارتفاع الإنتاج الأولي من المحروقات بـ2 % في 2026
❊ مجمّع سوناطراك يحقق 13 اكتشافا نفطيا جديدا خلال 2025
كشف وزير الدولة وزير المحروقات والمناجم محمد عرقاب، أمس، في الجزائر العاصمة، عن التزام الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات ‘’ألنفط’’ بإطلاق مناقصة جديدة لتقديم عروض الاستكشاف مطلع سنة 2026، إثر النجاح الذي حققته مناقصة “ألجيريا بيد راوند 2024” الدولية، مبرزا سعي الجزائر لتجسيد مشاريع واعدة تعزيزا لجاذبية القطاع وللمساهمة في تنويع الاقتصاد ودعم التنمية.
أوضح وزير الدولة، خلال جلسة استماع أمام لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني، برئاسة محمد بن هاشم، في إطار دراسة أحكام مشروع قانون المالية لسنة 2026، أن المناقصة التي سيتم إطلاقها تأتي في إطار تعزيز الشراكات الأجنبية في مجالات الاستكشاف وتثمين الموارد الوطنية من المحروقات، وهذا عقب النجاح الذي حققته مناقصة "ألجيريا بيد راوند 2024" الدولية، التي كانت أول مناقصة ضمن إطار قانون المحروقات الجديد وتوجت بتوقيع خمسة عقود مع شركات كبرى.
وبعدما نوّه بالمناخ الاستثماري الجديد المدعوم بـ«منظومة قانونية حديثة ومرنة”، أكد عرقاب أن القطاع يعمل على إنجاز عدة مشاريع تدخل في إطار تنفيذ مخطط الإنعاش الاقتصادي الذي أقره رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بهدف رفع احتياطات البلاد من المحروقات وتعزيز قدراتها الإنتاجية، لاسيما من خلال تطوير نشاطات المحروقات والمناجم.
في هذا السياق، توقع الوزير أن يسجل إنتاج الجزائر الأولي من المحروقات إرتفاعا بـ2 بالمائة في 2026 مقارنة بالعام الجاري، ليصل إلى نحو 193 مليون طن مكافئ نفط، بزيادة تقارب 3 ملايين طن مكافئ نفط، مدعوما بارتفاع مجمل مواد المحروقات. بالمقابل سجل الاستهلاك المحلي من المشتقات النفطية "ارتفاعا منذ بداية السنة الجارية، مقارنة بنفس الفترة من العام 2024، ليقارب مستوى 15 مليون طن، مع ارتفاع استهلاك وقود الديزل، البنزين وكذا غاز البترول المميع. أما بالنسبة لمداخيل الدولة من صادرات المحروقات، فقد بلغت 31 مليار دولار مع نهاية شهر سبتمبر المنصرم، فيما قدرت الاستثمارات التي تم ضخها في الفترة ذاتها بـ 5 ملايير دولار لمرافقة إنجاز مختلف أنشطة قطاع المحروقات والمناجم.
وفي مجال التكرير أبرز الأهمية البالغة التي يكتسيها في رفع نسبة تحويل الإنتاج الأولي من المحروقات إلى 50 بالمائة على المدى المتوسط مقابل 32 بالمائة حاليا، موضحا أنه تم الشروع في عدة مشاريع جديدة، مع البحث عن شركاء لاستكمال مشاريع متبقية، لاسيما مشروع إنجاز مصفاة حاسي مسعود الجديدة بطاقة إنتاجية سنوية تقدر بـ5 ملايين طن، والانطلاق في بناء وحدة تكسير الفيول بسكيكدة، إلى جانب مشروع تحويل النافتا بأرزيو لإنتاج الوقود.
وبخصوص المناجم، أكد أن الجهود مركزة على تجسيد مشاريع كبرى تساهم في تنويع الاقتصاد الوطني وتقليص فاتورة الاستيراد وزيادة الصادرات، لاسيما مشروع غارا جبيلات للحديد بتندوف، ومشروع الفوسفات المدمج بولايتي تبسة وسوق أهراس، ومشروع الزنك والرصاص بوادي أميزور-تالة حمزة (بجاية)، والتي يجري إنجازها وفق البرامج المسطرة وبالتعاون مع الشركاء الأجانب.
يضاف إلى ذلك المصانع الجديدة المنتظر دخولها مرحلة الإنتاج والتطوير والخاصة بالدولوميت، الباريت والدياتوميت، فضلا عن تغطية الطلب المحلي، والبرنامج الوطني للبحث والاستكشاف الذي يشمل 26 مشروعا موزعة على 17 ولاية والذي يهدف لتوسيع الخريطة الجيولوجية الوطنية وزيادة الاحتياطات. وقال الوزير أن مستويات الإنتاج سمحت بتغطية الطلب المحلي وتصدير الفائض، مشيرا إلى “تصدير ما يقارب 900 ألف طن من الفوسفات بقيمة تتجاوز 80 مليون دولار خلال السداسي الأول، مما ساهم في تنويع صادرات البلاد خارج المحروقات”.
وفي إطار تجسيد التزامات الجزائر بخفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ذكر عرقاب بالهدف المسطر من قبل سوناطراك للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وخفض الحجم الإجمالي للغاز المحترق إلى أقل من 1 بالمائة بحلول عام 2030، مشيرا إلى أن المجمع العمومي قام بتفعيل مبادرة “التخلص من الحرق الروتيني بحلول عام 2030” وهدف “بلوغ صفر من انبعاثات غاز الميثان” المرتبطة بنشاطه. كما يعد التخزين الطبيعي للكربون، يضيف عرقاب، “أحد المحاور الرئيسية” للبرنامج الذي ستنتهجه الجزائر باستثمار “أكثر من مليار دولار من طرف شركة سوناطراك في مشروع إعادة تشجير 520 ألف هكتار على مدى 10 سنوات، إضافة إلى تخزين الكربون”.
ولدى تطرقه إلى ميزانية القطاع في إطار مشروع قانون المالية لسنة 2026، أوضح الوزير أنها تتضمن جباية بترولية تقديرية بقيمة 2698 مليار دج، تم احتسابها على أساس سعر مرجعي للنفط قدره 60 دولارا للبرميل، مشيرا إلى أن ميزانية القطاع الإجمالية تقدر بحوالي 129 مليار دج، موزعة على 62.8 مليار دج لقطاع المناجم لربط مشروع غار جبيلات تندوف-بشار بالكهرباء والغاز، و63.2 مليار د.ج موجهة لبرنامج دعم تحلية مياه البحر.
من جهة أخرى، أعلن عرقاب عن تحقيق مجمع سوناطراك لـ 13 إكتشافا نفطيا جديدا بمجهوده الخاص بين جانفي وأوت 2025، موضحا أنها متمثلة في إنجاز 7824 كم2 من النشاط الزلزالي ثنائي الأبعاد و7768 كم2 في مجال النشاط الزلزالي ثلاثي الأبعاد، وستسمح برفع الإنتاج الأولي للجزائر من المحروقات عبر تجديد الاحتياطات.