أبرزت دراسة لمنظمة الدول العربية المصدّرة للنفط "أوابك" حول الهيدروجين المسال، أهمية مشروع الممر الجنوبي الذي يرتقب أن يربط الجزائر بأوروبا، حيث أكدت أن أهمية هذا الممر تكمن خصوصا في كونه يحظى بدعم من مشغلي شبكات الغاز الأوروبية على اعتباره مشروعا أوروبيا ذا اهتمام مشترك.

تطرّقت دراسة "أوابك" الصادرة، أمس، إلى إشكالية نقل الهيدروجين المسال وأحسن الطرق لإنجاح هذه العملية، إثر إعلان سلطنة عمان عن توقيع اتفاق إنشاء أول ممر عالمي لتصدير هذا النوع من الهيدروجين. وتمّ استعراض أهم التحديات التقنية التي تواجه نقل وتخزين الهيدروجين عموما والهيدروجين المسال بالخصوص، من خلال عرض القدرات التي تملكها مختلف الدول العربية في هذا المجال، ومن بينها الجزائر.

وقالت الدراسة التي نشرتها منصّة الطاقة العالمية، إنّ الجزائر تعد الأقرب جغرافيا إلى الأسواق الأوروبية، مشيرة إلى أن هناك دراسات جارية لنقل الهيدروجين عبر خطوط الأنابيب إلى الأسواق الأوروبية، من بينها مشروع ممر الهيدروجين الجنوبي، وهو خط أنابيب مقترح لنقل الهيدروجين بطول 3300 كلم من الجزائر إلى مراكز الطلب الأوروبية في كل من إيطاليا، والنمسا، وألمانيا. وتمّ إبراز أهمية هذا المشروع، الذي يحظى بدعم من مشغلي شبكات الغاز الأوروبية، باعتباره مشروعا أوروبيا باهتمام مشترك، يهدف إلى نقل نحو 4 ملايين طن سنويا من الهيدروجين إلى أوروبا بحلول 2030.

ووفقا لمعطيات "أوابك"، تعد تكلفة نقل الهيدروجين عبر خطوط الأنابيب أقل، مقارنة بباقي الطرق الأخرى، حيث تتراوح بين 0,66 و0,72 دولار لكل كلغ من الهيدروجين، يضاف إليها 0,06 دولار لكل كلغ من الهيدروجين تمثل تكلفة عمليات رفع الضغط، لتصل التكلفة الإجمالية لهذا المسار إلى نحو 0,78 دولار لكل كلغ من الهيدروجين.

أما في حال استعمال الهيدروجين المسال، فتتراوح تكلفة النقل (والتخزين) بين 6,3 و6.9 دولار لكل كلغ من الهيدروجين، يضاف إليها تكلفة الإسالة التي تتراوح بين 1,7 و3,6 دولار لكل كلغ من الهيدروجين، وتكلفة تحويل الهيدروجين المسال إلى الحالة الغازية، التي حسبت على الطاقة المستعملة في العملية، لتبلغ بين 0,25 و0,5 دولار لكل كيلوغرام من الهيدروجين. وبذلك تصل التكلفة الإجمالية لنقل الهيدروجين المسال إلى سعر يتراوح بين 8,25 و11 دولارا لكل كلغ من الهيدروجين.