خلال افتتاحه لجلسات منتدى الإدارات الجبائية الإفريقية.. بوالزرد:
أنظمة جبائية متوازنة لدعم العدالة الاجتماعية
- 113
حنان ح
❊ الايرادات الجبائية أساس تحقيق التنمية المستدامة
❊ حنيش: الجزائر تجدّد التزامها الراسخ بدعم جهود التنمية في إفريقيا
أكد وزير المالية عبد الكريم بوالزرد، أمس، بالعاصمة، على ضرورة وضع أنظمة جبائية تمكن من إدارة التطوّر والتنمية في إطار متوازن يحترم مبادئ العدالة الاجتماعية، مشيرا إلى أن طرح موضوع تطوير الإدارات الجبائية في إفريقيا، يعد مسألة أساسية في أي بلد مهما كان مستوى تطوّره، لكنه يخص بشكل أكبر البلدان الإفريقية التي مازالت في طور النمو.
قال وزير المالية في كلمة افتتاح الاجتماعات السنوية لمنتدى الإدارة الجبائية الإفريقية لطبعة 2025، التي تتواصل إلى غاية السابع من هذا الشهر، إنه ينبغي على الدول الإفريقية البحث عن السبيل لبلوغ الأهداف التي سطرتها لتطوير الأنظمة الجبائية، لافتا إلى أن هذا الموضوع يحمل أهمية كبيرة، ولهذا اعتبر أن المنتدى الذي تأسس منذ 15 سنة بإمكانه لعب دور كبير، من خلال تضافر الجهود بين الإدارات الجبائية الإفريقية، لبلوغ النجاعة التي تمكن من إدارة التطوّر والتنمية "بصفة متوازنة وفي إطار العدالة الاجتماعية".
من جانبه، شدّد المدير العام للضرائب جمال حنيش، على أهمية الشعار الذي رفعته جلسات هذه السنة، وهو "اعتماد مقاربات مصوبة من أجل أنظمة جبائية منصفة وعادلة"، مبرزا أن احتضان الجزائر لهذا الحدث القاري الهام يجسّد ايمانها الراسخ بالتعاون الجبائي الإفريقي والدولي، كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتمويل الاقتصادات الوطنية، عن طريق الاعتماد على مواردها الذاتية، كما يعد تأكيدا منها على الدور الريادي لهذا المنتدى، لبناء فضاء مؤسّساتي إفريقي يعزز الحوار والتنسيق وتبادل الخبرات في مجال السياسات الجبائية. وقال حنيش إن الجزائر تجدّد تحت قيادة رئيس الجمهورية، التزامها الراسخ بتعزيز التعاون والتكامل بين الدول الإفريقية، وبدعم جهود التنمية في القارة.
وأضاف أن الجزائر تولي أهمية بالغة لتعبئة الإيرادات الجبائية، باعتبارها أساسا متينا لتحقيق التنمية المستدامة، مستدلا بحرص المديرية العامة للضرائب على تسطير خمسة محاور استراتيجية من أجل تعزيز دورها في تمويل السياسات العمومية للبلاد، وهي "توسيع القاعدة الضريبية وتعزيز ديناميكية التحصيل"، "تبسيط الإجراءات الجبائية وتحسين جودة الخدمات"، "مكافحة عدم الامتثال الضريبي"، "تعزيز قدرات الإدارة الجبائية من خلال تعبئة الموارد البشرية واللوجستية" و"تعزيز العدالة والإنصاف الجبائيين".
ولفت إلى أن الإدارة الجبائية الجزائرية تعكف كذلك على مواكبة مسار التحوّل الرقمي الجبائي من خلال تطويرها لمنظومات حديثة، أكد الاستعداد لتقاسم تجربتها مع الدول الإفريقية في إطار التعاون المشترك. كما تحدث المسؤول عن رغبة الجزائر في المساهمة من أجل بناء إدارة جبائية إفريقية قوية ومرافقة الإصلاح الجبائي الإفريقي لبناء منظومة جبائية إفريقية متطوّرة قائمة على العدالة.
ضمن هذا المنظور، اعتبر المتحدث أن المنتدى منذ تأسيسه سنة 2009 أصبح مرجعا قاريا في تطوير الأنظمة الجبائية وتحسين أدائها ورفع كفاءتها، من خلال تبادل التجارب والممارسات الفضلى بين 44 إدارة جبائية إفريقية تعمل كلها ضمنه، لهدف واحد هو تعزيز قدرة القارة على تمويل تنميتها بنفسها.
وقال حنيش إن اللقاء لن يقتصر على تبادل الرؤى، بل سيشكل منصة لوضع الحلول القابلة للتنفيذ، عبر عشر جلسات موضوعية ستتطرق إلى جملة من التحديات من بينها "مكافحة التدفقات المالية غير المشروعة"، "استثمار البيانات لتعزيز الشفافية"، "دمج التكنولوجيات الحديثة في تسيير الامتثال الجبائي"، "الرقابة الجبائية"، "المساواة" و"حماية المعطيات الضريبية في ظل التحوّل الرقمي". وستسمح الجلسات بعرض حلول موضوعية لمعالجة هذا الوضع، من خلال التوجّه بالخصوص نحو تحديث المنظومات الضريبية والاستفادة من الذكاء الاصطناعي للانتقال نحو إدارة استباقية للضرائب.