أشرف على الفعاليات الرسمية لإحياء ذكرى 8 ماي 1945.. ربيقة:
أصدق وفاء للشهداء والمجاهدين إعلاء شأن الذاكرة الوطنية

- 230

أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أول أمس، أن أصدق أشكال الوفاء للشهداء والمجاهدين، هو إعلاء شأن الذاكرة الوطنية والحفاظ على قيمها وصونها.
أوضح ربيقة في افتتاح فعاليات إحياء اليوم الوطني للذاكرة، المنظمة بقصر الأمم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، تحت شعار "يوم الذاكرة...يوم مشهود لعهد منشود"، أن من مكتسبات الذاكرة الوطنية، "تمكين الأجيال الصاعدة من حقّهم في معرفة التاريخ الوطني، ودعم المؤرخين والباحثين ومراكز الدراسات في الذاكرة، وتعزيز العلاقات بين التاريخ والمؤسّسات التربوية والجامعية والإعلامية والثقافية والانفتاح على تجارب الشعوب التي ناهضت الاستعمار ضمن رؤية إستراتيجية ترقى بمفهوم حركات التحرير الوطني إلى مفهوم حركات تخليص التاريخ من تدليس المدرسة الكولونيالية وموجات التحامل على الذاكرة"، مذكرا في هذا الشأن برسالة رئيس الجمهورية بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة والتي أكد فيها، بأن "الجزائر لا تقبل إطلاقا أن يكون ملف الذاكرة عرضة للتناسي والإنكار".
وبخصوص حفل تكريم الشخصيات التاريخية والوطنية ومؤرّخين الذي ميز الفعاليات، قال وزير المجاهدين "إننا اليوم لا نكرّم فقط أعلاما، بل نكرّم رموزا من ذاكرة حيّة، صانوا أمانة التاريخ، وضحوا من أجل أن تبقى الجزائر واقفة شامخة، منتصرة، وهو إقرار بجميل لن تستوفيه الكلمات". ودعا المؤرّخين "حماة الذاكرة" إلى مواصلة السير على درب التوثيق والكتابة وأن يكونوا "جسورا بين الماضي والمستقبل"، وينقلوا الرسالة بأمانة، "ويزرعوا في عقول شبابنا معاني الانتماء، والفداء، والسيادة والانتصار". وتمّ بالمناسبة تكريم مجاهدين وشخصيات وطنية، ترسيخا لثقافة العرفان تجاه رموز النضال والكفاح والعلم، حيث يأتي هذ التكريم، حسب وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، "عملا بالمشروع الخلاق لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في تحصين الذاكرة الوطنية وتأكيدا لعناية الدولة بمسألة الذاكرة التي ترتكز على تقدير المسؤولية الوطنية في حفظ إرث الأجيال من أمجاد أسلافهم..". ومن بين الذين تمّ تكريمهم، الرائد عمر صخري، رابح زيراري المدعو "الرائد عز الدين"، المجاهد دحو ولد قابلية، المجاهد والمفكر محمد الصالح الصديق، والباحثين في التاريخ ناصر الدين سعيدوني، علي تابليت ومحمد شنيتي. كما حظى شيوخ ومؤرخون متوفون بالتكريم، على غرار عبد الرحمن الجيلالي، أبو القاسم سعد الله، جمال قنان، عبد الحميد حاجيات، موسى لقبال، والمجري ناجي لازلو، عضو الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية. كما شهد الحفل تكريم رئيس المجلس الشعبي الوطني، ابراهيم بوغالي، ووزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، من قبل الوفد البرلماني الفرنسي، وذلك تجسيدا لقيم التواصل الحضاري التي لطالما دعت الجزائر إلى تكريسها.
للإشارة، فقد حضر مراسم إحياء اليوم الوطني للذاكرة كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء من الحكومة، إلى جانب ممثلين عن الأسرة الثورية والمجتمع المدني وعدد من أصدقاء الثورة التحريرية ونواب من البرلمان الفرنسي بغرفتيه.