الكاتب والمخرج أنور عوابدي لـ”المساء”:

”قد شغفها حبا”.. واقع مأساوي لحب مجنون

”قد شغفها حبا”.. واقع مأساوي لحب مجنون
  • القراءات: 1640
 لطيفة داريب لطيفة داريب

”قد شغفها حبا” هو عنوان الفيلم القصير الجديد لكاتب السيناريو والمخرج الشاب أنور عوابدي، الذي أنهى تصويره منذ أيام بسكيكدة، تناول فيه مواضيع من الواقع مثل الزواج القسري وأوضاع البلاد الراهنة وجنون العشق، كما استعمل فيه إيحاءات ورمزية.

اتصلت ”المساء” بالكاتب والمخرج أنور عوابدي لمعرفة تفاصيل أكثر عن فيلمه الجديد بعنوان ”قد شغفها حبا”، وفي هذا قال أنور إنه بدأ تصوير الفيلم، الأسبوع الفارط في مدينة سكيكدة ودام أربعة أيام، بمساعدة فريق عمل هاو يملك حسا ونظرة احترافية، مضيفا أنه بعد كتابته لسيناريو الفيلم، عرضه على مدير الإقامة الجامعية ”الحدائق 1”، السيد أحمد خنيش، في أول تعامل له مع جهة إنتاج، واكتشف أن هذا الأخير يملك حسا ثقافيا جد عال، كما يشجع كل من يخدم الثقافة، لتتم الموافقة على انتاج الفيلم وتبدأ المغامرة.

وأشار أنور إلى مواصلة صنع أفلام قصيرة مستوحاة من الواقع، حيث يحاول تسليط الضوء على موضوع حساس بالإيحاء والرمزية، ليتطرق هذه المرة إلى موضوع الزواج القسري والطمع وجنون العشق، بطريقة درامية ومخيفة يطبعها جانب من الرومانسية والجنون، مضيفا أنّ موضوع فيلمه يتطرّق في نفس الوقت إلى الأوضاع الراهنة للبلاد بطريقة غير مباشرة. بالمقابل، تحدّث أنور عن ظروف التصوير التي كانت صعبة بحكم الوضع الذي يشهده الوطن وصعوبة التصوير في الخارج، لكن بمساعدة المدير إقامة ”الحدائق1”، تم توفير أماكن لتصوير الفيلم، بالإضافة إلى مساعدة الأخوين هشام وياسين شايب من خلال عرض منزلهما وسيارتهما للخدمة.

واعتبر أنور أنّ فيلمه الجديد ليس مختلفا عن أفلامه السابقة من حيث تقنيات التصوير والمعدات البسيطة التي استعملها لكنه يعتبره أكثر قوة وجمالية من ناحية السيناريو والمشاهد، بالمقابل أكّد استعداده عرض الفيلم حيثما كان، ولو في مقهى، باعتبار أنّ فرص عرض فيلم للهواة في قاعة السينما، ضئيلة جدا، كما يطمح في المشاركة في بعض المهرجانات الوطنية والدولية.

في إطار آخر، يأمل أنور في إنتاج فيلم وثائقي وقد يتحقق ذلك قبل نهاية هذا العام، في حين لا يؤمن مخرج فيلم ”ناجي” الذي تحصل به على عدة جوائز، بأداء الأفلام لرسائل مباشرة، بل يترك المشاهد يكتب رسالته بنفسه، كما يعتبر الفيلم القصير هو عمل مقلص لفيلم طويل و لكل عمل بصماته الخاصة.

أما عن إمكانية تناوله للحراك الشعبي في أعماله القادمة؟ قال أنور إنه في كل مرة يكتب سيناريو ما يتفاجأ بتحقيقه في الواقع، فحينما تحدث عن الأقليات الدينية في فيلم ”أسامة”، ظهرت الطائفة الكركرية، ونفس الشيء في فيلم ناجي الذي تناول فيه ظاهرة رشق الأطفال للقطارات بالحجارة وهو الموضوع الذي تناولته وسائل الإعلام بإسهاب في الفترة الأخيرة، في حين أنه كتب فيلمه الأخير قبل اندلاع الحراك، ويضم الكثير من التلميحات والإيحاءات حول الحراك والسلطة. وعن تطرقه إلى الرومانسية في عمله هذا، قال أنور إنه لا يستطيع القول إنّ الجزائري رومانسي أو غير رومانسي فالحب غريزي في الإنسان، لكن لكلّ شخص طريقته الخاصة في التعبير عن الحب، كما أن الشخصية المحورية في فيلمه هذا، ليست بالعادية وتعدت حدود العشق إلى درجة إخراج الشاب لعشيقته من قبرها ليعيش معها أجمل أيام حياته، فألبسها فستان فرح وسرح لها شعرها ووضع لها مكياجا، ورقصا معا ثم ثمل فقام بخنقها وهي ميتة. وقد صوّر أنور هذا المشهد بطريقة قريبة جدا من الواقعية، ومزج فيه بين الحب والحزن والجنون والطمع، كما تطرق إلى الزواج القسري بالكثير من الإيحاءات، مثل تزويج فتاة جميلة بعجوز مقعد فوق كرسي متحرّك.واختار أنور نهاية مأساوية لفيلمه هذا ويقول ”النهاية المأساوية تدفع بالمشاهد إلى مراجعة نفسه عكس الأفلام المتفائلة التي تنتهي مشاهدها، بالعصافير تزقزق والفراشات تحلق، فلن يشعر بها المشاهد، صحيح يمكن أن يساهم التفاؤل في التغيير لكن ليس بالطرق المبتذلة التي أـفناها في المسلسلات الجزائرية”.

للإشارة، فيلم ”قد شغفها حبا” سيناريو وإخراج أنور عوابدي، إنتاج الإقامة الجامعية الحدائق، مساعد مخرج إبراهيم مغراري، تصوير خليل فليغة، الصوت باديس خرفان، سكريبت حسين طوبة، الإضاءة وسيم بوشرك؛ جابر تيفوتي، مكياج أمينة بن سعيد، ديكور خالد طبعي جفا، تمثيل كل من أيمن كشوط؛ مريم ملاك؛ أنيس قيرة؛ سهام سياب، مع العلم كل من شارك في الفيلم كان بشكل تطوعي.