للمخرج صالح بوفلاح

‘’تادلس... مدينة الألفيات” في أواخر مارس

‘’تادلس... مدينة الألفيات” في أواخر مارس
  • القراءات: 353
ق.ث ق.ث

سيتم إجراء العرض الشرفي للفيلم الوثائقي المطول ”تادلس..مدينة الألفيات” لمخرجه صالح بوفلاح، في أواخر شهر مارس الجاري بالجزائر العاصمة، ليشرع في عرضه رسميا بعد ذلك في مختلف القاعات، انطلاقا من بومرداس، حسبما أفاد به بنفس الولاية مؤخرا، مخرج هذا العمل.

صرح مخرج وكاتب سيناريو هذا الفيلم لـ«وأج”، على هامش اختتام فعاليات المهرجان الوطني للإبداعات السمعية البصرية للشباب، المنظم مؤخرا بمدينة بومرداس، أنه سيتم عرض هذا العمل الفني الذي يستغرق ساعة ونصف الساعة  من الزمن، في نهاية الشهر الجاري بأحد القاعات (لم يحددها) على مستوى ولاية الجزائر العاصمة.

يسرد هذا العمل الفني الذي استغرق إنجازه ست سنوات (4 سنوات في البحث الأكاديمي والتاريخي وسنتين في التصوير) استنادا إلى مخرجه، قصة ”رسوكوروس” بالفينيقية أو ”تادلس” بالأمازيغية، من خلال استحضار الماضي التاريخي لمدينة دلس، انطلاقا من التسمية الفينيقية، إلى العهد الروماني والفترة الإسلامية، إلى المرحلة العثمانية (التركية)، ثم مرحلة الاستعمار الفرنسي.

يستنجد كاتب السيناريو في سرد هذه الحقب الحضارية والتاريخية للمدينة العتيقة، بالمصادر والمراجع التاريخية، من خلال ”الرحالة” الذين مروا على المدينة والكتاب والمؤرخين الذين كتبوا عنها، كما يعتمد (السيناريو) على المخططات والخرائط والحوار مع أساتذة وباحثين أخصائيين في المجال.

يعد هذا العمل الوثائقي، يضيف السيد بوفلاح، بمثابة رحلة عبر الزمن الزاخر والمتنوّع لهذه المدينة القديمة، حيث تنطلق من العهد الجيولوجي الأول، إلى ظهور الإنسان والحضارة بالمنطقة، والصراع على المدينة بين الحضارات، وعبر الموروث الثقافي والحضاري لسكان المدينة والتراث المادي للقصبة.

نسعى كذلك من خلال هذا العمل، يقول مخرجه، ”إلى فتح نقاش علمي وتاريخي بين مؤرخين ومهندسين وأخصائيين، حيث يتوخى من ذلك، تسليط الضوء على هذه المدينة الأمازيغية-الإسلامية التي تصارع الإنسان والزمن من أجل البقاء”.

ويعتمد في سرد مشاهد الوقائع التاريخية لهذا العمل التأريخي، الأول من نوعه حولها، والذي سخر لإنجازه أحدث تقنيات التصوير والإخراج، إلى جانب شهادات عشرات المؤرخين والمهندسين المعماريين ومكاتب دراسات، إعادة التمثيل والتجسيد الميداني للوقائع بإشراك 58 ممثلا.

تم الاعتماد في تصوير مشاهد هذا العمل التي أخذت على مستوى مدينة دلس، وبكل من فضاء ”قصر الرياس” بالجزائر العاصمة وولايتي بجابة وتلمسان، حسب نفس المصدر، تقنية ثلاثية الأبعاد والطائرات دون طيار ”درون”، في تصوير المشاهد العلوية والتجوال عبر الأزقة الضيقة لقصبة دلس العتيقة.

يعد هذا العمل الفني الذي نال دعما جزئيا من وزارة الثقافة، ووعد بالمساهمة المالية من المجلس الشعبي لولاية بومرداس وجمعية ”دلفين” لمدينة دلس، حسب تصريح السيد بوفلاح، بمثابة فرصة للعديد من الشباب الباحثين في هذا المجال من أجل الاستفادة منه والتوسع فيه، من خلال أعمال أخرى، لأنه لا يسلط الضوء إلا على جانب صغير من تاريخ الجزائر العميق، ويعد كذلك بمثابة فرصة يستفيد منها المهتمون بمجال التأريخ السينمائي.