النشاط الرقمي في المؤسسات الثقافية

يمكن تقديم أفضل من هذا

يمكن تقديم أفضل من هذا
النشاط الرقمي في المؤسسات الثقافية
  • القراءات: 746
دليلة مالك دليلة مالك

دفع الحجر المنزلي المؤسسات الثقافية في الجزائر، إلى تفعيل نشاطها الرقمي، الذي طالما كان راكدا، قبل انتشار جائحة ”كورونا”، ولعله أفضل شيء يمكن أن يحدث لقطاع الثقافة في البلاد، عسى أن تستمر وتيرته بعد زوال الفيروس، واستقرار الوضع الصحي.

استعمال الجزائريين لمواقع التواصل الاجتماعي يتزايد يوميا، وهو ما يشكل أرضية خصبة للنشاط الفني والثقافي، وليس التجاري فقط الذي طغى، لكن يبدو أن المؤسسات الثقافية لم تنتبه لأهمية الموضوع الذي من شأنه أن يوسع دائرة التلقي الجماهيري، فطالما كان عزوف الجمهور أحد إحباطات المسؤولين على الصروح الثقافية في الجزائر. لذلك لجأت وزارة الثقافة إلى رفع تعليمة في مارس المنصرم، مفادها خلق نشاطات ثقافية وفنية عبر منصات التواصل الاجتماعي، وكانت لظهور فيروس كورونا، مناخا مناسبا لهذا القرار.

ألزمت الوزارة مؤسساتها على العمل والتفكير في خلق تظاهرات افتراضية، موجهة لكل فئات المجتمع، وتشمل كل الفنون ومختلف المسابقات الثقافية، ومنذ ذلك الوقت، تعمل مديريات الثقافة ودورها وهيئاتها على تنفيذ هذه التعليمة الوزارية، غير أن أداءها يبقى متراوحا، لكن يمكنهم القيام بأفضل من ذلك في الأيام القادمة.

من بين النقاط التي يجب تداركها؛ العمل على تقوية طرق الترويج الإعلامي للنشاطات، فالملصقات غير كافية، حيث تتسم بالضعف، مما أسفر عن نقص التفاعل على المنصات لدى المتابعين، فضلا عن عدم القيام بحملات إعلامية في مختلف الدعامات، على غرار التلفزيون والإذاعة.

لعل من بين الأسباب أيضا، عدم اعتماد المؤسسات الثقافية على خبراء وتقنيين لترويج صفحاتهم الإلكترونية، لذلك يجب عليها التوجه نحو التكوين في مختلف الاختصاصات المتعلقة برفع نسبة التلقي، والتفكير في تمويل الصفحات لزيادة عدد المشتركين. ناهيك عن الاستفادة من الخبرات الأجنبية، من خلال عقد شراكات وإبرام اتفاقيات، ستمكن من رفع مستوى الأداء، بالأخذ من التجارب السابقة والناجحة لتلك الدول، وهي عديدة، لاسيما من البلدان الشقيقة.   

كما أن عدم تعود الناس على مثل هذه النشاطات على ”الواب”، هو أيضا نتيجة لركود المشهد الثقافي، وإن كان مهتما، فإنه للأسف، سيكون أمام عائق ضعف تدفق الأنترنت في أحيان كثيرة.