بعد تصريحاته الإسلاموفوبية
يعتذر في كتاب أولباك

- 677

قدّم الكاتب الفرنسي المثير للجدل ميشال أولباك، اعتذاره للمسلمين لما بدر منه في السابق من تصريحات معادية للإسلام، خاصة تلك التي نطق بها خلال حوار أجراه معه الفيلسوف ميشال أونفري وخلّف استنكاراً كبيرا وسط المسلمين، ورَفْع مسجد باريس دعوى قضائية ضده. مسجد باريس لم يقبل اعتذار ميشال أولباك إلا من خلال نص مكتوب لا مجرّد تصريحات في الصحافة، وهو ما فعله الكاتب في مؤلَّفه الذي صدر في 24 ماي الماضي بعنوان "بضعة أشهر في حياتي، من أكتوبر 2022 إلى مارس 2023" عن دار نشر "فلاماريون"، والذي يُعدّ أول سيرة ذاتية كتبها المؤلف بعد نشره روايات، وجدت صدى كبيرا بين القراء.
وقال أولباك إنه وقع ضحية حواره مع مجلة "لوفرون بوبيلار" (الجبهة الشعبية)، مضيفا أنه كان ساذجا، تم استغلال سمعته السيئة لتحقيق إيرادات واسعة، حتى إنه اعترف بأنه أضرّ بصورته بدون أن يحقق ربحا ماديا ولا حتى يورو واحدا. وأشار إلى أنه استطاع من خلال هذه المقابلة، أن يبلغ ذروة حماقاته، خاصة أنه أجرى مقابلة طويلة جدا بدون أن يقبض أيّ مقابل مالي، وهذا نهاية ديسمبر الماضي، حيث بيع عدد هائل من المجلة التي صدر فيها الحوار، وكان يمكن أن يتحصل الكاتب على مبلغ لا يقلّ عن 225 ألف يورو.
كما اعترف صاحب رواية "الخضوع"، بتعرضه لصدمة حينما أعاد مشاهدة الحوار الذي بٌث، أيضا، على موقع المجلة، حيث أقرّ بتجاوزه الخط الأصفر الذي يفصل بين المسلمين و"اتهاماتهم" بممارسة العنف، ليقدّم اعتذاراته الخالصة للمسلمين، الذين شعروا بأنّ أقواله مسَّتهم؛ أي إلى جميع المسلمين، وهو ما نصّه صراحة في كتابه الذي صدر حديثا، حتى إنه رغب بشدة في سحب عدد مجلة "لوفرون بوبيلار"، لكنه لم يستطع.
ولم يكتف ميشال أولباك باعتذاره للمسلمين في كتابه، وهو ما طلبه منه مسجد باريس، بل فعل نفس الشيء في تصريح صحفي لمجلة "لوبوا" (النقطة)، فقال: "أعتقد أن المشكل ليس في الإسلام، بل في الانحراف. المنحرفون هم كذلك؛ لأن طبيعتهم البشرية تقودهم إلى الشرّ”. وتابع أنه انجذب في غباء جماعي، ينص على وجود علاقة بين الإسلام والانحراف، وهو، بكل بساطة، خاطئ، مضيفا أن ممارسة أيّ ديانة لا تؤدي إلى الانحراف، بل إنهما مساران في الحياة متباينان جذريا. وقال مجددا إنّ الحجاب لا يضايقه.
للإشارة، خلّفت تصريحات الروائي ميشال أولباك التي أطلقها نهاية 2022، تنديدات شديدة اللهجة من طرف الجالية المسلمة بفرنسا، حتى إن مسجد باريس رفع دعوى قضائية ضد الكاتب، وصفها بـ"التحريض على كراهية المسلمين".