كلية الآداب والفنون لجامعة "أحمد بن بلة"
وقفة تأبينية على روح الدكتور مرتاض

- 664

نظمت جامعة وهران (1) "أحمد بن بلة"، مؤخرا، وقفة تأبينية، عرفانا لما قدمه الفقيد الدكتور عبد المالك مرتاض للغة والأدب العربي في الجزائر، بحضور أبناء الراحل وجمع غفير من أصدقائه وتلامذته وطلبة الأدب العربي، سميت قاعة المحاضرات بكلية الآداب والفنون باسم الأكاديمي والناقد اللغوي، الذي وافته المنية يوم الجمعة الماضي.
بالمناسبة، أكد مدير جامعة وهران (1) "أحمد بن بلة"، أمين عبد المالك، خلال تأبينية للراحل، أن "هذه الالتفاتة التي تعد تكريما لفارس اللغة العربية، لن تكون الأولى، وستتبعها خطوات أخرى من أجل إيفاء هذا الناقد اللغوي الكبير حقه من التكريم والاعتراف"، وذكر أنه كان "أحد أعمدة اللغة العربية في الجزائر، ومربي الأجيال، وهو قامة أدبية وثقافية كبيرة جدا، فهو واحد من أهم آباء الأدب الجزائري الحديث، الذين بفضلهم تأسس وجود هذا الأدب، فتجلى في كتاباتهم ودراساتهم".
من جانبه، ذكر عميد كلية الآداب والفنون بجامعة وهران (1)، محمد عرابي، أن "العلامة عبد الملك مرتاض عرف بتواضعه وكرم أخلاقه وحسن معاشرته، ما جعله مقصد محبي اللغة العربية من كافة أنحاء الجزائر، والوطن العربي، كونه لم يبخل طوال حياته بأي مقدار من علمه"، وأشار إلى أن "الأستاذ مرتاض رحل جسدا، وبقي أثرا وفكرا وأدبا، ومسيرته تشع بأسمى أنواع القيم، وكان منفتحا على عديد الحقول المعرفية"، "فهو، كما أضاف، نموذج المثقف الجزائري الأكاديمي الذي حظي باعتراف كل النقاد والمثقفين الجزائريين والعرب، بل وتفوق على الكثير منهم بعلمه الغزير، وامتلاكه ناصية اللغة العربية، وهضمه لكل آثار الأولين من تراث العرب شعرا ونثرا، إضافة إلى إحاطته التامة بكل المدارس النقدية".
أما أصدقاء الفقيد، فقد أبرزوا خصاله ومساهمته في خدمة لغة الضاد، وتكريسها في الجامعات الجزائرية. فقد وهب، حسب صديقه الأستاذ بوغربة الشيخ، حياته لخدمة لغة القرآن، وكون أجيالا من أساتذة الجامعة والباحثين والكتاب، إما على نحو مباشر، وإما من خلال مؤلفاته الغزيرة، كما ساهم في فتح العديد من أقسام اللغة والأدب العربي بجامعات الوطن”. من جانبه، ثمن ابن الراحل، الدكتور هشام مرتاض، هذه المبادرة التي لمس فيها حب الناس لوالده، معرجا على الحياة العائلية للفقيد، الذي حرص على تنشئة أبنائه على التمكن من أسرار اللغة العربية.
يعتبر عبد الملك مرتاض، وهو من مواليد سنة 1935 بتلمسان، من أهم الباحثين الجزائريين والعرب في مجالات دراسة اللغة العربية والنقد الأدبي والفكري المتصل بها، إذ في رصيده عشرات المؤلفات التي أثرى بها المكتبة الجزائرية والعربية، منذ ستينيات القرن الماضي. وقد عين أستاذا للأدب العربي بجامعة وهران في 1970، بعد تحصله على شهادة الدكتوراه في الآداب من جامعة الجزائر. وفي 1983، عين مديرا للثقافة والإعلام بولاية وهران، كما حاز في نفس العام، شهادة الدكتوراه في الأدب، من جامعة السوربون بباريس (فرنسا).
وقد ترأس عدة مجلات أكاديمية وأدبية، كما كان عضوا باتحاد الكتاب الجزائريين، وفي العديد من الهيئات الاستشارية العربية، على غرار الهيئة الاستشارية لمجلة "كتابات معاصرة" ببيروت في لبنان (1988)، والهيئة الاستشارية لمجلة "أصوات" بصنعاء في اليمن سنة 1993، والهيئة الاستشارية لمؤسسة "البابطين للإبداع الشعري" بالكويت في 1997.
وحاز الفقيد عام 1987 على شهادة تقدير من رئيس الجمهورية، وفي 1998 عين عضوا في المجلس الإسلامي الأعلى، وفي 1999 عين عضوا في المجمع الثقافي العربي بيروت بلبنان، وفي 1998 عين رئيسا للمجلس الأعلى للغة العربية، وفي عام 2022 رئيسا للمجلس الوطني للفنون والآداب. كما نال عضوية العديد من المجالس واللجان، على غرار المجلس العلمي للمركز الوطني للأبحاث التاريخية والحركة الوطنية، والمجلس العلمي لأكاديمية جامعات الغرب الجزائري واللجنة الوطنية لإصلاح التعليم العالي.
وكان أيضا عضوا في لجنة تحكيم مسابقة "أمير الشعراء" العربية بالإمارات العربية المتحدة.للراحل عشرات المؤلفات الأكاديمية النقدية والفكرية، على غرار "القصة في الأدب العربي القديم" و"نهضة الأدب العربي المعاصر في الجزائر" و"فن المقامات في الأدب" و"العامية الجزائرية وصلتها بالفصحى"، و"الألغاز الشعبية الجزائرية" و"الأمثال الشعبية الجزائرية" و"النص الأدبي من أين إلى أين"، و"الثقافة العربية في الجزائر بين التأثير والتأثر" و"معجم موسوعي لمصطلحات الثورة الجزائرية" و"فنون النثر الأدبي في الجزائر".