سيوارى جثمانه بباريس

وفاة المخرج السينمائي نصر الدين قنيفي

وفاة المخرج السينمائي نصر الدين قنيفي
المخرج السينمائي نصر الدين قنيفي
  • القراءات: 586
لطيفة داريب/ الوكالات لطيفة داريب/ الوكالات

توفي المخرج السينمائي نصر الدين قنيفي عن عمر يناهز 79 سنة، بعد معاناة طويلة من مرض عضال، أمس الاثنين، وسيدفن في باريس حيث مسكنه منذ عام 1994 بعد اغتيال ابنه، حيث يعدّ الفقيد من الجيل الأول للسينمائيين الجزائريين، وكان عضوًا نشطًا في الاتحاد السمعي البصري الجزائري، وصاحب نظرة نقدية على السينما الجزائرية وفاعليها. وولد المخرج وكاتب السيناريو الراحل نصر الدين قنيفي سنة 1943 بمدينة قسنطينة حيث التحق بالمدرسة الكتانية سنة 1949 وزاول لاحقا تعليمه بمدرسة الفنون الجميلة، بعدها تابع دراسات عليا في السينما والسمعي البصري بجامعة باريس 8.

بدأ نصر الدين قنيفي مساره المهني مطلع عام 1962، حيث التحق بالتلفزيون والاذاعة. ليعمل بعد الاستقلال مع المخرج الفرنسي ريني فوتيي الذي كان مسؤولا عن إقامة ورشة لإنتاج الأفلام لصالح وزارة الشبيبة والرياضة الجزائرية إلى غاية انشاء المركز الوطني للسينما. كما اشتغل قنيفي مديرا لتصوير عدّة أفلام جزائرية من بينها فيلم "دورية نحو الشرق" لعمار العسكري، ثم تخصّص في إخراج الأفلام الوثائقية. بعدها انتقل للعيش في فرنسا ولم يستطع مواصلة مهنته، ليقوم بإخراج أفلام قصيرة حول مواضيع مختلفة بوسائله الخاصة، قدمها في جمعياتكما ألف رواية تاريخية  بعنوان "أحمد بك الجزائري".

وفي عام 2017، اقتبس قنيفي سيناريو فيلمه "لم نكن أبطالا" من كتاب المجاهد عبد الحميد بن زين بعنوان "المعتقل" الذي يروي قصة معاناة مجموعة من المناضلين في أحدى المحتشدات العسكرية في بوغاري وكل أساليب التعذيب التي تعرضوا لها وكيف تطوّرت الأحداث لتصبح قضية دولية. ويحكي الفيلم الذي يتقاسم دور بطولة فيه كل من أحمد رزاق بدور أحمد الزين والممثل الفرنسي جاك سيراس، ومن انتاج وزارة الثقافة والمركز الوطني لتطوير السينما، على لسان الراوي عبد الحميد بن زين، حياة القسوة والتعذيب التي عاشها (الروائي) رفقة 60 سجينا آخر داخل معتقل "بوغاري"، الواقع بولاية المدية (شمال)، عندما انتقلوا في فبراير 1961 من سجن "لامبيز" بمحافظة باتنة (شمال شرق) إلى معتقل "بوغاري" بالمدية. حيث يسلّط العمل الضوء على التعذيب النفسي والجسدي الذي يتعرّض له المعتقلون وردة فعلهم إزاء جنود احتياطيين من الفيلق المكلف بحراستهم.

واختار المخرج أن تكون نهاية فيلمه بمشاهد مغادرة المعتقلين المركز العسكري الخاص (المعتقل) وعودتهم إلى أهاليهم بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة الجزائرية المؤقتة وفرنسا الاستعمارية في 19 مارس 1962. بالمقابل، قال قنيفي على هامش العرض المخصّص للصحافة إنّ "تصوير العمل بدأ في جوان 2014، وتأخر الانتهاء منه في وقته المحدد بسبب نقص التمويل وغياب الممثلين في بعض الأحيان عن التصوير"، وأضاف أنّ "مشاهد التعذيب بقساوتها لم تصوّر كما حدثت للمعتقلين أثناء الثورة، بل بدت عادية نوعا ما، نظرا لصعوبة عرض الفيلم""، وأشار إلى أنّه يصعب الوفاء للأحداث عند الاقتباس من الكتب إلى السينما.