سكيكدة

واقع الثقافة.. بين متشائم ومتفائل

واقع الثقافة.. بين متشائم ومتفائل
  • القراءات: 766
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

انتقد القاص والشاعر وعضو مؤسسة مالك شبل للثقافة الدكتور محمد الطاهر عيساني، الوضع الثقافي بعاصمة روسيكادا المتميّز بالركود التّام، فالمسرح الجهوي ـ حسبه ـ في عطلة مدفوعة الأجر منذ سنين بسبب أشغال ترميم وترميم أشغال لم تنته، مضيفا بأنّ معلم المدينة هذا ما زال تخيّم عليه غمامة حملها التهاون واللامبالاة ولا رقيب ولا حسيب، أمّا رجال المسرح وطاقاته فيموتون مرتين ومع موتهم يقبر الابداع المسرحي إلى الأبد.

فيما يعاني المسرح الروماني هو الآخر منذ سنوات طويلة إلى أجل غير مسمّى، ونفس الشيء بالنسبة للسينما التي لم يعد لها وجود بسكيكدة لتبقى هي الأخرى تحت رحمة المشاريع غير المنتهية، وأيضا بالنسبة للمدرسة البلدية للموسيقى المهجورة والمنسية والتي ما زالت تنتظر أيضا التفاتة عسى تعود لها الحيوية والنشاط كما كانت ذي قبل، وحتّى المعالم الأثرية التي تزخر بها سكيكدة، ما زالت هي الأخرى  ينساها النسيان ولا تنسى تاريخها.

وبمرارة لم يهضم الدكتور عيساني، واقع الفعل الثقافي بسكيكدة الذي يحاول، كما أضاف، أن يصنع الاستثناء كبارقة محتشمة يشحذها مثقفون لا تنحل ضمائرهم من كتاب وشعراء وفنانين ومبدعين من حاملي مشعل الفعل الثقافي المحلي، بامتياز، يرون بأم أعينهم وهم ذاهلون جسد الزخم الثقافي يموت بعنفوان بعد أن فعلت فيه كورونا ما فعلت.

من جهته يرى الفنان عبد الباقي دادو، المعروف باسمه الفنّي دادو فينومان بأنّ الوضع الثقافي بسكيكدة، متدهور رغم توفّر الولاية على هياكل ثقافية، وهذا الوضع ـ كما أضاف ـ ليس وليد اليوم بسبب جائحة كورونا (كوفيد19) بل يعود لسنوات، والدليل ـ حسبه ـ واقع المسرح الجهوي والمسرح الروماني وغيرهما من الهياكل الثقافية التي لا تقدّم سوى أنشطة مناسباتية، بينما يبقى الفنّان السكيكدي مهمّشا ولا تتذكّره الجهة الوصيّة إلا في الصيف أو في بعض المناسبات مقابل مبلغ مالي زهيد، مرجعا سبب تدنّي ذلك الوضع بالدرجة الأولى  للقائمين على القطاع، رغم وجود كفاءات يُشهد لها إلاّ أنّها مهمّشة، وحتّى نقابة الفنّانين ـ كما قال ـ تجعل من الجميع يطبّق سياسية نفسي نفسي، وما زاد الطّين بلّة غياب التلاحم والتآزر بين الفنّانين ورجالات الثقافة، معتبرا المراكز ودور الثقافة عبارة عن هياكل جوفاء تفتقر لروح الابداع.

ويرى دادو فينومان أنّ الحل يبقى في يد مسؤولي القطاع، مع إحداث قطيعة مع الممارسات السلبية السابقة التي حوّلت الثقافة إلى شبه جمعية خيرية، وذلك من خلال إحداث تغيير جذري في كل آليات التسيير مع تطبيق سياسة الرجل المناسب في المكان المناسب، وأكثر ـ كما قال ـ يجب أن يلتئم شمل كلّ الفنّانين ومبدعي الولاية إذا أردنا فعلا النهوض بهذا القطاع. أمّا الدكتورة والاعلامية والمبدعة زهرة بوسكين، فترى أنّ الركود الذي يعرفه قطاع الثقافة بالولاية، فرضه الظرف الصحي الذي نعيشه بسبب جائحة كورونا والدليل ـ حسبها ـ قبل هذا الظرف كانت هناك أنشطة ثقافية وفنية تحتضنها العديد من المؤسّسات الثقافية الموجودة بالولاية، إلى جانب مختلف برامج الدّعم التي تقدّمها الدولة.

من جهته يعتقد الشاّعر محمد قاري، أن أسباب الركود الثقافي بولاية سكيكدة، يعود لوضع أشخاص في غير أماكنهم وهو ما جعل الفعل الثقافي يعاني من الركود، مضيفا أنّه إذا أردنا الخروج من عنق الزجاجة يجب التنقيب عن الغيورين على مدينة سكيكدة والمتعطشين للفعل الثقافي، ولخدمة الكاتب والفنّان والمبدع وغيرهم من المواهب الموجودة هنا وهناك.