خالد النبوي الفن ذاكرة وموقف:
وأمي أول أفلامي

- 194

أكد الفنان المصري خالد النبوي، خلال ندوة صحفية، أن رحلته الفنية ما زالت مفتوحة على الأحلام، وأنه لا يكف عن الحلم بالوقوف أمام عمالقة التمثيل، قائلا: "تمنيت أن أشتغل مع أحمد زكي ومحمود مرسي أمام الكاميرا، كانت ستكون تجربة عظيمة في مسيرتي."
في حديثه، لم يخفِ النبوي إعجابه بكبار المخرجين العالميين، مُصرحًا أنه يُحب العمل مع المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي، لما يتمتع به من قدرة على استخراج العمق من كل شخصية، مؤكدًا أن "كل شخصية في الفيلم يجب أن تكون لها خلفية، حلم، وهدف... وعلى الفنان أن يتأثر بالشخصية قبل أن يُؤثر فيها."
الجزائر في القلب... وفيلم عن والدته في خاطره
أعرب النبوي عن اعتزازه الكبير بالجزائر وشعبها، قائلًا: "انطباعي عن الشعب الجزائري هو الحب، في قلبي وعقلي دائما صورة هذا الشعب العظيم، أرض المليون ونصف المليون شهيد."
وأضاف أنه يتمنى العمل في إنتاج مشترك جزائري، معتبرًا ذلك فرصة ستُضيف له فنيًا وإنسانيًا.
وفي لحظة شخصية مؤثرة، كشف عن مشروع يراوده منذ سنوات، قائلاً: "إذا أنجزت فيلمًا يومًا، فسيكون عن أمي... كانت دائمًا تحكي لي (حدوثة جديدة)، وكانت هي مدرستي الأولى في الحياة: علمتني الأخلاق، التسامح، العلم، وحب الناس."
وفي موقف صريح بشأن القضية الفلسطينية، قال النبوي: "أنا مع فلسطين دائمًا، لكن التضامن لا يقتصر فقط على النزول إلى الشارع. يمكننا أن نتضامن من أمام بيوتنا، في مواقفنا، في أعمالنا، وفي وعينا. مشكلتنا نحن العرب أننا نمشي منفردين."
أما عن جديده الفني، فكشف النبوي أنه يُحضر لمسلسل رمضاني جديد، قائلاً إن السيناريو قيد الانتهاء، متجنبًا الكشف عن التفاصيل، لكنه وعد بأن العمل سيحمل بصمة مختلفة ويعكس نضجه الفني المستمر.
لا يخاف من الفشل... بل من التقييم
وفي وصفه لطبيعة عمله، أكد أنه لا يخاف من المجهود المتكرر، حتى لو أدى إلى الفشل، معتبرا أن الخوف الحقيقي بالنسبة له هو "إعادة التقييم المستمر لأعمالي"، لأنها الطريقة الوحيدة للاستمرار والتطور.
يوسف شاهين... بحث دائم عن الفكرة
أشاد النبوي بالمخرج الراحل يوسف شاهين، الذي وصفه بـ«المدرسة"، قائلاً: "شاهين كان فنانًا كبيرًا لا يبحث فقط عن الصورة، بل عن الفكرة التي تُحرك الفنان، وتُحدث أثرًا حقيقيًا في المجتمع."
كما أشار إلى تأثره بعدد من الفنانين العرب والغربيين، وخص بالذكر المخرج التونسي مرزاق علواش، قائلاً إنه من المبدعين الذين يحركون المشاعر بالفن، دون ضجيج أو استعراض.
خالد النبوي لا يقدم نفسه كممثل فقط، بل كفنان يحمل ذاكرة، وموقف، ورسالة. من والدته إلى فلسطين، ومن سكورسيزي إلى شاهين، ومن الحلم إلى الشاشة... يبدو أن كل محطة في حياته ليست إلا مشهدًا يُمهد للمشهد القادم.