عادات راسخة تأبى العائلات التنازل عنها

هذه طقوس استقبال عيد الأضحى بشرق البلاد

هذه طقوس استقبال عيد الأضحى بشرق البلاد
الفنانة التشكيلية ياسمين مبتوش الملقبة بـ"جاس"
  • القراءات: 474 مرات
أسيا عوفي أسيا عوفي

قبل أيام قليلة من حلول عيد الأضحى المبارك، أصبحت محلات بيع التوابل في ولايات برج بوعريريج وميلة وسطيف، تشهد إقبالا منقطع النظير من قبل النسوة، لشراء مختلف البهارات التي تحتاجها يوم العيد، على غرار القصبر، الفلفل الأسود، الفلفل الأحمر، الكمون وغيرها، فهذه الأنواع الأكثر طلبا، نظرا لنهكتها في الطهي، خاصة إذا استعملت في إعداد "أحشاء الخروف" أو ما يسمى بـ«العصبان"، وغيرها من الأكلات المشهورة لدى العائلات البرايجية، الميلية والسطايفية خلال أيام العيد، إضافة إلى اقتناء "الزعيترة"، القرفة والحمص وغيرها.

خلال تجولنا في السوق المغطاة وسط مدينة برج بوعريريج، وسوق بلدية شلغوم العيد، وسوق تاجنانت بميلة، وأسواق سطيف والعلمة الواقعة شرق الولاية، التقينا بإحدى السيدات، كانت بصدد شراء مختلف لوازم العيد، ومن بينها التوابل، لتخبرنا بأنه دون هذه التوابل لا يمكنها الطبخ، خصوصا صبيحة العيد، باعتبار أن هذه التوابل تضفي "البنة" على الأكل، لننتقل إلى محل آخر، أين وجدنا امرأة طاعنة في السن، منهمكة في شراء العديد من هذه التوابل وبكميات كبيرة، على اعتبار أن هناك العديد من الأطباق التي تحضر أيام العيد، مع التركيز على أن تكون جديدة وذات نكهة معينة، من خلال ملاحظتنا لها مركزة جل اهتمامها في اختيار أنواع محددة من التوابل وشمها قبل اقتنائها.

وعند استفسارنا عن طريقتها هذه، صرحت لـ"المساء" قائلة: "بحكم سني وخبرتي في شراء هذا النوع من التوابل، فإنني أتعرف عليها إن كانت جديدة وذات طعم خاص، من خلال شمي لها، خصوصا إذا تعلق الأمر بالقصبر، هذا الأخير الذي رائحته لا يمكن لأحد تجاهلها عندما يكون جديدا، ويبقى لكل موسم ديني مستلزماته الخاصة به، التي لا يمكن لأي عائلة جزائرية الاستغناء عنها وتجاهلها، بل على العكس، تحرص جل العائلات على الاستعداد التام والكامل لمختلف المناسبات، خصوصا إذا تعلق الأمر بتأدية الواجب الديني."

"البوزلوف" و"البكبوكة" و"العصبان" والشواء في أول أيام العيد

تتفنن ربات البيوت في ولايات برج بوعريريج وميلة وسطيف، خلال أيام عيد الأضحى، في تحضير أطباق تقليدية يشتهر بها المطبخ البرايجي والميلي والسطايفي، منها "البوزلوف، البكبوكة أو الدوارة"، خصوصا "العصبان"، هذه الأطباق لا يكاد يمر العيد دون حضورها على المائدة في اليوم الأول والثاني منه، حرصا من العائلات على المحافظة على التقاليد وإرضاء رغبات عشاق تلك الأطباق والأكلات، لكن في المقابل، هناك عائلات تتخلى عن بعض أعضاء الكبش، كالرأس والجهاز الهضمي تجنبا لتنظيفها وإعدادها، معتبرين ذلك من الأعمال الشاقة، ليكون "الحل" في الأخير، التصدق بها للعائلات التي لم تقتني كبش العيد.

ولازالت العائلات تحافظ كذلك على عادتها في عيد الأضحى المبارك، منها صيام العائلة يوم التاسع من شهر ذي الحجة وكذا صبيحة يوم العيد عن الأكل، من الصباح إلى غاية العودة من صلاة العيد والإفطار على كبد الكبش الذي ينحر. وعن أجواء العيد، حدثتنا سيدة قائلة، إن رب الأسرة، وبعد عودته من صلاة العيد، يستعد لنحر الأضحية، في حين تقوم ربة المنزل بطهي كبد الكبش، مباشرة بعد النحر، لتفطر عليه العائلة، خصوصا الذي يصوم إلى غاية الإفطار عليه، وهناك عائلات لازالت متمسكة بالعادات، إذ أن إعداد طبق "البوزلوف"، في اليوم الأول من العيد، بالإضافة إلى "الدوارة والعصبان" من الأساسيات، حيث تقوم سيدات البيت بتقطيع "الدوارة" إلى قطع كبيرة وخياطتها، قبل ملئها بالأمعاء الدقيقة والغليظة والحمص أو الأرز، تضاف إليها بعض البهارات، ويتم غلقها بالإبرة والخيط، وبعد أن تطهى، تقدم كطبق رئيسي يوم العيد.