الشعر في مواجهة الفاشيات الجديدة

نقروش في المهرجان الدولي بسيدي بوسعيد

نقروش في المهرجان الدولي بسيدي بوسعيد
الشاعرة الجزائرية سميرة نقروش
  • القراءات: 1257
❊ ن. جاوت ❊ ن. جاوت

تشارك الشاعرة الجزائرية سميرة نقروش في الدورة السادسة من المهرجان الدولي للشعر (14 إلى 16 جوان الجاري) التي تنطلق الخميس المقبل بسيدي بوسعيد، قِبلة الشعر الأولى في جنوب المتوسط التونسية، وتأخذ شعار الشعر في مواجهة الفاشيات الجديدة. 21 شاعرا من 16 جنسية لهم أهميتهم في ثقافاتهم، على غرار الكوبي فيكتور ريدريقاس الذي يُعد أحد أهمّ شعراء أمريكا اللاتينية، والذي يزور تونس لأول مرة، وكذلك الإسبانية راكال لانسيروس التي تحصلت هذه السنة على جائزة النقاد بإسبانيا، والفرنسي كريستوف مانون المتحصل على جائزة أهل الأدب بفرنسا. ومن تركيا تشارك الشاعرة الكردية بيجان ماتور المترجمة إلى أكثر من 28 لغة. ومن سلطنة عمان يشارك الشاعر زاهر الغافري.

لسميرة نقروش بصمتها الخاصة في عالم الكلم الجميل؛ فهي شاعرة وكاتبة تكتب باللغة الفرنسية وفوق ذلك طبيبة. وُلدت في الجزائر بتاريخ 13 سبتمبر 1980، وتعيش وتعمل في الجزائر. عُرفت في الأساس بشعرها وأيضا بنثرها وأكاديميتها ونصوصها الدرامية وكتابتها الإبداعية الأخرى. علاوة على ذلك، ترجمت نقروش الشعر الجزائرى المعاصر المكتوب بالعربية ولغات أخرى إلى الإنجليزية والفرنسية. وتعمل أيضا في مجالات مختلفة، مثل السينما والمسرح والرقص والتصوير وتعبيرات فنية بصرية متنوعة.

الكاتبة سميرة نقروش حصلت على منحة دراسية من المركز الوطني للكتاب التابع للمسرح في فرنسا خلال 2004 و2005. وفي عام 2009 في ليون، قامت سميرة مع الموسيقية والمغنية اليونانية أنجليك لوناتوس بأداء بدون رقابة، وكان لها تأثير على رأي الجمهور. كما حررت كتابة شعر جزائري معاصر بالفرنسية لاستعراض هنا وهنا، وأعدت مجموعة من الشعر الجزائري المعاصر المكتوب بالعربية والأمازيغية والفرنسية لمجلة كويبكسر للشعر الخروج.

سميرة نقروش دائما تُدعى للمشاركة في فعاليات أدبية دولية. وكانت كثيرا ما تلقي شعرا وتناظر وتدير الأنشطة المختلفة، وهي عضو في اللجنة الدولية لمهرجان صوت البحر الأبيض المتوسط لوديف، وأمين عام نادي القلم، وأسست قدموس، وهي جمعية ثقافية تهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي لدول البحر الأبيض المتوسط.

ترجمت بعض أشعار سميرة نقروش إلى الإسبانية والإيطالية، من بينها الضعف لا يعنى و«الأوبرا الكونية و«القزحية و«في ظل غرناطة و«مجلس الوزراء السري و«زيت أشجار الزيتون و«ماضي ديابولو و«انتظار المغادرة و«أنا فجر صيف و«الوقت الخاطئ و«أقسام وأقاليم السماء الخارجية و«في شرف الشمس والرياح، إلى جانب للجميع و«مثلث و«خطوط خلفية و«عندما أزهر اللوز مرة أخرى. وفي سياق مهرجان الشعر الدولي، قال مدير المهرجان معز ماجد إن المهرجان تبنّى اقتراح المنظمة العالمية للشعر برئاسة الكولمبي فرناندو رندون مدير مهرجان مدلين للشعر، وقرّر أن يضع الدورة الجديدة تحت شعار الشعر في مواجهة الفاشيات الجديدة؛ بسبب الصعود اللافت للفاشيات الجديدة المنذرة بعودة خطابات الكراهية والعنصرية والعنف على مستوى العالم؛ إذ يحاول الشعر أن يذكّر بما قاله بريشت: كم يرهق المرء أن يكون شرّيرا.

ويواصل المهرجان في الرؤية التقدمية نفسها المُجدّدة للخطاب الشعري خارج المنظومات السائدة التي تخنق الشعر وتحوّله إلى مادة استهلاكية بلا روح؛ لذلك يضع المهرجان الشعراء في فضاءات مفتوحة، تعيد للشعر حيويته وصلته الحية بالناس؛ من خلال استخدام الفضاء العام ساحة للشعر؛ حيث سيقرأ الشعراء على امتداد ثلاثة أيّام بصحبة المترجمين والعازفين في المقاهي (مقهى عمر والقهوة العالية)، وفي الساحة العامة (حديقة سيدي الشبعان)، وفي المتاحف (قصر النجمة الزهر). الشعراء المشاركون في الدورة السادسة هم زاهر الغافري (سلطنة عمان)، و(عبد الوهاب العريض (البحرين/ السعودية)، ومحمد الحرز (السعودية)، وعبد الرحيم الخصار (المغرب)، وغادة خليل (الأردن/ فلسطين)، وآلاء حسين (مصر)، وأدريان غريما (مالطا)، وبيجان ماتور (تركيا)، وفيليب ريبيتاز (سويسرا)، وفيكتور رودريكس نونيس (كوبا)، وروي كوياش (البرتغال)، وليودميلا دياتشينكو (أوكارانيا)، وفرانشيسكا سيرانيولي (إيطاليا)، وكريستوف مانون (فرنسا)، وراكال لانسيروس (إسبانيا). ومن تونس كل من أنور اليزيدي وفتحي النصري وكمال قحة ولمياء المقدّم وإيناس العباسي.