”قادرة على شقـاها" بمسـرح “بشطارزي"
نسرين بلحاج تستعرض أوجه الحياة المؤسفة
- 1734
دليلــة مــالك
قدمت المخرجة والممثلة المسرحية نسرين بلحاج، مساء أول أمس، عرضا شرفيا للعمل المسرحي في لون المونودرام؛ "قادرة على شقاها"، على خشبة المسرح الوطني الجزائري “محيي الدين بشطارزي”. واستعرضت أوجهاً من الحياة، من خلال قصة امرأة تجبَر على الزواج بعد أن هاجر حبيبها، وطالت غيبته. ورصدت أشكالا من طلبات الخِطبة في صور كاريكاتورية، وناقدة.
مونودرام "قادرة على شقاها" نص وإخراج وتمثيل نسرين بلحاج، دام قرابة الساعة. يروي قصة "عدرا" المعروفة بـ "القادرة على شقاها"، مع الزواج. وقد استُهل العرض بدخول الممثلة بلباس العروس الأبيض، على إيقاع موسيقى الأفراح؛ إذ تستعد لاستقبال زوجها الذي أرسلته وكالة خاصة في إيجاد رجال للزواج، لكن سرعان ما انقلبت سعادتها إلى نكسة لما اكتشفت أن الرجل الذي اختير لها، ليس بالمواصفات التي طلبتها في البداية. وفي قالب ساخر، وجهت الممثلة الحاضرين إلى مجموعة من الأمثلة التي تواجه المرأة لدى تقرب البعض لخطبتها، لتكشف، عبرها، عن العديد من العيوب التي تشوب المجتمع. وقد تقمصت شخصيات مختلفة، كانت بمثابة نماذج حية عن واقع مؤسف!
وفي كل لوحة ترسمها نسرين بلحاج، يسلَّط الضوء على اللباس، أو الأكسسوار الذي تضيفه، فتؤدي دور السيد الذي يبدو صارما، لكن هيهات أن يكون! فبعد جمل من الوعود الحالمة، يصدمها بقدسية أخته، وأن على زوجته أن تقبل يدها ورجلها في كل مجلس ومقام، الأمر الذي رفضته جملة وتفصيلا. وكذلك فعلت مع عجوز طاعنة في السن، أتت من أجل أن تخطبها لابنها، لكن لمحت، ثم صرحت لها بضرورة الاعتناء بالعائلة الكبيرة بداعي جمع الحسنات والأجر. وهذه الحالة رفضتها العجوز لابنتها، لتخبرها، بعد ذلك، “عدرا” أن طلبها غير موجود.
وتزامنا مع المناوشات المغربية في احتكارها عددا من القيم التراثية، تقف نسرين بلحاج في نموذج رجل مغربي يلبس طربوشا، يطلب يدها للزواج، ويدخل منحنيا مطأطأ، لتخبره عن سبب ذلك، فيقول إنهم هكذا يحيون ويتكلمون أمام الجمال والنساء والسلطة، وهو إسقاط لتقبيل المغاربة ملكَهم، فتجيبهم: "نحن لا نعرف في التحية إلا التحيات لله.. الزاكيات الطاهرات.."، فأراد المغربي أن يستعيد الطربوش، لكن "عدرا" امتنعت، وقصفته: “حتى الطربوش تريدون احتكاره مثل الزليج!... لن تأخذه!". ثم يأتي النموذج الديني؛ رجل متشدد، يريد الزواج قصد الإنجاب، وبأعداد كبيرة؛ وكأنه يريدا بناء مخيم وليس بيتا. كما تناولت موضوع الرجل الفنان، الذي لا يملك شيئا سوى فنه وثقافته. تُعجب "عدرا" بحديثه، غير أنه سرعان ما تصارحه: "ينقصك قانون الفنان"، وهي رسالة واضحة للمعنيين؛ لأهمية هذا القانون. وتعود “عدرا” في مشهد خطي مباشر، وهي تتذكر حبيبها "ندير"؛ المرأة تريد رجلا حقيقيا يفهمها من نظرة، ويحس بها، ويقف إلى جانبها. يرن هاتفها فجأة، يكلمها نذير وهي غير مصدقة أنه هو بعد غياب 15 سنة، يؤكد لها عودته إلى الوطن، وعودته إليها بعد أن نجح في حياة الغربة. وينتهي العرض بأغنية حسني “غير هنا ونديرو القلب".