بن مرابط محافظ مهرجان إبداعات المرأة في ندوة صحفية:

نساء الجنوب.. أصالة تُروى

نساء الجنوب.. أصالة تُروى
محافظ المهرجان الثقافي الوطني لإبداعات المرأة سيد علي بن مرابط
  • 148
د. مالك د. مالك

نساء الجنوب.. أصالة تُروى

أكّد محافظ المهرجان الثقافي الوطني لإبداعات المرأة سيد علي بن مرابط، أنّ الدورة 10 التي ستُقام من 18 إلى 24 أكتوبر الجاري بفيلا بولكين (المتحف الكبير لإفريقيا) بشعار "نساء الجنوب... أصالة تُروى... وإبداع يضيء"، تُعدّ محطة استثنائية لتكريم المرأة الجزائرية في بعدها الجنوبي؛ باعتبارها رمزاً للأصالة، وحارسة للهوية الثقافية، وذاكرة المجتمع. 

قال بن مرابط، أمس في ندوة صحفية، بالمتحف الكبير لإفريقيا في الجزائر العاصمة، إنّ هذه الدورة "تأتي لتُبرز ثراء الجنوب الجزائري الكبير، بما يحمله من رموز وإرث غير مادي يختزل قيم التضامن، والإبداع، والجمال المتجذر في الذاكرة الجماعية". وأوضح أنّ المهرجان يسعى إلى إعادة ربط الجسور بين المبدعات في شمال وجنوب الوطن، من خلال مقاربة ثقافية تجمع بين الفن والتراث والمعرفة. وقال إنّ الجنوب ليس مجرّد فضاء جغرافي، بل منبع للإلهام، ومهد للإنسانية. وأضاف أنّ الدورة العاشرة "تسعى إلى خلق ديناميكية جديدة بين الأجيال، عبر إبراز الكفاءات النسوية في مختلف المجالات، ودعم روح المبادرة لدى النساء الحرفيات، والفنانات والكاتبات".

وأشار المحافظ إلى أنّ برنامج هذه الدورة حافل بالورشات الحية التي تسلّط الضوء على ثراء الحرف التقليدية النسوية، بمشاركة جمعيات من مختلف ولايات الوطن. وستُعرض تقنيات الصباغة الطبيعية، وصناعة الزرابي والنسيج، والمجوهرات، والتطريز وفنون الجلد، من خلال مشاركات من تيميمون، وغرداية، وتقرت، وتمنراست، وأدرار وإن قزام، وغيرها من المناطق التي تختزن مهارات نساء حافظن على ذاكرة الصحراء. 

كما تُثري الفعالياتِ فرق موسيقية تهتم بالموروث الجنوبي؛ مثل "إيمزاد"، وتازامرت" ، و«تهيجلت" من جانت؛ ما يجعل المهرجان مساحة نابضة بالألوان والإيقاعات التي تعكس التنوّع الثقافي للجنوب الكبير. وأكد بن مرابط أنّ المهرجان لا يقتصر على العرض والاحتفاء فقط، بل يتضمّن بعدا تكوينيا وتفاعليا من خلال سلسلة ورشات تدريبية تُنظم من 18 إلى 23 أكتوبر.  وتشمل الصباغة الطبيعية، والمجوهرات الطوارقية، وتاريخ اللباس التقليدي، والتجارة الإلكترونية؛ بهدف تمكين المرأة الحرفية من أدوات العصر مع الحفاظ على روح التراث. كما أشار إلى لقاء "تجارب ناجحة" سيُعقد يوم 19 أكتوبر. ويجمع سيدات متميّزات في مجالات الفن، والسينما، والسياحة، والحرف التقليدية، لتقديم شهادات ملهمة حول مساراتهن في الريادة والإبداع.

وفي بُعد فكري ومعرفي، أوضح محافظ المهرجان أنّ الحدث سيحتضن سلسلة من الندوات الموضوعاتية من 20 إلى 23 أكتوبر، تتناول الأدب النسوي (تكريما للكاتبة صليحة رقاد)، وريادة الأعمال الثقافية، والأنثروبولوجيا، واللغة الأمازيغية (تيفيناغ)، والتراث الموسيقي والشعري، والصحافة الثقافية، وفن الطبخ المحلي. وستُثري هذه الندوات نقاشاتٌ مفتوحةٌ بين باحثين ومبدعين ومهتمين بالشأن الثقافي.

أما المقهى الأدبي فيراه بن مرابط "فضاء للبوح الأنثوي واللقاء مع الكلمة" ؛ حيث ستجتمع الكاتبات والروائيات لتقديم قراءات وحكايات شفوية، تُعيد إلى الأذهان الأساطير الشعبية، وذاكرة الجنوب. كما ستُقام عروض فنية وتشكيلية تعبّر عن تنوّع الحسّ الإبداعي لدى الفنانات الجزائريات، إلى جانب عروض أزياء مستوحاة من تراث الجنوب الكبير، تُجسّد توازياً بين الأصالة والابتكار.

ويضيف محافظ المهرجان أنّ هذه الدورة ستُخصّص فضاءاتٍ للإبداع الرقمي والشركات الناشئة التي تقودها نساء، إلى جانب أنشطة تضامنية تشمل زيارات للأطفال المصابين بمتلازمة داون، والمكفوفين؛ لما تمثّله هذه المبادرات من ترسيخ للبعد الإنساني والاجتماعي للمهرجان. ويُختتم المهرجان في سهرة فنية تجمع بين الجمال والحكاية والموسيقى؛ حيث سيتم تكريم الراحلتين حسناء البشارية وبادي لالة. وستُقام عروض أزياء استثنائية، وقراءات للحكايات الشعبية على أنغام الجنوب.