نظمت مديرية الثقافة والسياحة والرياضة لبلدية عنابة، في إطار فعاليات شهر التراث، ندوة فكرية متميزة بمناسبة الاحتفال بالتراث الثقافي العالمي. وتحت شعار "التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي"، جرت فعاليات الندوة في مكتبة "المؤرخ حسن دردور" يوم الأربعاء 14 ماي 2025.

وقد شهدت الندوة حضور مجموعة من الشخصيات البارزة، منها النائب المكلف بالثقافة والسياحة والرياضة، والنائب المكلف بالتعمير، بالإضافة إلى رئيس لجنة الثقافة والسياحة والرياضة ورئيس لجنة التعمير والتهيئة العمرانية والاستثمار، إلى جانب مدير وإطارات مديرية الثقافة والسياحة والرياضة.

وكان الهدف من هذه الندوة هو تسليط الضوء على أهمية صون التراث الثقافي المادي واللامادي في ظل التحولات الرقمية المعاصرة، خاصة مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تفتح آفاقًا جديدة في مجالات الحفظ والترميم والتوثيق. ناقش المشاركون خلالها التحديات التي قد تواجه التراث الثقافي في ظل هذه التقنيات الحديثة، فضلاً عن الفرص التي تتيحها هذه التكنولوجيا لحمايته وتعزيزه.

تناولت المداخلات الفكرية مجموعة من المواضيع التي تتعلق بالتوازن بين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على التراث وبين ضرورة الحفاظ على أصالة هذا التراث. وقد أثار المشاركون عدة تساؤلات حول كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في استراتيجيات حفظ التراث دون التأثير على هويته الثقافية أو المساس بجمالياته.

الندوة كانت بمثابة منصة للحوار والتبادل بين المختصين في مجالات الثقافة والتكنولوجيا، حيث تم التأكيد على ضرورة التعاون بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة لتبني حلول مبتكرة لحفظ التراث الثقافي وحمايته من التحديات المستقبلية. من خلال هذه المبادرة الفكرية، أثبتت بلدية عنابة مجددًا التزامها بالمحافظة على التراث الثقافي من خلال مواكبة التطورات التكنولوجية بما يتماشى مع الهوية الثقافية المحلية والعالمية.