دورة تكوينية عن «تعزيز قيم المساواة في وسائل الإعلام»
نحو حضور أبرز في المنتوج الإعلامي

- 1031

نظمت وزارة الاتصال بالتعاون مع هيئة «الأمم المتحدة – المرأة»، يوما تكوينيا وتحسيسيا خاصا بـ «تعزيز قيم المساواة في وسائل الإعلام»، وذلك بفندق لاماراز بالقبة، نشطه خبراء وإعلاميون، ووقفوا فيه عند كيفية معالجة موضوع المرأة في وسائل الإعلام، ومدى حضور المرأة الصحفية في المشهد الإعلامي الجزائري.
تم خلال هذا اللقاء استعراض مبادئ عدم التمييز بين الجنسين والمساواة والإنصاف التي تجسدت في القانون الجزائري، مع استعراض مختلف التجارب الرائدة في هذا المجال.
وقدّم الخبير سعيد بن ميراد تدخلا، ركز فيه على أهمية اللقاء وعلى فرص التكافؤ بين الجنسين في مجال العمل والإبداع. وبعدها تكفل هذا الخبير بإدارة النقاش وتقديم بعض الأعمال التي أُنجزت في إطار الأيام التكوينية بالعاصمة، الخاصة بموضوع صورة المرأة في وسائل الإعلام لفائدة صحفيين جزائريين. وقد أوضح أن ظهور المرأة في وسائل الإعلام أقل من الرجل، والظهور هنا لا يعني الشكلي، بل يعني الخطاب، وفي تعزيز العلاقة المهنية والاجتماعية بين الجنسين بعيدا عن التضارب والتناقض. ودعا إلى إقحام الرجل في قضية المرأة كي يتبناها عن طيب خاطر.
كما قدّمت السيدة أمينة دباش مديرة جريدة «الشعب» اليومية، تجربتها الإعلامية كصحفية وكامرأة، واصفة إياها بأنها مسار نضالي بدأ قبل تخرجها من الجامعة، لتستعرض مختلف المواقع التي مرت بها، والتي تركت بها أثرا طيبا عماده المهنية والالتزام، الأمر الذي جعل الذين عملوا معها من الجنسين، يقدّرونها ليس فقط لأنها امرأة، بل لأنها فرضت نفسها بالعمل وبالقلم لا غير، متوقفة أيضا عند فترة عصيبة عاشتها، تمثلت في العشرية السوداء؛ حيث رفضت المغادرة وفضلت البقاء في الجزائر، لتخوض فيها الكثير من التجارب الناجحة خاصة في مجال تكوين الصحفيين وفي التأسيس لعدة برامج تلفزيونية، لتؤكد في الأخير أن قطاع الإعلام في الجزائر يتأنث. بدورها استعرضت الخبيرة والمنسقة مع منظمة «الأمم المتحدة – المرأة» في الجزائر السيدة إيمان حياف، بعض العراقيل التي تواجه المرأة الإعلامية منها المهنية والاجتماعية؛ ما يتطلب نضالا أكبر.
وبدورها عرضت الخبيرة نوال قلال تجربتها مع مشروع «خبيرات الجزائر» الذي انطلق مارس الفارط، وهو ممول من الاتحاد الأوروبي ضمن ترقية برامج التنمية. وتم التعاون أيضا مع الكونفديرالية الدولية للصحفيين (مقرها بلجيكا)، ومن خلال هذا البرنامج تم تأسيس أرضية معلومات لإحصاء النساء الصحفيات في عدة دول، منها الجزائر ولبنان والأردن والمغرب وتونس وفلسطين، وتبين أن النساء الخبيرات في مجال الإعلام أقل من الرجال. كما سُجل غياب النساء عن حركة التغيير والتنمية على المستوى الاقتصادي.
وأكد السيد بن ميراد أن هذه الدورة التكوينية تمثلت رسالتها في تعزيز قيم المساواة في وسائل الإعلام ، علما أن هذه الدورات كانت انطلقت في 2016، بعدها تم عرض بعض الأعمال التي أنجزها المشاركون في دورة عام 2017، تناولت في مجملها روبورتاجات عن المرأة، منها «النساء المنتخبات» و»حرفية في سوق النحاسين بقسنطينة» و»الفلاّحة هوارية».
ودخل الإعلاميون المشاركون في هذا اللقاء في أفواج تمحورت حول «المساواة والتضامن والحرية والاحترام»، لتوزع في الأخير شهادات على المشاركين في دورة 2018.
للإشارة، فقد تمت دعوة مختلف وسائل الإعلام إلى تفادي الصور النمطية للمرأة، والعمل على تكثيف حضورها في وسائل الإعلام من موقع الخبيرة والفاعلة في مختلف المجالات، وعلى ضرورة إشراك المرأة في اتخاذ القرار على مستوى هيئات التحرير، وتعزيز دورها كفاعلة في صناعة المادة الإعلامية بدون تمييز أو إقصاء.